10 حقائق مدهشة عن الأطفال حديثي الولادة

أطفال حديثي الولادة
shutterstock.com/ Africa Studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بدأت حياتنا جميعاً كأطفال رُضّع؛ لكنّ أشياءَ كثيرةً كانت تتغير طوال فترة انتقالنا من مرحلة الطفولة إلى البلوغ. فيما يلي بعض الحقائق الفريدة عن الأطفال حديثي الولادة، عن المرحلة الأولى من حياتنا.

1. يمتلكون عظاماً أكثر من البالغين

يولد الأطفال ولديهم حوالي 300 عَظْمة؛ أي أكثر مما يمتلكه البالغون بحوالي 100 عَظْمة، فأين تذهب العظام الإضافية؟ في الواقع؛ تتكوّن معظم هذه العظام من النسيج الغضروفي، فتكتسب مرونةً إضافيةً ويُتاح لها النّمو أكثر. تتكلّس الغضاريف وتندمج العظام معاً مع نمو الطفل حتى مرحلة البلوغ لتشكّل الهيكل العظمي البالغ، وتستمر عملية اندماج العظام في مرحلة المراهقة، وبحلول سنّ 16 تقريباً، تتكلّس جميع العظام الغضروفية التي وُلدنا بها لتأخذ شكلها النهائي.

مع ذلك؛ تحدث معظم عمليات اندماج العظام في وقتٍ مبكّر من الحياة. تقول «نيلي جلوزمان»؛ طبيبة الأطفال في مدينة نيويورك: «على سبيل المثال؛ تحتوي جمجمة الطفل حديث الولادة على العديد من العظام المختلفة التي تندمج مع بعضها بمرور الوقت، فالأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين لديهم بقع ليّنة (فراغات) بين الصفائح العظمية النامية في الجمجمة تسمى «اليافوخ»، تندمج هذه البقع معاً في قطعة عظمية واحدة متصلة، وتختفي تدريجياً بين السنة الأولى والثانية من عمر الطفل.

معلومات إضافية: بالرغم من امتلاك الأطفال عظاماً أكثر؛ لكنهم لا يمتلكون جميع العظام التي يمتلكها البالغون! يولد الأطفال بدون رضفة عظمية؛ حيث تكون الرضفة عبارةً عن غضروف يتعظّم لاحقاً مع نمو الطفل.

اقرأ أيضا:

2. يتغيّر شكلهم

يمكن أن يتغيّر شكل الطفل حديث الولادة مع تقدمه في السنّ بسهولة، بسبب عدم تشكّل هيكله العظمي بشكلٍ نهائي. في الحقيقة؛ تسهّل الجمجمة المرنة وغير المندمجة الولادة المهبلية؛ حيث يكون رأس الرضيع إسفنجياً بعض الشيء ويمكن أن يتخذ شكل قناة المهبل، فيخرج الطفل بسلاسةٍ أكثر، لذلك يولد العديد من الأطفال برأسٍ مدبب أو غير مستوٍ قليلاً. يتضاعف وزن الدماغ 3 مرات خلال السنوات الثلاث الأولى من حياته؛ حيث يسمح تمدد الجمجمة بهذا النمو – كما تقول غلوزمان.

بالإضافة إلى الرأس المدبب؛ يمكن أن تكون أقدام الطفل حديث الولادة مائلةً إلى الخارج أو الداخل. تقول غلوزمان في هذا الصدد: «قد تبدو الأرجل مثل أرجل الضفدع، وقد يستغرب الآباء شكلها؛ لكنها تتخذ هذا الشكل كنتيجةٍ ثانوية قياسية لعدم نضج هيكلهم العظمي، وغالباً ما يكون ذلك طبيعياً بسبب المرونة التي تتسم بها العظام؛ ولكنها لن تبقى كذلك إلى الأبد. إذا شعر الوالدان بالقلق حيال شكل أرجل طفلهم؛ يجب عليهم التحدث مع الطبيب».

الأطفال حديثي الولادة

3. يمكن للأطفال حديثي الولادة القيام بعدّة مهام بسهولة

يمكن للأطفال أن يشربوا ويتنفسوا في نفس الوقت (لا يمكنك القيام بذلك في الواقع). يرضع الطفل حديث الولادة لفترات طويلة من الوقت -عادةً ما بين 20 و 45 دقيقة-، ويبقى ملتصقاً بأمه ويرضع باستمرار، وفي نفس الوقت يتنفّس بشكلٍ طبيعي، ويعود السبب في هذه الميزة إلى طريقة تموضع الحنجرة لدى الطفل الرضيع؛ العضو العضلي الذي يعمل كمجرىً هوائي للرئتين ويحتوي على الحبال الصوتية.

تتوضع الحنجرة لدى الأطفال حديثي الولادة في أعلى الحلق، وتتداخل مع الحنك الرخو لخلق فاصلٍ بين مسار الطعام في الفم ومسار الهواء في الأنف، ولهذا السبب يوصف الرُضع بـأنهم «متنفسون إجباريون من خلال الأنف» نظراً لصعوبة التنفس لديهم من الفم.

في مرحلةٍ ما بين عمر 3 – 6 أشهر، تنزل الحنجرة إلى موضعٍ أدنى؛ مما يسمح للرضيع بالقدرة على الكلام؛ ولكننا نفقد القدرة على الصراخ التي يتمتّع بها الأطفال الرضّع خلال عملية تطور الحبال الصوتية حتى مرحلة البلوغ.

