5 أمثلة من الطبيعة لأغرب آليات الدفاع لدى الكائنات

5 أمثلة من الطبيعة لأغرب آليات الدفاع لدى الكائنات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Eugene Buchko
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بينما نفرز نحن البشر الهرمونات التي تشحذ حواسنا وتجعلنا في حالة تأهب كوسائل وآليات دفاعية ضد الخطر، فإن للكائنات الحية الأخرى وسائل دفاعية أشد وضوحاً وأكثر غرابة. من الضفدع ذي المخالب، إلى عيون السحلية الدموية والنمل الانتحاري. هذه بضعة أمثلة من أغرب آليات الدفاع التي طورتها الكائنات، والتي قد يراها البعض ضرباً من الخيال، إلا أنها حولنا في كل مكان.

1.    مخالب الضفدع المشعر: العضو الجديد في فريق X-men

في سلسلة أفلام “إكس مين” (X-men)، يمتلك البطل “وولفرين” شعراً كثيفاً ومخالب تخترق يديه ليقتل أعداءه ثم يعيدها دون ندوب. من فيلم الخيال إلى أرض الواقع، حيث للضفدع المشعر (Trichobatrachus robustus) شعر يغطي أجزاءً من جسده، وليس ذلك فحسب بل استطاع أن يطور واحدة من أغرب آليات الدفاع في الكائنات. كما وولفرين المشعر، يمكن لهذا النوع من الضفادع أن يكسر عظامه لإنتاج مخالب تثقب جلد وسادات أصابع الضفدع في القدمين الخلفيتين عندما يتعرض لخطر ما.

في وضع الراحة للضفدع المشعر، يحيط بالعظام نسيج ضام، وترتبط قطعة العظام الحادة المشكلة للمخلب بواسطة كولاجين الأنسجة الضامة بطرف عظم إصبع القدم، بينما يتصل الطرف الآخر بعضلة. عند الخطر، تنقبض العضلة وتسحب المخلب نحو الأسفل فيخترق المخلب الجلد. لدى زوال الخطر ترتخي العضلة وتعيد معها المخالب مرة أخرى، ويعيد الضفدع التئام جلده.

اقرأ أيضاً: 5 أمثلة من الطبيعة تثبت أن كائنات الزومبي ليست مجرد خيال علمي

2.    النمل الانتحاري: قنبلة موقوتة

يستمر مجتمع النمل في إبهارنا، فبالإضافة إلى تنظيم تشكيلاته، والتخصص الوظيفي لأفراده، من ملكة ونمل عامل وجنود وغيرهم، كذلك يمكن للنمل الماليزي (Camponotus saundersi) أن يضحي بنفسه دفاعاً عن باقي أفراد مجتمعه فينفجر كنوع من آليات الدفاع الغريبة ضد أي خطر يهددهم. للنمل الماليزي غدد مليئة بالسموم تمتد على طول جسمه السفلي تقريباً، فعندما يتعرض لخطر أو تهديد يضغط النمل المقاتل بفكه السفلي على عضلات بطنه لتتضخم الغدة ثم تنفجر، فتنثر من جسمها مادة لاصقة شديدة السمية. تضحي النملة الماليزية بنفسها حيث يمكن للمادة السامة أن تقضي على العدو أو تشل حركته ريثما يتحرك باقي النمل، كما تنتشر رائحة في المحيط لتنبه الكائنات الأخرى المجاورة حول وجود خطر محيط.

اقرأ أيضاً: 6 طقوس تزاوج غريبة في المملكة الحيوانية

3.    سحلية تكساس المقرنة

كوحش صغير هارب من أحد أفلام الرعب، هذا ما يبدو عليه شكل سحلية تكساس ذات القرون الشائكة التي تغطي جسدها، وهذه واحدة فقط من خطوط الدفاع العديدة التي تتبعها السحلية. إذ تتمتع سحلية تكساس بقدرتها على التمويه بما يتناسب مع لون الوسط المحيط، وعلى نفخ جسدها لتبدو أكبر من خصمها. أما لدى المواجهة المباشرة لخطر مهدد فإنها تنفث الدم من جفونها.

تُغلق السحلية الأوعية الدموية، ما يزيد من الضغط الدموي في رأسها، فتتمزق الشعيرات الدموية في الجفنين، فينطلق الدم من كل منهما لمسافة تصل حتى 1.5 متراً. تفقد السحلية مقدار ثلث دمها، ويضعف جسمها، إلا أنه يبقى أفضل من أن تلقى مصرعها على يد أحد المفترسين.

4.    خيار البحر

ينتمي خيار البحر إلى صف شوكيات البحر، ويتجول الكائن الهلامي في قاع المحيط باحثاً عبر مجساته الفموية عن طحالب وعوالق ونفايات ليتغذى عليها. يمكن لخيار البحر التخفي من خلال قدرته الكبيرة على المرور عبر أضيق الأنفاق والاختباء فيها، إلا أنها ليست وسيلته الدفاعية الوحيدة. يمتلك خيار البحر واحدة من أغرب آليات الدفاع لدى الكائنات، إذ يُخرج خيار البحر جزءاً من أمعائه الداخلية عبر فتحته الشرجية عند الخطر في طقس مقزز، وينفخها بتقلص عضلاته الداخلية نحو عدوه المفترس. تحتوي هذه الأجزاء من أعضاء خيار البحر الداخلية على سم يُدعى “هولوثورين” يمكنه أن يصيب عدوه بالعمى المؤقت واختلال الحركة. يستكمل خيار البحر حياته بشكل طبيعي، ويُعيد بناء ما فقده من أعضاء داخلية في غضون أسابيع.

اقرأ أيضاً: فيل البحر يكره القتال مثل الإنسان ويعتمد على الأصوات الإيقاعية في الدفاع

5.     نبات الصقلاب

ماذا عن النباتات؟ إنها لا تمتلك أذرعاً ولا يمكنها التحرك، إلا أنها تماماً كسائر الكائنات الحية الأخرى استطاعت تطوير استراتيجيات تعد من أغرب آليات الدفاع بين الكائنات. من هذه النباتات، نبات الصقلاب الذي لجأ إلى أسلوب متطور وماكر، إذ حوّل طاقته عن مقاومة المفترسات إلى الاستفادة منها في بناء نفسه.

طور الصقلاب عدة آليات دفاع؛ بدءاً من الشعيرات التي تغطي أوراقه وتعمل كحاجز مادي، ثم السموم الستيرويدية في أنسجته والتي تدعى بسموم القلب (cardenolides)، وبمجرد أن تعض يرقات الحشرات المفترسة نبات الصقلاب فإنها تؤدي إلى فيضان لمادة اللاتكس -العصارة الحليبية السامة في أوعيته- في وجه اليرقة وتسميمها. كما قد تسبب سموم القلب مقتل مفترسيها عند تناولها بكميات كبيرة كما في الماشية والأغنام والخيول.

عندما يتعلق الأمر بإنقاذ نفسها من الموت، تتخذ بعض الكائنات إجراءات متطرفة، وتتبع آليات دفاع غريبة، فمهما بدت الكائنات البرية لطيفة وجميلة إلا أنه من الأفضل عدم التعرض لها، لأن لكل منها سلاحه السري الخاص.