4 كسور شائعة عند الأطفال وكيفية تقديم الإسعافات الاولية بأمان

لمنع مضاعفات تدبيرها الخاطئ: كيف يتم التعامل مع الكسور العظمية عند الأطفال بأمان؟
حقوق الصورة: شترستوك
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الكسر هو افتراق بين منطقتين من العظم نفسه، الأمر الذي يُفقد العظم استمراريته وقوته. تحدث الكسور عادةً في حوادث السيارات أو عند السقوط من ارتفاعات شاهقة أو في الإصابات الرياضية وحتّى في حالات العنف المنزلي، أي أنها تحدث في أي حالة يتم فيها الضغط على العظم بقوة تفوق قدرته على امتصاص الضغوط والصدمات. 

تعتبر الكسور شائعة بشكل أكبر عند الأطفال منه عند البالغين، نظراً لأن العظام تكون أضعف وملتوية أكثر، خاصة في منطقة الرسغ والساعد وأعلى المرفق. عندما يتسبب العظم المكسور في إحداث ثقب الجلد يُطلق عليه اسم “الكسر المفتوح” أو “الكسر المُركب”، أمّا “الكسر المُغلق” فهو الكسر البسيط في العظم الذي لا يتظاهر إلى الخارج عبر أية ثقوب.

أشيع الكسور العظمية عند الأطفال

تستمر عظام الأطفال بالنمو حتى سن البلوغ، وقبل ذلك تبقى هشة إلى حد ما مقارنة بعظام البالغين، الأمر الذي يُفسر وقوع بعض الكسور جراء إصابات رضية خفيفة. يوجد عدد من الكسور العظمية الشائعة التي يزداد وقوعها أثناء الطفولة، وعلى رأسها نذكر:

1- كسور النهاية البعيدة للساعد أو كسور الكعبرة القاصية

يُدعى طبياً بـ “كسر توريس” وهو الكسر الأكثر شيوعاً عند الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 5-10 سنوات، وهذا يعود لمرونة عظامهم. يحدث بعد السقوط البسيط على الساعد في بعض الحالات، كما يحدث جراء السقوط على اليد الممدودة عندما يكون المعصم في حالة بسط، الأمر الذي يعرض المحور الطويل للعظم إلى ضغط كبير، لينتقل هذا الضغط إلى النقطة الأضعف والأقل مقاومة وهي “القشرة الخارجية لنصف القطر البعيد”.

تندمل هذه الكسور بشكل ذاتي عندما تكون شعرية وبسيطة ولا تتطلب عندئذ تدخلاً طبياً، إلّا أن التدخل يكون مطلوباً في الحالات التي تكون فيها زاوية الكسر شديدة وواضحة، فتوضع الجبيرة ويُطلب إراحة الطرف وتثبيته.

ومن أشكاله الخاصة نذكر “كسور الغصن النضير” والتي تحدث عندما يكون الكسر غير كاملٍ أو جزئياً من القشرة العظمية، والتي عادةً ما تتوضع في منتصف العظم الطويل. أمّا إذ اشتمل الكسر على الكردوس العظمي، وهو المنطقة التي تقع بين جسم العظم والمشاشة والتي تعتبر مسؤولة عن نمو العظام عند الأطفال، عندئذ يُطلق على السكر اسم “سالتر هاريز“.

2- الكسور فوق اللقمتين 

تُشكل أكثر من 50% من كسور المرفقين عند الأطفال. من المهم تشخيصها وتدبيرها بشكل سريع بسبب احتمال إصابة الأوعية الدموية كالشريان العضدي في تلك المنطقة أو إصابة الأعصاب، نظراً لعبور عدد من الأعصاب كالعصب الزندي من الحفرة المرفقية، الأمر الذي قد يسبب نقصاً في تروية الطرف أو إصابة عصبية دائمة فيه.

يتوجب رد الكسر عند إصابة الأوعية الدموية لإعادة الجريان الدموي بأسرع ما يمكن إلى الطرف، وتثبيته بواسطة جبيرة والمرفق بحالة بسط ومد. كما يجب تثبيت الكسور غير الثابتة بوساطة أسلاك معدنية متينة بعد وضع الطرف بوضعية مستقيمة صحيحة. 

3- كسور منتصف الساعد

تشتمل هذه الكسور على عظمي الساعد وهما الزند والكعبرة، تحدث هذه الكسور عند السقوط على المعصم والمرفق في حالة بسط. العلاج الكلاسيكي هو رد الكسور تحت التخدير العام وتطبيق جبيرة تمتد من المعصم وحتّى المرفق.

4- كسر “غالازي”

وهو كسر في الثلث البعيد للساعد مترافق مع حدوث خلع في المفصل الزندي الكعبري. يجب تثبيت هذا النوع من الكسور عند البالغين بأسلاك معدنية، إلّا أنه يكفي استخدام جبيرة للتثبيت عند الأطفال. يندمل هذا الكسر خلال 6 أسابيع وبعد ذلك يمكن إزالة الجبيرة.

ما هي الإسعافات الأولية في الكسور العظمية عند الأطفال؟

تحتاج جميع الكسور العظمية عند الأطفال إلى رعاية طبية مهما بدت بسيطة، لأن الاندمال المَعيب لأحد العظام سيكلف الطفل وظيفة طرفه مدى الحياة. يجب الانتباه إلى حدوث كسر في حال:

  • سماع صوت طقة متزامنة مع وقوع الطفل.
  • تورم المنطقة الموافقة للسقوط أو ظهور كدمات عميقة.
  • الألم الشديد غير المتوافق مع شدة الإصابة الظاهرة.
  • صعوبة تحريك الجزء المصاب أو الألم الشديد عند الحركة أو اللمس.

من المهم المعرفة الدقيقة بالإسعافات الأولية لكسور الأطفال، إذ لا نعلم متى نتعرض لأحد المواقف التي تتطلب وجود شخص مسؤول يدبر الكسر بطريقة صحيحة، وإن وجدت نفسك أمام هذه المسؤولية فما عليك سوى التقيد بالتالي:

  1. انزع ملابس المنطقة المصابة واكشف المنطقة لمعاينة الكسر بشكل أوضح.
  2. ضع كيساً من الثلج فوق المنطقة المُصابة.
  3. حافظ على الطرف المصاب في الوضعية التي وجدته عليه بها إن لم تكن على دراية كافية بكيفية رد الكسور.
  4. من المهم تثبيت المنطقة وأنت في الطريق إلى الطبيب، ويمكن تأمين ذلك من خلال استخدام لوح صغير أو ورق مقوى ولفها بضمادة أو شريط مطاطي.
  5. لا تدع طفلك يأكل أو يشرب في حالة احتاج لعملية جراحية لتثبيت الكسر.
  6. اطلب الرعاية المُستعجلة إن كنت تشك في وقوع إصابة خطيرة في الرأس أو الرقبة أو الظهر، لأن الكسور الرقبية قد تتسبب في حدوث شلل كامل للطفل إن تم تحريكها بشكل خاطئ.