القصة الملهمة لرائدة الفضاء العربية الأولى والوحيدة نورا المطروشي

القصة الملهملة لرائدة الفضاء العربية الأولى والوحيدة: نورا المطروشي
حقوق الصورة: كريس وايتوك
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

النساء المُلهمات في وطننا العربي كثيرات، إذ تحدَين العوائق، وتجاوزن العادات البالية التي تقف في وجوههن لتحقيق أهدافهن، حتى وصلن إلى الفضاء. من بين هؤلاء شابة عربية حلمت منذ طفولتها بالوصول إلى القمر، وهي “نورا المطروشي” التي أصبحت أول رائدات الفضاء العربيات، والوحيدة حتى الآن.

حلم الطفولة يصبح حقيقة

ولدت نورا المطروشي عام 1993 في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وكانت إحدى الأطفال الذين كانت إجابتهم في طفولتهم عن سؤال: ماذا ستصبحين في المستقبل؟ برائدة فضاء، وبالفعل هذا ما أصبحت عليه.

اقرأ أيضاً: تمرّن كرائد فضاء: الهيئة السعودية للفضاء تطلق مبادرةً لتأهيل رواد الفضاء

يجيب الأطفال عادة عن هذا السؤال بإجابات قد تنبع من اختيارات الوسط المحيط، دون إدراك منهم بأن هذا خيارهم الذي سيسعون إليه طوال حياتهم. لكن نورا المطروشي لم تكن من هؤلاء، فمنذ أن كانت طفلة، أطلقت العنان لمخيلتها، وصنعت أول معدات رحلات الفضاء الخاصة بها من صناديق من الورق المقوى.

تقول المطروشي: “أنت تعرف كطفل، متى تريد حقاً أن تفعل شيئاً ما، وبعد ذلك عندما تكبر تفعل ذلك فقط من أجل إرضاء ذلك الطفل الموجود داخلك”. وتعتقد أن هذا ما حصل معها، إذ تضيف: “أريد إرضاء الطفل الذي في داخلي، والذي أراد بالفعل الذهاب إلى الفضاء والصعود إلى القمر”.

فيلم وثائقي أنار لها شعلة الطريق الصحيح 

عندما كانت تدرس في المرحلة الثانوية، شاهدت فيلماً وثائقياً عن طاقم محطة الفضاء الدولية، وكان التركيز فيه على دور مهندس الميكانيك في عمل المحطة. وهنا كانت الخطوة الأهم في حياتها، فقد أدركت حينها أن عليها دراسة هذا الاختصاص في المرحلة الجامعية، كخطوة أخرى نحو تحقيق حلمها.

وبالفعل، درست الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وتميزت في الهندسة والرياضيات خلال مسيرتها الأكاديمية، وحققت المركز الأول في الإمارات في أولمبياد الرياضيات الدولي عام 2011. كما مثلت شباب الإمارات في مؤتمر الشباب في الأمم المتحدة في صيف 2018 وشتاء 2019.

اقرأ أيضاً: هل أنت مؤهل لتصبح رائد فضاء؟

نورا المطروشي: أول رائدة فضاء عربية

عملت المطروشي في صناعة البترول قبل اختيارها كأول رائدة فضاء إماراتية وعربية من بين 4300 متقدماً للدفعة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء في أبريل/ نيسان من عام 2021.

تابعت المطروشي الأنشطة التدريبية الأولية في الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك دراسة اللغة الروسية وتعلم الغوص، ثم باشرت تدريباتها في مركز جونسون للفضاء في تكساس التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، وستستمر نحو عامين لتأهيلها لإدارة المحطة الدولية وتشغيلها في مهمات مستقبلية طويلة الأجل، فضلاً عن السير في الفضاء.

اقرأ أيضاً: ناسا ترحب برائدي فضاء إماراتيَين وتؤهلهما للذهاب إلى القمر

ترغب المطروشي في تعلّم الطيران، لكنها تضع نُصب عينيها هدفاً أبعد ذلك، وأبعد من تعلم الروسية أو الغوص أو حتى محطة الفضاء الدولية، إذ تطمح للقمر.

إن برنامج الإمارات لرواد الفضاء حريص على إبراز المطروشي كأول رائدة فضاء عربية، ويشير زملاؤها إلى اختيارها كمصدر إلهام للنساء في المنطقة، إلا أنها لا تركز على هذا التمييز.

وتقول: “بالنسبة لي، لا يهم حقاً إذا كنت في المركز الأول أو الخمسين أو المائة لأنني كشخص -أهدافي وتوقعاتي والتزامي وجهدي- ستبقى كما هي”.

وأضافت: “إذا سعى شخص ما وراء اللقب، فلا أعتقد أنه سيقطع مسافة كبيرة، لكن إذا كان يفعل شيئاً ما لأنه يريد ذلك، لأنه شغفه وحلمه، فإنه سيصل إلى أبعد مما يعتقد، ويستطيع ذلك”.

وبناءً على ذلك، اختيرت أخيراً من بين أفضل 5 شخصيات عربية صنعت التاريخ في عام 2021 بحسب قائمة “فوربس”.

رواد فضاء الإمارات

لم تُقبل المطروشي وحدها في برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بل هي واحدة من رائدي فضاء جديدين للإمارات العربية المتحدة وأول رائدة فضاء عربية.

زميلها، هو “محمد الملا“، الذي عمل لأكثر من عقد من الزمن كطيار لطائرة هيلوكوبتر، ومدرّس في قوة شرطة دبي قبل أن يقرر التقدم للانضمام إلى فريق رواد الفضاء.

قبل ثلاث سنوات من اختيار المطروشي والملا كرائدي فضاء إماراتيين، اختارت الإمارات رائد الفضاء “هزاع المنصوري” ليكون العربي الأول الذي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك على نظام سويوز الروسي، ليبقى هناك لمدة أسبوع كامل، ثم عاد ليكمل مع مساعده “سلطان النيادي” تدريباً أكثر شمولاً على رحلات الفضاء مع وكالة ناسا.

يقدم كلاً من المنصوري والنيادي دعمهما للمطروشي والملا ليتمكنا من أداء دوريهما الجديدين، وتنفيذ المسؤليات الكبيرة الملقاة على عاتقيهما.

يعتبر الفضاء محوراً يعكس مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها، فهي الدولة الأولى عربياً والخامسة عالمياً التي تمتلك مسباراً يدور حول كوكب المريخ، وهو مسبار الأمل.