رحلت كاسيني، فماذا بعد؟

هناك عدد مهول من الأشياء بانتظار من يستكشفها.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

واصلت كاسيني إرسال البيانات حتى اللحظة الأخيرة، وهي تكافح في مواجهة التأثيرات الجوية التي كانت على وشك أن تبخّر هذه المركبة الفضائية محولةً إياها إلى غبار. ثم اختفت بعد ذلك. أدى الانقضاض الذي نفذته كاسيني بداية الشهر بشكل متقن إلى إغلاق واحدة من نوافذنا القليلة المفتوحة على النظام الشمسي.

إلا أنه وبينما نحن ننعى خسارتنا، ونحتفل بالإضافات المدهشة التي قدمتها كاسيني إلى ما نعرفه عن النظام الشمسي، يعمل العديد من الأشخاص بجد على مستقبل استكشاف النظام الشمسي.

في الوقت الحالي، لا توجد خطط للعودة الفورية إلى نظام زحل، وليس هناك مشاريع لديها المقدار نفسه من الأدوات، أو المستوى نفسه من الطموحات الكبيرة تحملها بعثة رائدة بحجم كاسيني. ولكن هناك بعض المشاريع المثيرة للاهتمام يتم الإعداد لها. إليكم فيما يلي بعض الخطط البارزة في علم الكواكب التي يمكنها أن تملأ الفراغ الذي تركته كاسيني في قلبك. قم بتحديد التواريخ في جدول التقويم الزمني الخاص بك.

  • في وقت لاحق من هذا العام 2017، وخلال شهر نوفمبر: من المتوقع أن تقوم وكالة ناسا باختيار واحد أو أكثر من المشاريع المرشحة لبعثة الآفاق الجديدة التالية. بعثات تستغرق وقتاً أقصر (وتكاليف أقل) مما تتطلبه مساعٍ هائلة مثل كاسيني، كما أن هذه المشاريع مصممة لدراسة أهداف محددة.

فقد تم تمويل كل من البعثات أوزيريس-ريكس، جونو، ونيو هورايزونز من خلال برنامج الآفاق الجديدة. تقوم ناساً حالياً باستعراض 12 مقترحاً، وستقوم في نوفمبر القادم؛ باختيار مرشحين لإجراء دراسة أولية، الأمر الذي قد يثبت جدوى المشروع، ويساعد على تضييق الخيارات بشكل أكبر. تشمل المشاريع المرشحة كلاً من القمر، تيتان، إنسيلادوس، فينوس ومسباراً مخصصاً لزحل، وغيرها من المشاريع.

