ما أسباب الشخير عند الرضع والأطفال وما علاجه؟

1 دقيقة
ما أسباب الشخير عند الرضع والأطفال وما علاجه؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الشخير علامة على اضطراب الهواء المتدفق من الأنف والفم إلى الرئتين. وبالنسبة للرضع، فإنه وعلى الرغم من أن بعض حالات الشخير الخفيف تكون أمراً طبيعياً، فإنه وإذا أصبح شديداً أو متكرراً أو ترافق مع اضطراب في النوم، فقد يكون علامة على وجود حالة طبية تستوجب العلاج. فما أسباب الشخير عند الرضع وما علاجه؟

أسباب الشخير عند الرضع والأطفال

غالباً ما يعاني حديثو الولادة من صوت ضجيج أثناء التنفس قد يبدو مثل صوت الشخير، وذلك لأن الممرات الأنفية عند الرضع حديثي الولادة غالباً ما تكون صغيرة جداً، لذلك فإن القليل من الجفاف أو الكثير من المخاط الزائد في أنوفهم سوف يجعلهم يشخرون. وفي معظم الحالات، لا يعد هذا الصوت علامة على وجود حالة خطيرة، وغالباً ما يصبح صوت التنفس أكثر هدوءاً عندما يكبرون. ومع ذلك، إذا بدأ الرضيع في الشخير وظهرت عليه أعراض أخرى، فلا بُدّ من مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود حالة طبية أكثر خطورة. وإليك الأسباب المحتملة للشخير عند الرضع والأطفال، وعلاج كل حالة منها.

اقرأ أيضاً: ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال السنة الأولى؟

انسداد الأنف

يحدث الشخير عند الرضع غالباً نتيجة وجود انسداد في الأنف، يمكن إزالة هذا الانسداد وعلاجه باستخدام قطرات من المحلول الملحي. ومع مرور الوقت ونمو الأطفال، سوف تنحسر مشكلة الشخير نتيجة زيادة حجم الأنف. ومع ذلك، إذا استمر الطفل بالشخير أو ازداد الشخير سوءاً على الرغم من استخدام قطرات المحلول الملحي، فينبغي استشارة طبيب الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب نوبات الحساسية حدوث التهاب في الأنف والحلق ما يجعل التنفس أكثر صعوبة ويزيد من الشخير، وهذا ينطبق أيضاً على نوبات الربو التي تسبب انسداداً جزئياً في مجرى الهواء مسببة الشخير.

اقرأ أيضاً: ما أضرار إيقاظ الرضيع من النوم؟

تليّن الحنجرة

قد يكون الشخير عند الرضع دلالة على وجود حالة خلقية تُدعى تليّن الحنجرة (Laryngomalacia)، وهو تطور غير طبيعي في غضروف الحنجرة أو أي جزء آخر منها. بشكل عام، يكون النسيج الموجود فوق الحبال الصوتية رخواً ما يجعله يتخبط في مجرى الهواء أثناء التنفس، وقد يسبب انسداداً جزئياً في مجرى الهواء، مؤدياً إلى صدور صوت صاخب عند التنفس، خاصة عندما يُوضع الطفل على ظهره.

العَرَض الرئيسي لتليّن الحنجرة هو الشخير أو ما يُعرف بالصرير، وقد يكون واضحاً منذ الولادة، أو قد تظهر الحالة الأولى عندما يبلغ عمر الطفل أسبوعين، بالإضافة إلى ذلك يميل صوت الشخير أو الصرير إلى الارتفاع في الأشهر الأولى بعد الولادة. 

ومن الأعراض الشائعة المصاحبة لتليّن الحنجرة هو اضطراب الارتجاع المعدي المريئي، بالإضافة إلى الأعراض التالية:

  • صعوبة الرضاعة.
  • صعوبة اكتساب الوزن.
  • الاختناق عند البلع.
  • الرشف أو الشفط الرئوي (Aspiration) عندما تدخل السوائل والأطعمة إلى الرئتين.
  • التوقف المفاجئ في التنفس أو ما يُعرف بانقطاع النَفس (Apnea).
  • تحول لون الرضيع إلى الأزرق أو الازرقاق (Cyanosis) بسبب انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم.

