ما الحشرات والحيوانات التي تهدد خلايا النحل؟

5 دقيقة
ما الحشرات والحيوانات التي تهدد خلايا النحل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Alta Oosthuizen
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“من يريد أكل العسل عليه تحمل لسع النحل”. هذا المثل لا ينطبق على البشر فقط، بل على جميع الكائنات الحية، فعسل النحل يجذب العديد من الأعداء الطبيعيين والمتطفلين، وليس من أجل العسل فحسب، بل من أجل افتراس النحل نفسه ويرقاته وحتى الشمع الذي ينتجه. لذلك، إليك أهم الحشرات والحيوانات التي تهدد خلايا النحل، وكيف يدافع النحل عن نفسه؟ وما الطرق التي يمكن استخدامها لحماية النحل من هذه الكائنات؟

اقرأ أيضاً: ما الآفات والأمراض التي تهدد خلايا النحل؟

أهم الحشرات والحيوانات التي تهدد خلايا النحل 

ثمة عدد كبير من الكائنات التي قد تتطفل على النحل أو تفترسه، ويمكن ترتيبها من الأكثر خطورة إلى الأقل خطورة بالنسبة للمنطقة العربية كالتالي:

الفاروا (Varroa)

يعد من أخطر الحيوانات التي تهدد خلايا النحل، وهو عبارة عن كائن طفيلي خارجي تابع [tooltip content=”وهي الكائنات التي تحتوي على قطع مركبة ومتصلة مع بعضها بمفصل متحرك، وتشكل هذه الكائنات عدداً كبيراً جداً من مجمل الكائنات الحية الحيوانية، يغطي جسدها غالباً هيكلٌ قاسٍ، ومنها الحشرات والقشريات وسرطان البحر وغيره.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%84/” ]لمفصليات الأرجل[/tooltip]، ينتشر في نطاق جغرافي واسع وبشكل خاص في قارة آسيا. يتغذى الفاروا على يرقات النحل ما يؤدي إلى تشكيل نمط غير منتظم من الحضنة، بالإضافة إلى ظهور تشوهات في النحل البالغ بسبب الإصابة بفيروس تشوه الأجنحة الذي ينتقل عبر لدغات الفاروا.

تنتقل الفاروا من نحلة إلى أخرى عن طريق الاتصال المباشر بين النحل، ويمكن رؤيتها بشكل واضح بالعين المجردة، تمر العلامات المبكرة للعدوى (الأجنحة المشهورة) عادة دون أن يلاحظها النحال، لكون الفاروا تصيب الحضنة كبداية، لكن عندما تصبح العدوى شديدة تظهر بشكل واضح مع إمكانية رؤية عث بالغ على جسم النحل، ويمكن رؤيتها في حالات الإصابة الشديدة على النحل البالغ.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك على زيادة عدد النحل في الخلية

الدبابير

يُعد الدبور الأحمر الشرقي من أهم الحشرات التي تهدد خلايا النحل، وينتشر بشكلٍ كبير في قارة آسيا في منطقة الهند والشرق الأوسط، وقد انتقل منهما إلى أوروبا. تظهر ملكات الدبور الأحمر الشرقي في الربيع، وتبدأ بافتراس النحل لإطعام يرقاتها، وبعد خروج الجيل الأول من الدبابير تبدأ باصطياد النحل طيلة فصلي الصيف والخريف، حيث تتمتع الدبابير بجسم أكبر مقارنة بحجم النحل، بالإضافة إلى درع كيتيني صلب وفك قوي ولسعة سامة وقاتلة للنحل.

يمكن لعش الدبابير القضاء على مستعمرة النحل بأكملها ونهبها، حيث يستدل على مكانها من خلال رائحة مستعمرة النحل وحبوب اللقاح والفرمونات. يستمر هجوم الدبابير حتى فصل الخريف، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف خلايا النحل بشكلٍ كبير بسبب ضغط الافتراس وعدم قدرتها على جمع كمية كافية من الموارد للشتاء، ما يسبب عادة خسارة أكثر من 30% من الخلايا.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة مفترس آخر يتبع لنفس الجنس وهو الدبور الألماني الأصفر وهو أقل خطورة من الدبور الأحمر، لكنه أيضاً قد يغزو خلايا النحل لسرقة العسل وحبوب اللقاح، كما قد يفترس اليرقات والنحل البالغ، وتبلغ ذروة هجومه في فصل الخريف.

اقرأ أيضاً: هل النحل مهدد حقاً بالانقراض؟

الطيور

بعض الطيور معروف بافتراس النحل ومن أشهرها طائر آكل النحل أو الوروار (Merops Persicus). ينتشر هذا النوع بشكلٍ واسع في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأستراليا. يصطاد هذا الطائر النحل أثناء طيرانه، حيث يلتقط النحلة من منتصفها لتجنب اللسع ثم يضربها بفرع الشجرة للتأكد من موتها قبل أكلها.

ثمة أنواع أخرى من الطيور التي تشكل تهديداً لخلايا النحل، مثل طائر دليل العسل (Indicatoridae) الذي يعيش في أميركا ويتغذى على شمع العسل واليرقات ضمن الخلية، وكذلك طائر خازن البندق (Sitta Europaea) الذي يتواجد في إفريقيا ويتغذى على النحل البالغ، بالإضافة إلى أنواع من نقار الخشب.

خنفساء الخلية الصغرى 

هي حشرة صغيرة لا يتجاوز حجم الطور البالغ منها ثلث حجم النحلة، نشأت في إفريقيا ومنها انتقلت إلى مناطق مختلفة حول العالم، تضع الخنفساء بيضها ضمن الخلية ليفقس وتخرج منه يرقات صغيرة ذات لون أبيض كريمي تتغذى على العسل.

