اكتشاف حفرية جديدة للضفادع الثعبانية يمكن أن تسد بعض الفجوات التطورية للبرمائيات

اكتشاف حفرية جديدة للضفادع الثعبانية يمكن أن تسد بعض الفجوات التطورية للبرمائيات
اثنان من سمندل دودة "كو تاو" على تربة مستنقعية. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما تفكر في البرمائيات فإن أول ما قد يتبادر إلى ذهنك الضفادع أو السمندل أو حتى علجوم القصب العملاق. ولكن هناك رتبة أقل شهرة من البرمائيات تدعى “الضفادع الثعبانية” (caecilians) تشبه الديدان وعديمة الأطراف وتعيش تحت الأرض، وقد اكتشف العلماء حفريات جديدة من هذه الرتبة يمكن أن تساعد في ملء بعض الفجوات التطورية الكبيرة حول كيفية ظهور البرمائيات الحالية.

الضفادع الثعبانية

تشبه الضفادع الثعبانية إلى حد ما ديدان الأرض الكبيرة، وهناك أكثر من 124 نوعاً معروفاً منها، وهي مثل كل البرمائيات؛ تفضّل العيش في بيئة أرضية رطبة. تعيش الضفادع الثعبانية الحديثة حصراً في جنوب آسيا وأميركا الجنوبية والوسطى وأجزاء من إفريقيا. من الصعب على العلماء دراستها لأنها تعيش تحت الأرض، وعلى الرغم من أنها عاشت 13 عاماً في المختبرات، فإن العلماء لا يعرفون كم من الوقت يمكنها العيش في البرية.

اقرأ أيضاً: اكتشاف نوع جديد من الضفادع له أنف في الأمازون

لم يعثر العلماء إلا على 10 عينات أحفورية لهذه الحيوانات في السابق، ويقدّرون أن عمرها يعود إلى 183 مليون سنة تقريباً، إلى العصر الجوراسي المبكر.

اكتشف علماء الأحافير الآن حفرية جديدة للضفادع الثعبانية أقدم من العينات المكتشفة سابقاً بنحو 35 مليون سنة تقريباً، أي أنها تعود إلى العصر الترياسي (نحو 250-200 مليون سنة تقريباً). للحفرية الجديدة لون مائل إلى الحمرة ويمكن أن تعطينا بعض الأدلة حول كيف كان شكل الضفادع الثعبانية في ذلك الوقت. تم توصيف الاكتشاف الأحفوري الجديد في دراسة نُشرت في 25 يناير/ كانون الثاني في مجلة نيتشر.

صورة مجهرية للفك السفلي لحفرية فنكوسفيرميس غيلموري بعد وقت قصير من استعادته أثناء الفرز المجهري للرواسب المأخوذة من موقع ثندرستورم ريدج الأحفوري في مختبر متنزه الغابة المتحجرة الوطني. حقوق الصورة: بن كلينغمان لفيرجينيا تِك.

كشف نادر جداً في التسلسل التطوري للبرمائيات

يقول طالب الدكتوراة بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، بن كلينغمان، في بيان: «لقد ذُهلت عندما رأيت أول فكّ مع صف مزدوج فريد من الأسنان تحت المجهر. أدركنا في الحال أنها من الضفادع الثعبانية، وأنها أقدم أحفورية يتم العثور عليها حتى الآن، وأنه اختراق علمي وكشف نادر جداً».

اقرأ أيضاً: إفرازات من جلد الضفادع تمنح العلماء أول بصيص أمل للقضاء على وباء فطري قاتل

أطلق كلينغمان على الحفرية الجديدة اسم “فنكوسفيرميس غيلموري” (Funcusvermis gilmorei)، وهذا الاسم مستوحى من أغنية “Funky Worm“، والتي كانت الأغنية المفضلة التي كان المؤلفون يرددونها أثناء تنقيبهم عن الأحافير.

تشترك أحفورية فنكوسفيرميس في بعض السمات الهيكلية مع أحافير الضفادع والسمندل المبكرة ومجموعة قديمة من البرمائيات تُدعى “ديسوروفويد تيمنوسبونديلس” (dissorophoid temnospondyls)، ويقول كلينغمان إن أحفورية فنكوسفيرميس تفتقر إلى العديد من السمات التكيفية المرتبطة بالحفر تحت الأرض على العكس من الضفادع الثعبانية، ما يشير إلى أن تطور السمات المرتبطة بنمط الحياة تحت الأرض كان أبطأ في المراحل المبكرة من تطور الضفادع الثعبانية.

تم العثور على الحفرية الجديدة عام 2019 خلال عمليات التنقيب في جزء من متنزه الغابة المتحجرة الوطني في ولاية أريزونا يُدعى بـ “ثندرستورم ريدج” ويُشتهر بغناه بالاكتشاف الأحفورية. وقد كانت الحفرية محفوظة في طبقة من تكوين “تشينيل” الجيولوجي الذي يعود تاريخه إلى 220 مليون سنة تقريباً. كانت ولاية أريزونا في ذلك الوقت أقرب إلى خط الاستواء في الجزء المركزي من شبه القارة العملاقة القديمة بانجيا، وكانت حارّة كما هي عليه اليوم، ولكن رطبة أكثر.

اقرأ أيضاً: هل تخفي الزواحف والبرمائيات سر ينبوع الشباب؟

تم العثور على 70 أحفورية على الأقل من الفنكوسفيرميس منذ صيف عام 2022 في متنزه الغابة المتحجرة الوطني، ولكن عظامها لم تكن مكتملة وعددها قليل، لذلك لا يستطيع الفريق تحديد طول جسم الأحفورية وحجمها تماماً، لكن الفريق يقدر مبدئياً أن حجمها كان صغيراً جداً لأن طول بقايا فكيها السفليين أقل من 6 مليمترات.

يؤكد اكتشاف أقدم حفريات الضفادع الثعبانية المعروفة أهمية الاكتشافات الأحفورية الجديدة في الإجابة عن الأسئلة الرئيسية في علم الحفريات والتطور. ووفقاً لكليغمان، فإن حفريات الضفادع الثعبانية نادرة جداً وغالباً ما يتم العثور عليها بالمصادفة أثناء البحث عن حفريات أخرى لحيوانات أكثر شيوعاً.