5 نظريات علمية قدمها مسلسل «The Big Bang Theory»

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سمح لنا مسلسل «The Big Bang Theory»، على مدار 12 موسماً، بقضاء وقت ممتع مع مجموعة من العباقرة، حيث قدّم أبطاله الكوميديا والضحك، والكثير من العلوم الحقيقية والاكتشافات العلمية الموجودة في الوقت الراهن.

يمتلئ المسلسل بكمية كبيرة من المصطلحات الفيزيائية، وتظهر في معظم الحلقات لوحة بيضاء كُتب عليها معادلات علمية، يمكن رؤيتها في خلفية المشهد.

يعمل الدكتور «ديفيد سالتزبرج»، أستاذ الفيزياء في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، كمستشار علمي للمسلسل منذ عام 2007. حيث يختص بكل ما له علاقة بالعلم، من حساب التجارب العلمية للطاقم الفني للمسلسل، وحتى التحقق من دقة النكات العلمية، ليتأكد صناع المسلسل من أنه يقدم علماً حقيقياً بالفعل.

لنرى معاً أبرز 5 نظريات علمية حقيقية قدمها المسلسل.

  1. تجربة قطة شرودنجر

قطة شرودنجر هي مفهوم قدمه الفيزيائي النظري النمساوي «إروين شرودنجر»، ليشرح من خلاله تصوراً مختلفاً عن تفسير كوبنهاجن في ميكانيكا الكم وتطبيقاتها اليومية.

في الموسم الأول، كان شيلدون يشرح لجارته «بيني» فكرة النظرية، وهي عندما توضع قطة داخل صندوق به قنينة من السم، ستنكسر هذه القنينة في وقت عشوائي؛ لذا يمكن اعتبار القطة ميتة وحية في نفس الوقت، لكننا لن نعرف هل هي حية أم ميتة إلا بفتح الصندوق.

قام شيلدون بشرح هذه التجربة كوسيلة لمساعدتها كي تقرر ما إذا كانت يجب أن تواعد صديقه ليونارد، أو تلغي الفكرة للحفاظ على صداقتهما.

تكرر مفهوم قطة شرودنجر في العديد من حلقات المسلسل لاحقاً.

  1. محاولة تقليد أسلوب آينشتاين

في الموسم الثالث، يتعثر شيلدون في محاولة إيجاد حل لمشكلة فيزيائية وهي: لماذا لا تملك الإلكترونات كتلة عند الانتقال عبر الجرافين؟

يبقى مستيقظاً لعدة أيام مفكراً في إيجاد حل، وأخيراً، يتطلع إلى مثله الأعلى في البحث عن الإلهام وهو «ألبرت أينشتاين». فكما توصل آينشتاين إلى نظرية النسبية الخاصة عندما كان يعمل في مكتب براءات الاختراع السويسري، اعتقد شيلدون أن العمل في وظيفة يؤدي من خلالها واجبات روتينية، قد يحرر ذهنه لرؤية الأشياء التي قد تفوته في وظيفته كعالم للفيزياء النظرية في الجامعة. لذا يقرر شيلدون العمل كنادل في المطعم الذي تعمل به جارته بيني.

كان الجرافين مادة مثيرة للاهتمام في عام 2010، حيث تقاسم عالمي جامعة مانشستر «أندريه كيم» و«كونستانتين نوفوسيلوف» جائزة نوبل في الفيزياء في ذلك العام لتجاربهم على هذه المادة ثنائية الأبعاد.

أُطلق عليها اسم مادة المستقبل، لأنها المادة الأرق والأخف والأقوى حتى من الماس، ومع ذلك تعمل كموصل رائع للكهرباء.

  1. تأثير دوبلر

يمكنك سماع صافرة الإنذار لسيارة الإسعاف وهي تقترب منك بصوت عال، ولكنك ستلاحظ أن صوت الصافرة يقل فجأة أثناء مرور سيارة الإسعاف أمامك، وهذا ما يسمى تأثير دوبلر.

وهو الفرق الواضح بين التردد عندما تترك فيه موجات الصوت أو الضوء مصدرها، وبين ترددها عندما تصل إلى المراقب، بسبب الحركة النسبية للمراقب ومصدر الموجة. تُستخدم هذه الظاهرة في القياسات الفلكية والرادار، والملاحة الحديثة. وصف هذا التأثير لأول مرة عام 1842 الفيزيائي النمساوي «كريستيان دوبلر».

وفي الموسم الأول، عندما تدعوهم بيني إلى حفلة للأزياء التنكرية في عيد الهالوين، يأمل شيلدون في الفوز بجائزة الزي الأكثر دقة في شرح مبدأ علمي، بملابسه المخططة بالأبيض والأسود والتي تهدف إلى تمثيل تأثير دوبلر.

  1. عملة البيتكوين

في الموسم الحادي عشر، يتذكر الأصدقاء أنهم قضوا ذات يوم أمسية في التنقيب عن مجموعة من العملة المشفرة «بيتكوين»، والتي تساوي الآن حوالي 8065 دولار أمريكي. ولكن لسوء الحظ، الكود الذي استخدموه على جهاز كمبيوتر هاورد القديم، لم يعد يملكه.

عندما يتعقبه ويجده أخيراً، يكتشف أن عملة البيتكوين مفقودة؛ حيث أخبرهم شيلدون أنه قد وضع الكود حينها على كارت ذاكرة خارجي في سلسلة مفاتيح خاصة بصديقه ليونارد، ليخبرهم ليونارد أخيراً أنه أضاع هذه السلسلة منذ زمن بعيد.

صدرت البيتكوين كبرنامج مفتوح المصدر في عام 2009، هي عملة رقمية مشفرة، ونظام دفع عالمي، ويمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أنها عملة إلكترونية بشكل كامل، يمكن التداول بها عبر الإنترنت فحسب، من دون وجود فيزيائي لها.

  1. نظرية التناظر الفائق

القصة التي اختتم بها الموسم الأخير من المسلسل: في يوم زفاف شيلدون وإيمي، تؤدي محاولات شيلدون لجعل ربطة عنقه تبدو مناسبة لاكتشافهم نظرية حول عدم التناظر الفائق، حيث يمكن أن يساعد إثبات هذه النظرية في إيجاد حلول للعديد من الأسئلة حول الكون.

يدور الموسم الأخير بأكمله حول مزايا نظرية عدم التناظر الفائق، ومحاولة شيلدون وإيمي إثبات النظرية والحصول على جائزة نوبل في الفيزياء. في الواقع، لا توجد نظرية بهذا الاسم، لكن الاسم مستوحى من نظرية التناظر الفائق، وهي نظرية حقيقية.

تتعلق نظرية التناظر الفائق بالجسيمات دون الذرية والتي يتكون منها كل شيء في الكون. تقترح النظرية أن لكل جسيم دون ذري في النموذج القياسي الحالي لفيزياء الجسيمات شريك يسمى «الشريك فائق التناظر»، وهو في الأساس جسيمات إضافية موجودة بجانب الجسيمات المحددة بالفعل. ولكن لم يتم إثبات النظرية بصورة تجريبية حتى الآن.

في حين أن هذه ليست المرة الأولى التي يُقدم فيها العلم على الشاشة، ولكن يظل مسلسل

«The Big Bang Theory» أكثر من يمثله بوضوح، وفي قالب كوميدي، لنرى من خلاله أن العلم ليس مملاً، وأن العلماء يمكن أن يمتلكوا حس الفكاهة أيضاً.