بشكل عام، غالباً ما تُشفى نحو 90% من حالات تليّن الحنجرة من تلقاء نفسها ودون علاج، في حين قد يحتاج بعض الأطفال إلى تناول الأدوية أو الجراحة. إذا لاحظت أعراض الازرقاق أو توقف الطفل عن التنفس لأكثر من 10 ثوانٍ في كل مرة، فينبغي نقل الطفل إلى المستشفى على الفور.

تضخّم اللوزتين

اللوزتان هما غدتان صغيرتان تقعان على جانبي الجزء الخلفي من الحلق، وهما جزء من جهاز المناعة، تساعدان في محاربة الالتهابات التي يمكن أن تسببها البكتيريا والفيروسات والجراثيم الأخرى التي تدخل إلى الجسم من خلال الأنف والفم. وتضخم اللوزتين (Tonsillar hypertrophy) هو مصطلح طبي يُطلق على اللوزتين عندما تتضخمان دائماً على نحو مستمر، ويعد أكثر شيوعاً عند الأطفال على الرغم من أنه قد يؤثر على البالغين أيضاً، وقد يكون حالة وراثية. ليس من الضروري أن يسبب تضخم اللوزتين أعراضاً دائماً، ومع ذلك قد يشمل مجموعة من العلامات والأعراض المحتملة مثل:

  • الشخير بصوت عالٍ.
  • صعوبة في التنفس عن طريق الأنف.
  • التنفس عن طريق الفم.
  • انقطاع النَفَس أثناء النوم.
  • سيلان الأنف المستمر.
  • التهابات الأذن أو التهابات الجيوب الأنفية المتكررة.
  • مشكلات في الأكل عند الأطفال الصغار.
  • رائحة الفم الكريهة.

يمكن تشخيص تضخم اللوزتين بسهولة أثناء الفحص البدني، أما بالنسبة للعلاج فهو يختلف باختلاف السبب الذي أدى إلى تضخم اللوزتين، فإذا كان التضخم ناتجاً عن عدوى كامنة، فقد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية، أما إذا كان ناتجاً عن الحساسية فقد يصف بخاخات أنفية أو مضادات الهستامين، أما إذا كان تضخم اللوزتين يؤثر على تنفس الرضيع ولا ينتج عن حالة كامنة، فقد يلجأ الطبيب هنا إلى استئصالهما جراحياً.

اقرأ أيضاً: لمَ يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم؟ وما طرق مساعدتهم؟

تضخم الزوائد الأنفية

الزوائد الأنفية أو الزوائد اللحمية أو الغدّانيات (Adenoids) هي بقع صغيرة من الأنسجة تقع في مؤخرة الحلق، تشبه اللوزتين وتقع فوقهما مباشرة. توجد الزوائد اللحمية عند الطفل منذ الولادة وتنمو حتى يبلغ الطفل 3-5 سنوات، ثم تبدأ بالتقلص عندما يبلغ من العمر نحو 7 سنوات. تنتج الزوائد الأنفية أجساماً مضادة لمساعدة جسم الطفل على مقاومة العدوى، وعادةً ما تتضخم عند حدوث العدوى ثم تعود إلى حجمها الطبيعي بعد انحسار العدوى. ومع ذلك، وفي بعض الحالات، تظل اللحميات متضخمة (Enlarged Adenoids) حتى بعد زوال العدوى مسببة العديد من الأعراض مثل:

  • الشخير.
  • انسداد الأنف.
  • مشكلات في الأذن.
  • مشكلات في النوم.
  • صعوبة في البلع والتهاب الحلق.
  • التهاب الأذن الوسطى مع تراكم السوائل فيها ما قد يسبب مشكلات في السمع.
  • انقطاع النَفَس أثناء النوم.