عثة الشمع الكبرى

تسبب هذه الحشرات أضراراً بالغة لشمع العسل، وخصوصاً في الخلايا المهملة، حيث تضع بيوضها ضمن الشمع لتفقس وتتغذى على العسل والشمع محدثة ضرراً كبيراً في الخلايا.

النمل 

لا يعدّ النمل من الحشرات التي تهدد خلايا النحل في الحالة الطبيعية، لكن من الممكن أن يدخل بعض أنواع النمل إلى الخلية بحثاً عن الطعام أو بهدف إنشاء مواقع للتعشيش. وعلى الرغم من أن النمل نادراً ما يقوم بإزعاج النحل، فهو يشكّل مصدرَ إزعاجٍ كبيراً لمربي النحل.

اقرأ أيضاً: متوفرة وسهلة الاستخدام: إليك طرق التخلص من النمل

الظربان

حيوان يتبع لعائلة ابن عرس، وهو معروف بإطلاق رائحة كريهة عند تعرضه للخطر. وهو من الحيوانات التي تهدد خلايا النحل، فهو يهاجم المناحل كل يوم ويستهلك أعداداً كبيرة من النحل البالغ، حيث يقوم الظربان بالخدش بالقرب من مدخل الخلية ليحدث اضطراباً فيها ويخرِج النحل، ثم يقوم بالتهامه ويهرب، تاركاً وراءه أكواماً صغيرة من بقايا النحل الممضوغة، فالظربان لا يبتلع النحل، إنما يقوم بمضغه للحصول على السوائل الموجودة داخله ثم يقوم ببصقه.

الدببة

الدببة من الحيوانات التي تهدد خلايا النحل في بعض المناطق من العالم، وعادةً ما تهاجم المناحل ليلاً، حيث تحطم الخلايا وتأكل الحضنة والعسل داخلها، وبمجرد ما تحدد الدببة مكان المناحل، فإنها تعود إليه باستمرار، ما يسبب ضرراً بالغاً فيه.

كيف يدافع النحل عن نفسه؟

يمتلك النحل العديد من الآليات لحماية نفسه وحماية مستعمراته، وإليك أهم هذه الآليات:

  • اللسع: تعد لسعة النحلة خط الدفاع الرئيسي لها وأساس الحماية من الحيوانات والحشرات التي تهدد خلايا النحل. يُذكر أن النحل لا يموت دائماً عند اللسع، فالإبرة السامة الخاصة به لا تنزع إلا إذا لسعت أحد الحيوانات الثديية ذات الجلد السميك وهذا يشمل البشر أيضاً، بالتالي عند استخدامها ضد حيوانات أخرى كالطيور والحشرات فإنها تلسع عدة مرات دون أن تخسر إبرتها وتموت.
  • إنتاج بعض المواد: ينتج النحل مادة تسمى البروبوليس (Propolis)، وهي مادة لزجة بيضاء اللون تشبه الراتينج. يستخدمها النحل في صناعة العسل وحماية الخلية في نفس الوقت؛ حيث توضع هذه المادة عند مدخل الخلية كفخ تعلق فيه المتطفلات والمفترسات الصغيرة كالحشرات، ما يعطي فرصة للنحل لمهاجمتها ولسعها، كما أن مادة البروبوليس لديها خصائص مطهرة تقضي على العديد من الأنواع البكتيرية.
  • تشكيل الكرة الساخنة عند التعرض للهجوم: طوّر نحل العسل الياباني وبعض الأنواع الأخرى وسيلة دفاعية مميزة ضد الحشرات المفترسة وتحديداً الدبابير، وذلك عن طريق الإحاطة به من جميع الجهات وتشكيل ما يشبه الكرة، ثم يبدأ النحل برفرفة أجنحته حول الدبور، ما يزيد من درجة الحرارة ونسبة أول أوكسيد الكربون، ما يؤدي إلى خنق الدبور وقتله.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لتربية النحل

ما الطرق التي يلجأ إليها النحال لحماية خلايا النحل؟

ثمة مجموعة من الطرق التي من شأنها أن تساعد في حماية النحل من الحشرات والحيوانات التي تهدد خلايا النحل ومنها:

  • الحماية من الدبابير: وذلك عبر نشر العديد من الفخاخ الخاصة بالدبابير، والبحث عن الأعشاش القريبة من المنحل والقضاء عليها بواسطة المبيدات، كما يمكن تصغير فتحات دخول وخروج النحل في الخلية، ما يقلل المساحة التي يتوجب على النحل حمايتها.
  • الحماية من الطيور: عبر نشر بعض المواد التي تأكلها الطيور بجانب المنحل لتوفير مصدر غذاء بديل عن النحل، كما يمكن وضع نماذج عن بعض الحيوانات المفترسة للطيور (فزاعات) بجانب خلايا النحل التي ستعمل على إخافة الطيور.
  • الحماية من الظربان والحيوانات الثديية الأخرى: عبر وضع وزن كبير على الغطاء الخارجي لخلايا النحل بحيث لا يتمكن الحيوان من فتحها، كما يجب رفع الخلايا عن الأرض بشكل مناسب، ما يجبر الحيوان للوقوف على قدميه الخلفيتين للوصول إلى فتحة الخلية، وهذا يجعل بطن الحيوان عرضة لهجوم النحل وهو كافٍ لمنعه من إعادة الهجوم. أمّا في حال وجود دببة في منطقة المنحل فأفضل وسيلة حماية هي وضع سياج كهربائي حوله.

على الرغم من وجود عدد كبير من الحشرات والحيوانات التي تهدد خلايا النحل، فهو يملك العديد من الاستراتيجيات التي تسمح له بالاستمرار في صراع البقاء على هذا الكوكب، بالإضافة إلى بعض المساعدة الإضافية من البشر.