  • 1 فبراير من العام 2018: هذا هو تاريخ نهاية الرحلة بالنسبة للمركبة الفضائية جونو التي تدور حول المشتري، والتي ستهبط من مدارها باتجاه المشتري في هذا اليوم، لتمنح كل شخص بذلك ذكريات رقيقة عن نهاية كاسيني. وصلت جونو إلى أجواء المشتري في العام 2016، حيث تم تكليفها بمهمة الدوران حول العملاق الغازي 37 مرة، والكشف عن بعض الأسرار المتعلقة بتكوين المشتري وتطوره.
  • أغسطس من العام 2018: أوزيريس-ريكش هي بعثة لاستكشاف أحد الكويكبات، تم إطلاقها العام الماضي، وهي متجهة نحو “بينو”، وهو كويكب بعيد عنا. وسوف يمر بجانب الأرض في أواخر شهر سبتمبر وهي في طريقها إلى هذا الكويكب، حيث سيقترب منه في أغسطس من العام 2018. سيبدأ بمسح بينو في شهر أكتوبر من العام 2018، استعداداً لتحقيق هدفه النهائي، وهو أخذ عينة من الكويكب في يوليو من العام 2020. خلافاً لمعظم المركبات الفضائية المخصصة لأبحاث علم الكواكب (مثل “في آي بي”، وكاسيني) سيعود إلينا هذا المسبار في الواقع. إذا سارت الأمور كلها على نحو جيد، سيتحطم جزء من أوزيريس-ريكس في صحراء يوتا في 24 سبتمبر من العام 2023، مصطحبة معها إلى الأرض أجزاء من بينو.
  • أكتوبر من العام 2018: ناسا ليست وكالة الفضاء الوحيدة في العالم. ففي أكتوبر من العام 2018، ستقوم كل من وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة الفضاء اليابانية “جاكسا” بإطلاق “بيبي كولومبو”، وهي مجموعة مكونة مركبتين فضائيتين، في بعثة تستغرق عاماً واحداً إلى عطارد. حيث تمتلك ناسا مطيافاً للكتلة على متن كل منهما، والذي سيقوم باستكشاف الطبقة الجوية العليا لعطارد.
  • 1 يناير، 2019: ستمر المركبة نيو هورايزونز بجوار “2014 MU69″، وهو جسم غريب لا زلنا نحاول معرفة شكله، وذلك خلال الساعات الأولى من العام 2019. تتمتع نيو هورايزونز بخبرة طويلة لتنفيذ مهمات كهذه. فقد أنجزت هذه البعثة بنجاح عملية تحليق في أجواء بلوتو في العام 2015.
  • أكتوبر من العام 2021: هل تنكر العمل الذي تقوم به مركبة فضائية؟ من المقرر أن يتم إطلاق لوسي في 2021، لكي تمر بجوار حزام الكويكبات الرئيسي في العام 2025، وذلك قبل أن تباشر بالعمل على كويكبات طروادة من العام 2027 إلى العام 2033. كويكبات “طروادة” هي حزمة غريبة من الكويكبات التي تشارك المشتري بمداره حول الشمس.

تدور إحدى مجموعات الكويكبات في مقدمة الكوكب، في حين تدور مجموعة أخرى وهي تلاحق الكوكب من الخلف، وكلا المجموعتين تحاوطان الكوكب باستمرار. ستقوم لوسي خلال مهمتها بدراسة 6 من هذه الأجسام الغريبة. تشكل لوسي جزءاً من برنامج ديسكفري لدى ناسا للبعثات العلمية ذات التكاليف المنخفضة، والذي عادة ما تكون ميزانياتها أقل من مشاريع المخصصة للآفاق الجديدة.

  • أغسطس من العام 2022: سايكي هي بعثة أخرى من بعثات ديسكفري. سوف تنطلق من الأرض في العام 2022، لتدور حول المريخ في العام 2023، وتصل في النهاية إلى “سايكي 16″، وهو عبارة عن كتلة معدنية عملاقة بعرض 130 ميلاً، تقع في عمق حزام الكويكبات.

يعتقد لهذا الجسم الغريب أن يكون نواة مكشوفة لكوكب بدائي فشل في إتمام عملية التشكل. ستكون هذه أول بعثة تزور جسماً معدنياً (بدلاً من أن يكون الهدف جسماً صخرياً، أو جليدياً، أو حتى غازياً). بالرغم من أن سايكي ولوسي تعدان بعثتان مثيرتان للغاية، إلا أن بعض العلماء يشعرون بالقلق من تركيز ناسا كثيراً على الكويكبات، وتركيزها غير الكافي على أماكن لها أجواء (التي لديها إمكانية دعم وجود أحد أشكال الحياة).

  • في أوائل العام 2020: أوروبا كليبر أو “بعثة التحليقات المتعددة حول أوروبا” هي واحدة من أكبر البعثات التي يجري الإعداد لها. سيتم إطلاق هذه المركبة الفضائية في وقت ما بحلول العام 2022، حيث ستقوم بالتحليق حول أوروبا بحثاً عن علامات تشير إلى أن قمر المشتري، الذي يمتلك محيطاً مدفوناً تحت سطحه، قد يكون صالحاً للعيش. في غضون ذلك الوقت تقريباً، تخطط كل من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مستكشف أقمار المشتري الجليدية (أكا جوس AKA Juice)؛ الذي سيلقي نظرة عن كثب أيضاً لأقمار المشتري.