5 حقائق مذهلة عن النحل لا يعرفها كثيرون

5 حقائق مذهلة عن النحل لم تكن تعرفها من قبل
حقوق الصورة: shutterstock.com/ MERCURY studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل سمعت سابقاً بالنحل المحنِّط؟ أو استطعت اكتشاف الطريقة التي يحافظ بها النحل على درجة حرارة خليته مثالية على الرغم من حرارة الصيف وبرودة الشتاء؟ في الواقع إن النحل كائنات مذهلة، تمتلك العديد من الآليات المدهشة المخبأة في عالمها الصغير، بل إنها حتى تتمتع بذكاء فريد بالنسبة لحجمها ونوعها. فإذا أردت التعرف على بعض الحقائق المذهلة عن النحل، تابع القراءة.

1. تحنيط المومياوات

اخترع النحل المومياوات قبل المصريين! نعم هذا صحيح، يمكن للنحل أن يحنّط جثث أعدائه. يعد النحل من أكثر الكائنات نظافة ودقة، لذا فإنه يلجأ لهذه التقنية لمنع حوادث التحلل داخل الخلية.

عادة ما يختص بعض النحل بأعمال إزالة جثث النحل الميت أثناء رحلات البحث والطيران، ويُعرف بالنحل الجنائزي (Mortuary bees). ومع ذلك يمكن للحيوانات أو الحشرات المفترسة الوصول إلى الخلية ومهاجمة النحل. قد لا يتمكن النحل الجنائزي من إزالة جثث قتلاه أو جثث الكائنات الدخيلة إذا كانت ثقيلة الوزن، عوضاً عن ذلك، فإنه يحوّلها إلى مومياوات.

يقوم النحل بتغطية جسد الجثة بالعكبر، وهي مادة راتنجية ينتجها عادةً نحل العسل لسد الفجوات ضمن الخلية، وتتمتع بخصائص مضادة للميكروبات، فيمكنها حفظ الجسم ومنع تحلله، ما يسمح للنحل بمواصلة العيش نظيفاً وخالياً من الأمراض والطفيليات.

اقرأ أيضاً: هل النحل مهدد حقاً بالانقراض؟

2. تواصل النحل من خلال الرقص

قد لا يتمكن النحل من التواصل بالكلمات، لكنه يتبع طريقة لطيفة لذلك، إنه يرقص. يخرج النحل للبحث عن الرحيق من حقول الأزهار، وعندما تجد إحدى النحلات زهرة مجزية بما فيه الكفاية، فإنها تحاول إعلام باقي زملائها بمكان الغذاء من خلال أداء رقصة النحل الشهيرة. تتحرك النحلة بحركة دائرية ذهاباً وإياباً لتماثل شكل رقم 8، ثم تهز مؤخرتها وبطنها.

نشر الدكتور نايف الصيفي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فيديو لرقصة النحل على تويتر، موضحاً فيه تجربة عالم السلوك الحيواني كارل فون فريش (Karl von Frisch) لتفسير رقصة النحل بذلك الشكل، والذي توصل إلى ما يلي:

  • يختلف اتجاه رقص النحلة داخل الخلية باختلاف مكان السكر الذي أضافه الباحث.
  • تختلف مدة الرقصة بحسب بُعد السكر المذاب عن الخلية، فكل ثانية تعادل كيلومتراً واحداً، أي إذا رقصت لمدة 5 ثوانٍ يكون الرحيق حينئذٍ على بُعد نحو 5 كيلومترات عن الخلية.
  • يحدد اتجاه وزاوية الحركة الاهتزازية موقع الرحيق والشمس.

