شارك
الرئيسية
بعدما اكتشف البشر الأميركتين، الواقعتين إلى الغرب من أوروبا، بدأ رجال الأعمال وأغنياء أوروبا يشدون الرحال نحو تلك الأراضي الخصبة، لكن تزامن دخولهم مع اقتحام نوع من الحشرات المزعجة، وهي حشرات البق، والحقيقة أنّ معاناة البشر مع تلك الحشرة الصغيرة بدأ منذ ما يزيد على 3500 عام في منطقة الشرق الأوسط، وتذهب بعض الروايات إلى أنّ المصريين القدماء كانوا يشربونها لعلاج لدغات الثعابين.
حشرات البق
ينتشر بق الفراش منذ آلاف السنين، وه حشرة صغيرة الحجم جسمها مسطح ليست لها أجنحة ولونها بني محمر، تختبئ أثناء النهار فوق الأسرّة وفي شقوق الجدران والأرضيات والأثاث، معروف عنها أنها تتسلل بسرعة إلى فراش الإنسان في الليل، لتتغذى على دمه. لم يعرف الإنسان عنها أنها تنقل أمراضاً، فقط قد يواجه بعض المشكلات إذا كان يعاني من حساسية، فتُسبب طفحاً أحمر يسبب الحكة.
اقرأ أيضاً: أشد 10 لسعات حشرات في البرية
مشكلة دولية
تنتشر حشرات بق الفراش في جميع أنحاء العالم تقريباً، لكن لُوحظ أنها تسبب مشكلات وإصابات غير مرغوبة في البلدان المتقدمة. على الرغم من أنّ تلك الدول قد حاولت من قبل التخلص من تلك الحشرات عبر استخدام المواد الكيميائية مثل مركبات دي دي تي (DDT) بين عامي 1930 – 1980، وبالفعل قُضي على تلك الحشرات، لكن ما لبثت أن عادت وبقوة، أضف إلى أنها كوّنت مقاومة ضد المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية المتاحة خلال وقتنا الحاضر. ومع كثرة السفر والتنقل بين البلدان، ازدادت فرصة سفر تلك الحشرات عبر المحيطات والقارات واتسع انتشارها في جميع أنحاء العالم، فأصبح القضاء عليها صعباً، لتتحول إلى مشكلة دولية أو عالمية إذا جاز التعبير.
بداية ظهور حشرات بق الفراش
يعتقد العلماء أنّ حشرات بق الفراش نشأت في الكهوف. وكانت تلك الحشرات تختبئ في شقوق جدران الكهوف، وعادةً ما كانت الخفافيش تأتي في بعض المواسم لترتاح في تلك الكهوف، ثم تخرج حشرات البق لتتغذى على دمائها، بعد ذلك تدخل في سبات عميق. تستطيع هذه الحشرات أن تدخل في سبات يصل إلى عامين دون طعام، وما إن تشعر بوجود بشر أو أي كائن من ذوات الدم الحار حولها، تمضي لتتناول وجبتها في أثناء نومه، الوقت المناسب لها.
بعد فترة، أصبح الإنسان البدائي يعيش في الكهوف، لكن ميزة الإنسان أنه كان مقيماً دائماً في تلك الكهوف، وهذا يعني أنّ طعام البق متوفر طوال العام، على عكس حالة الخفافيش التي كانت تأتي في مواسم محددة. بعد ذلك، تطور الإنسان وتوّجه نحو التجمعات الحضرية، وأخذ معه حشرات البق التي وجدت حماية في بيئة الإنسان لم تعهدها في بيئتها البرية المليئة بالمنافسين. وبالتالي أصبح بق الفراش ملازماً للإنسان أينما حل.
كيف تدخل حشرات البق إلى المنزل؟
هناك طرق كثيرة تسلكها حشرات البق للدخول إلى المنزل، أبرزها:
- الأبواب والشبابيك.
- الممرات والجدران.
- حقائب السفر.
- مراوح العادم.
- المناطق الموبوءة.
- الأثاث المستعمل.
كيفية التخلص من بق الفراش
تتنوع الاستراتيجيات المتبعة للتخلص من بق الفراش، ومن ضمنها:
- تنظيف المنزل جيداً بانتظام، خاصة غرف النوم.
- نقل السرير والأثاث بعيداً عن الجدران قدر المستطاع.
- التخلص من تراب المكنسات الكهربائية خارج المنزل.
- غسل الملاءات وأكياس الوسائد وشراشف الأسرة والبطانيات ثم وضعها في مجفف ساخن لمدة 30 دقيقة.
- إغلاق الشقوق والفتحات.
هل المبيدات الحشرية فعّالة في التخلص من بق الفراش؟
في بعض الأحيان، لا تكون المبيدات الحشرية فعّالة، بل يمكن أن تكون خطيرة إذا استُخدمت بصورة غير صحيحة، لذلك يجب اتباع بعض التعليمات أبرزها:
- استخدام المبيدات المعتمدة من الهيئات المتخصصة، والتأكد من أنّ ذلك المبيد الحشري خاص ببق الفراش.
- عدم وضع المبيدات الحشرية على الجسم البشري، إذ لا توجد مبيدات حشرية خاصة ببق الفراش يمكن وضعها على الجسم.
- يمكن الاستعانة بالشركات المتخصصة في مكافحة الحشرات والآفات، لكن قبل ذلك يجب التأكد من احترافية فرقها وإمكانية استخدامها المبيدات الحشرية جيداً وتوزيعها في المنزل بطريقة مناسبة دون الإضرار بصحة العائلة.
احتياطات لحماية المنزل من حشرة بق الفراش
يُقال إن الوقاية خير من العلاج، نفس الأمر عند مكافحة حشرة البق أو غيرها من حشرات المنزل المزعجة، والتي يمكن الوقاية منها عبر اتباع الإرشادات التالية:
- إغلاق الأبواب والنوافذ جيداً: إنّ فتح الشابيك طوال النهار والليل يؤهل المنزل لأن يكون مسكناً لأنواع الحشرات المختلفة، لذلك يجب الحرص على إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام، لتجنب دخول الحشرات.
- إغلاق أي صدع أو ثقب: تُعد الثقوب أو الصدوع الموجودة في الجدران منفذاً مثالياً للحشرات المنزلية، لذلك يجب البحث عن أي منفذ في المنزل وإغلاقه بسرعة.
- الحقائب والمعدات: قد يدخل البق إلى المنزل عن طريق حقائب السفر، بعد أن يتسلل إلى تلك الحقائب في أثناء فترة المكوث في فندق مأهول بتلك الحشرات. لذلك يجب غسل وتنظيف الحقيبة وما فيها بمجرد الرجوع إلى المنزل.
اقرأ أيضاً: تعرف على عث الوجه: الحشرة الملاصقة لوجوهنا وسيئة الحظ تطورياً
يُعد بق الفراش مصدراً للإزعاج، ولكنه لا يتطلب القلق بشأن الصحة، أي أنّ التخلص منه يكون بداعي الراحة من ذلك الإزعاج الذي يسببه غالباً، والتخلص منه قد يستغرق وقتاً طويلاً مثل غيره من الكائنات الأخرى لذلك يجب الصبر. ويُفضل الحفاظ على النظافة العامة للمنزل باستمرار، ما يقلل من فرصة ظهور تلك الكائنات غير المرغوب فيها وغيرها من الحشرات المزعجة التي تُقلق راحة المرء.