هذا الديناصور الضخم المكسو بالريش كان يضع بيوضه في عش بحجم إطار شاحنة كبيرة

يرجح أن الديناصور من نوع بيبيلونغ سينينسيس كان يرقد على بيوض يبلغ طولها 60 سنتيمتراً. الصورة من رسم: Zhao Chuang
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعد النعام الذي يبلغ متوسط طوله حوالي 250 سم أكبر طائر في العالم في الوقت الحالي، وقد يصل طوله حتى 275 سم. ولكن لا يمكن أن تقارن الطيور الحقيقية ولا حتى الخيالية بنوع جديد من الديناصورات ذات الشكل الطيري يدعى بيبيلونغ سينينسيس،والذي كان يبلغ طوله بعد اكتمال نموه حوالي ثمانية أمتار، ويزن حوالي ثلاثة أطنان.

وقد تمت تسمية هذا الأوفيرابتوروسور (فرع من الديناصورات) رسمياً في دراسة نشرت في مجلة الطبيعة في مايو 2017. ولكن هذا النوع لم يتم التعرف عليه من خلال أحفور كامل الحجم، ولكن الباحثين تعرفوا عليه من خلال جنين وجد متحجر في عش مليء بالبيوض العملاقة.

وُجد الأحفور في مقاطعة هينان بالصين من قبل أحد المزارعين في أوائل التسعينات، وانتهى به المطاف كتحفة في مجموعة مقتنيات خاصة. أخيراً تمت دعوة الباحثين لفحصه. وقد أطلق على الجنين الأحفوري الذي استخرج من غلافه الحجري عام 1993 اسم “بيبي لوِي”، وتم عرضه في الولايات المتحدة، قبل أن يعود إلى موطنه في المتحف الجيولوجي بمقاطعة هينان بالصين عام 2013.

الصورة من رسم: Zhao Chuang

وخوفاً من المسار غير التقليدي للأحافير من الأرض إلى المخبر، أجّل واضعو الدراسة نشر التعريف بهوية  “بيبي لوِي” رسمياً إلى ما بعد عودته إلى الصين.
يقول فيليب كوري مؤلف الدراسة في تصريح له: “اكتسبت البيوض والجنين شهرة عالمية عندما ظهروا في مقال بمجلة ناشيونال جيوغرافيك عام 1996، ولكن كان من المستحيل الحديث عنها وإطلاق اسم للنوع الجديد في مجلة علمية، قبل عودة الأحافير إلى الصين. وتقول دارلا زيلينيتسكي عالمة الحفريات وأحد واضعي الدراسة والتي عملت على هذه الأحافير منذ التسعينات: “لقد كان حجم الجنين أصغر بكثير من أن يكون حديث الفقس، وكان ما يزال جنيناً عندما مات، ثم تمت إزالته بطريقة ما من البيضة بعد موته”.

وقد كان لهذا الجنين الديناصوري الصغير الذي يصل طوله إلى 38 سم خصائص مميزة تتطابق مع الأحافير التي تعود لنوع آخر وحيد من الأوفيرابتوروسور العملاق، والتي وجدت في شمال الصين ومنغوليا. وبجمع المشاهدات التي أظهرت تتطابق البيوض التي يصل طولها إلى 60 سم في ملمسها المليء بالأخاديد وشكلها الأنبوبي الغريب مع أعشاش الأوفيرابتوروسور، أصبح العلماء قادرين رسمياً على وصف النوع الجديد بيبيلونغ سينينسيس، والذي يعني اسمه: “التنين الصيني الصغير”.

تصوير: دارلا زيلينيتسكي من جامعة كالغاري.

 

وقد حددت التقديرات الحالية أبعاد النوع الآخر المعروف من الأوفيرابتوروسور العملاق بحوالي ثمانية أمتار طولاً، وثلاثة أطنان وزناً، وربما كان لهذا الديناصور نفس الحجم. ويرجح أن هذا الديناصور المكسو بالريش، وبرغم حجمه الكبير، كان يرقد على بيوضه في عش بعرض 275 سم، مثل كثير من الطيور الموجودة في أيامنا (ولكن في أعشاش أصغر بكثير). تقول زيلينيتسكي: “كانت البيوض توضع على شكل حلقة، وتترك رقعة كبيرة في المركز لتتسع للحجم الكبير للطائر”.

وفي حين أن عينات الأوفيرابتوروسورات نادرة جداً في السجلات الأحفورية، فإن بيوضها ليست كذلك. وقد اكتشفت بيوض عملاقة في الصين ومنغوليا وكوريا وأمريكا الشمالية، مفسحة المجال للبحوث المستقبلية حول هذه الحيوانات. “إن هذه البيوض تخبرنا بأن هذه الحيوانات كانت شائعة أكثر بكتير مما كنا نظن”.