اقرأ أيضاً: كيف يعلم النحل صغاره الرقص؟

3. للنحل أدمغة متطورة: النحل ذكي

على الرغم من الحجم والوزن الصغير لدماغ النحل، والذي لا يتجاوز 1.9 مليغرامات، فإن النحل يعد من الكائنات الذكية، فهو يتمتع ببعض الخصائص، مثل:

  • كشفت دراسة نُشرت في دورية علم أعصاب التعلم والذاكرة (Neurobiology of Learning and Memory)، أنه يمكن للنحل أن يجد طريقه عبر متاهة.
  • وضح كارل فون فريش عام 1914، أن النحل يتمتع بالقدرة على التعلم ويستجيب للمكافآت، حيث يمكن للنحل أن يربط المكافأة بمحفز مثل اللون.
  • يمكن للنحل أن يفهم كلمات مثل “نفس” و”مختلف” و”أعلى وأدنى”، حيث أثبت الباحثون في الدراسة المنشورة في دورية وقائع الجمعية الملكية بي (Proceedings of the Royal Society B)، أنه يمكن تدريب النحل على الاختيار ما بين الكلمات بالاعتماد على محفز من أجل الحصول على مكافأة.
  • يتمتع النحل بذاكرة جيدة، إذ أثبتت الدراسة المنشورة في مجلة علم الأحياء التجريبي (The Journal of Experimental Biology) أنه يمكن للنحل أن يتعرف على الوجوه البشرية ويميّزها عن بعضها، وبل وحتى يمكنه تذكر الوجه نفسه لمدة يومين على الأقل.

اقرأ أيضاً: 8 من أذكى الحيوانات على كوكب الأرض

4. تكيّف درجة حرارة خلية النحل

في خلية النحل ليست هناك مصلحة فردية، فالكل يعمل للصالح العام لخلية النحل. وبشكلٍ عام، يحتاج النحل إلى درجة حرارة 35 درجة مئوية ليعمل بشكلٍ مثالي، وللحفاظ على درجة الحرارة المناسبة ما بين الصيف والشتاء فإنه يتبع بعض الأساليب:

  • في الشتاء: عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 13 درجة مئوية، يتجمع النحل في كتلة واحدة، ويولد الحرارة عن طريق ثني عضلات الصدر، حتى تصل درجة الحرارة إلى نحو 32 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة الكافية لتتمكن ملكة النحل من وضع البيض وحضانته. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم النحل العكبر لسد شقوق وفتحات الخلية التي تسمح بتسرب الحرارة أو تدفق الهواء غير المرغوب به.
  • في الصيف: عندما ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 35 درجة مئوية، يبرّد النحل الخلية باتباع إحدى التقنيات:
    • يضع النحل نفسه في مدخل الخلية وغيرها من الفتحات والممرات، ثم يخفق بأجنحته ليخلق تيارات هوائية ضمن الخلية.
    • يجلب نحل العسل الماء إلى الخلية إذا استمرت درجات الحرارة بالارتفاع، ويوزعه على الأسطح العلوية، حيث يمتص الماء الحرارة ويتبخر.
    • يضع النحل العامل جسمه على الأسطح الدافئة لخلية النحل، فيمتص الحرارة ويبرد السطح، ثم ينتقل إلى مكان أكثر برودة أو يخرج من الخلية للتخلص من حرارة جسمه.

اقرأ أيضاً: كيف ينتج النحل العسل؟

5. النحل السارق

إذا كانت مواد الرحيق نادرة، قد يلجأ بعض أنواع النحل إلى سرقة العسل من خلايا أجنبية، للحصول على احتياجات يرقاتها وملكتها. يتضمن سلوك السرقة عادةً سرقة الرحيق والعسل أو العكبر، ولكن ليس حبوب الطلع، وقد يتطور هذا السلوك بسرعة ليتحول النحل السارق من بضع محاولات فردية إلى هيجان عدد هائل من النحل لسرقة العديد من الخلايا في المنحل.

عندما يصل النحل السارق إلى الخلية، يتمكن حراس الخلية من تمييزه من رائحته الغريبة عنها، فينخرط معه بمعركة حامية تنتهي بموت أحدهما. فإذا نجح السارق، سيكتسب رائحة الخلية، ويتمكن من الدخول والخروج منها دون أن يتم كشفه.