يعتمد علاج الزوائد الأنفية على مدى خطورة الحالة، فإذا لم تكن الحالة شديدة، فقد يوصي الطبيب بالانتظار لمعرفة إذا كانت اللحميات سوف تتقلص من تلقاء نفسها مع تقدم الطفل في السن. وفي حالات أخرى، قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية لتقليص الزوائد الأنفية المتضخمة. ومع ذلك، فمن الشائع إزالة الزوائد الأنفية المتضخمة جراحياً إذا استمرت في التضخم على الرغم من العلاج بالأدوية، وهو ما يدعى باستئصال اللحميات، وغالباً ما تتم إزالة اللوزتين واللحميات في الوقت نفسه.

انحراف الحاجز الأنفي

الحاجز الأنفي هو غضروف الأنف الذي يفصل بين فتحتي الأنف. وعندما لا يتوضّع الحاجز في المنتصف تماماً، يكون حجم الفتحتين الأنفيتين غير متساوٍ، وهو ما يُسمى انحراف الحاجز الأنفي، الذي قد يسبب مضاعفات صحية عديدة مثل:

  • الشخير بصوت عالٍ أثناء النوم.
  • صعوبة التنفس عبر الأنف.
  • التهابات الجيوب الأنفية.
  • احتقان الأنف.
  • سهولة التنفس من إحدى الفتحتين أكثر من الأخرى.

انحراف الحاجز الأنفي شائع الحدوث نسبياً في الأيام الأولى بعد الولادة، إذ يعاني نحو 20% من حديثي الولادة من هذه الحالة، ومعظم هؤلاء الأطفال قد لا يعانون من أعراض أخرى بخلاف الشخير، كما أن الأعراض حتى ولو ظهرت فهي غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت. 

اقرأ أيضاً: ما أشيع أمراض العيون عند الأطفال؟

السمنة

إن الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد والسمنة هم أكثر عرضة للشخير أثناء النوم، وذلك لأن السمنة تسبب تضيق مجرى الهواء، وترتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.

انقطاع النفس الانسدادي النومي

قد يحدث الشخير عند الرضع في بعض الأحيان نتيجة وجود انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea)، وهو اضطراب في النوم يتوقف فيه تنفس الطفل جزئياً أو كلياً بشكل متكرر أثناء النوم، وذلك نتيجة وجود انسداد أو تضيق في مجرى الهواء العلوي أثناء النوم، وغالباً ما يكون السبب الأساسي هو تضخم اللوزتين والزوائد الأنفية أو نتيجة السمنة أو بعض العيوب الخلقية والاضطرابات العصبية. يبدي انقطاع النفس الانسدادي النومي الأعراض والعلامات التالية:

  • الشخير.
  • انقطاع النفس المتكرر.
  • نوم مضطرب.
  • الصفير أو السعال أو الاختناق أثناء النوم.
  • التنفس عن طريق الفم.
  • الفَزَع أثناء النوم.
  • التعرق أو التبول أثناء النوم.

يؤثر انقطاع النفس الانسدادي النومي على كمية الأوكسجين التي يتلقاها الطفل أثناء النوم مسبباً اضطرابات كبيرة في النوم. وفي بعض من الأحيان، قد يرتبط بضعف نمو دماغ، أو وجود مشكلات في القلب والأوعية الدموية، أو مشكلات سلوكية. أما العلاج، فيتوقف على السبب الكامن وراء المشكلة.

اقرأ أيضاً: اضطرابات النوم عند الرضع: كيف تساعد طفلك الرضيع في تجاوزها؟

ختاماً، يمكن القول إن الشخير عند الرضع نادراً ما يكون أمراً خطيراً، ولكن الشخير المنتظم أو الشديد الذي يشير إلى اضطراب في التنفس أثناء النوم قد تكون له عواقب صحية كبيرة، وينبغي مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي عرض غير عادي يترافق مع الشخير، أو شخير مستمر الحدوث.