الباحثون يكتشفون طريقة للتمييز بين الأخطبوطات المخططة القزمية

الباحثون يكتشفون طريقة للتمييز بين الأخطبوطات المخططة القزمية
حقوق الصورة: تيم بريغر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من الصعب التمييز بين الأفراد المختلفين من الأنواع الأخرى من الحيوانات إلا إذا كانوا يتمتعون بسمات بصرية مميزة. تبدو السناجب متماثلة تقريباً؛ كما تبدو حيوانات القطيع أنها مستنسَخة من بعضها بعضاً، ومن المحتمَل أنك ظننت أن كلباً آخر هو كلبك من قبل. ولكن إذا نظرت من كثب، يتميّز أفراد النوع الواحد بعضهم عن بعض بتفاصيل دقيقة، وأثبت باحثون من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي أن هذا الكلام ينطبق على نوع نادر من الأخطبوطات.

الأخطبوط المخطط القزميّ وخطوطه الفريدة

اكتشف الفريق أن الخطوط على أجسام أفراد النوع الذي يحمل اسم “الأخطبوط المخطط القزميّ” (Pygmy zebra octopus) تتبع أنماطاً فريدة مثل بصمات البشر؛ ما يسمح حتى للبشر بالتمييز بينها. وجد الباحثون أيضاً أنه عندما يصل عمر هذه الأخطبوطات إلى أسبوعين، تصبح أنماط الخطوط على أجسامها دائمة ومميزة. نشر الباحثون النتائج الجديدة التي توصلوا إليها في مجلة “بلوس ون” (PLOS One).

اشتهرت الأخطبوطات في الأوساط الأكاديمية وخارجها بسبب ذكائها وسلوكها المعقد وقدرتها على تغيير ألوانها. ثمة أكثر من 300 نوع من الأخطبوطات التي تعيش قبالة سواحل كل قارة من قارات العالم، ويحمل أحد هذه الأنواع اسم “الأخطبوط المخطط القزمي”ّ (Octopus chierchiae، أوكتوبوس كييركيه) المعروف أيضاً باسم “أخطبوط المحيط الهادئ المخطط الصغير” والذي يصل حجمه إلى حجم حبة عنب تقريباً عند البلوغ. يحتوي جسم هذا الأخطبوط على خطوط بنية وسمراء ويعيش في سواحل أميركا الوسطى على المحيط الهادئ. وأكّد الباحثون أن كل فرد من هذا النوع يتمتع بنمط خطوط فريد، وذلك من خلال تصوير 25 أخطبوطاً في المختبر لمدة عامين تقريباً. التقط الباحثون الصور للأخطبوطات كل أسبوع، وغطت الصور الفترة من فقس البيوض إلى مرحلة البلوغ. بعد ذلك، جمع الباحثون 38 متطوعاً غير مدّرب للمشاركة في استقصاء بهدف تحديد ما إذا كان بإمكانهم تمييز الأخطبوطات بناءً على الخطوط في أجسامها. تألّف الاستقصاء من 20 خطوة مقارنة بين الصور أجريت بفواصل زمنية لا تتجاوز 25 أسبوعاً، وبلغ متوسط دقة المتطوعين في التمييز بين الأخطبوطات 84.2%، بينما بلغت دقة نحو نصف المشاركين 90% في الحد الأدنى. بالإضافة إلى ذلك، قدّم أغلب المشاركين إجابات صحيحة عن الأسئلة جميعها.

اقرأ أيضاً: سر الأخطبوط: تزداد الثآليل ويقل الحجم حين يعيش في عمق أكبر

التمييز بين الأخطبوطات بناءً على خطوطها

تبين دقّة المشاركين أن أغلبية البشر يستطيعون التمييز بين الأخطبوطات من خلال تحليل أنماط الخطوط على أجسامها. ونظراً إلى أن الصور التقطت بفوارق زمنية؛ تبيّن النتائج أيضاً أن البشر يستطيعون تحديد الأفراد بعد أشهر، حتى لو مر الأفراد بدورة حياة تمتد من صِغر السن إلى البلوغ. يُعتبر تتبُّع الحيوانات الأليفة صعباً بالنسبة إلى العديد من الباحثين؛ ولكن تتبع الأخطبوطات صعب بصورة خاصة. يجعل سلوك هذه الحيوانات الانعزالي والغامض تعقّبها صعباً. ويعاني الباحثون من صعوبات كبيرة في التمييز بين الأفراد من دون استخدام أحد أنواع أجهزة التتبع إذا تمكنوا من رؤيتهم مجدداً. يطبّق الباحثون الذي يدرسون رأسيات القدم عدة طرائق تكون عدائية أحياناً بهدف التعرف على الحيوانات، وتشمل هذه الطرائق الوسم والوشم ووضع العلامات. قد تتسبب هذه الطرائق على أقل تقدير بالأذى لأنسجة الأخطبوطات الناعمة والحساسة، وقد تتسبب بالآلام أيضاً.

تتمتع طريقة الوسم أيضاً بالعيوب، على الرغم من أنها الطريقة الأقل أذىً؛ ولكن يمكن أن تتخلص الأخطبوطات من الوسوم بسهولة لأنها لا تمتلك العظام، وقد يتسبب تثبيت الوسوم في لحمها بتمزّق أنسجتها. اقرأ أيضاً: هذه الأخطبوطات الجميلة يمكن التمييز بينها من خلال النتوءات على جسمها إذا تمكّن الباحثون من تتبع الأخطبوطات من خلال تصويرها فقط، فقد يمثل ذلك نقلة نوعية في هذا المجال البحثي. سلّط الباحثون الضوء في الدراسة الجديدة على التصوير الفوتوغرافي باعتباره “تقنية غير مكلفة إلى حد كبير وغير جراحية وغير عدوانية وقابلة للتطبيق على نطاق واسع لتوفير بيانات عالية الجودة”، وينصحون باستخدامه للتعرّف على الحيوانات وتتبُّعها في الأبحاث المستقبلية.