اقرأ أيضا:

4. سبّاح بفطرته «إلى حدٍّ ما»

الأطفال سبّاحون بالفطرة (لكن لا تندفع فوراً وتضع طفلك في بركة السباحة). يستطيع معظم الأطفال عندما يكون عمرهم أقل من 6  أشهر، حبس أنفاسهم تحت الماء تلقائياً وتجربة «منعكس الغوص»؛ والذي يعبّر عن سلسلةٍ من الاستجابات اللاإرادية التي تساعد الجسم على الاحتفاظ بالأكسجين، فيتباطأ معدل ضربات القلب، وتنقبض الأوعية الدموية الطرفية، ولا يستنشقون الماء.

مع بلوغ الرضيع شهره السادس، غالباً ما يفقد الجسم قدرته على القيام بمنعكس الغوص؛ ولكن، وحتى لو استمر هذا المنعكس بعد ذلك، فلا ينبغي غَمْر الأطفال عن قصدٍ لفتراتٍ طويلة، أو تركهم وحدهم في أماكن سباحة أو أي مكان يغمرهم بالمياه؛ إذ يُعتبر الغرق السبب الرئيسي لوفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى 4 سنوات، والسبب وراء 7% من وفيات الرضّع الذين تقل أعمارهم عن سنة.

هناك دروس سباحة متاحة للرضّع؛ لكن غلوزمان لا توصي بها، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن تعليم السباحة للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات لم يقلل من مخاطر الغرق إلا بنسبةٍ ضئيلة.

معلومات إضافية: يتمتع الأطفال حديثو الولادة بالعديد من المنعكسات العصبية الأخرى أيضاً؛ مثل منعكس «قبضة اليد» القوية الذي يُظهره الطفل عند وضع شيءٍ ما في راحته؛ حيث يمسكه بقوة تلقائياً، ويختفي هذا المنعكس -والذي تتصف به معظم الرئيسيات أيضاً- في عمر 6 أشهر.

الأطفال حديثي الولادة

5. ينمو الأطفال بسرعةٍ كبيرة

ينمو الأطفال بسرعةٍ كبيرة جداً. نعلم أن دماغ الإنسان ينمو بسرعةٍ كبيرة في بدايات حياتنا، ويساعده في ذلك تمدد الجمجمة التي تتألف من عدة أجزاء في ذلك الوقت؛ ولكن الدماغ ليس الجزء الوحيد الذي ينمو بسرعة؛ إذ يتضاعف وزن الأطفال بشكلٍ عام في الأشهر الخمسة الأولى، ويتضاعف 3 مرات خلال عامهم الأول، وقبل أن يتم الطفل شهره السادس، يزداد طوله 2.5 سنتميتراً شهرياً.

ومع ذلك؛ ليس هناك مقياسٌ ثابت لنمو الطفل في سنته الأولى، فوزن وحجم الطفل الطبيعي ليس ثابتاً؛ بل هو عبارةٌ عن سلسلةٍ من التغيرات التي تشكّل نمطاً من النمو.

إذا كان الطفل كبيراً أو صغيراً جداً فلا مشكلة في ذلك؛ حيث تقول غلوزمان: «يتّخذ نمط نمو الطفل شكل منحنى الجرس. الشيء الأكثر أهميةً من حجم الطفل الأوّلي هو ألّا ينتقل الطفل من الشريحة المئوية الخامسة عشرة في الوزن والطول إلى الشريحة المئوية الخامسة، أو لا ينتقل بسرعةٍ كبيرة من الشريحة المئوية العشرين إلى الشريحة المئوية الخمسين. في الحقيقة؛ تُعتبر مكاسب الوزن والطول مهمةً لنمو الأطفال؛ ولكن الأهم من أن يبقى نمو الأطفال متوافقاً مع منحنى النمو الطبيعي».

لا تتوقع أن ينمو الطفل منذ لحظة ولادته؛ تضيف غلوزمان: «من الطبيعي جداً أن يفقد الطفل حتى 10% من وزنه أو أقل بعد الولادة مباشرةً؛ لكن يجب أن يكتسب الأطفال هذا الوزن مرةً أخرى خلال الأسبوعين الأولين من الولادة».

اقرأ أيضاً: نحيل وضعيف: كيف أزيد وزن طفلي؟

6. يختلف مذاق الطعام عند الأطفال حديثي الولادة

يتذوق الأطفال الأطعمة بشكلٍ مختلف عن الأطفال الأكبر سناً والبالغين، ويمكن للمولود الجديد تمييز الطعم الحلو والحامض، كما يُظهر تفضيله لحلاوة طعم حليب الأم منذ البداية. تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال لا يميّزون الطعم المُرّ حتى يبلغوا من العمر شهرين إلى 3 أشهر، ويبدو أن الرضيع لا يميّز الطعم المالح حتى عمر 3 إلى 4 أشهر.

بالرغم من أن تطور قدرة الطفل التذوق بشكلٍ كامل يستغرق بعض الوقت؛ إلا أن الطفل الرضيع يمتلك براعمَ ذوقيةً في أماكنَ عديدة غير اللسان (على اللوزتين مثلاً) مقارنةً بالبالغين. تبدأ براعم التذوق هذه بالنمو في الرحم، ويلتقط الجنين النكهات التي توجد في السائل الأمنيوسي، لذلك يوصي مركز السيطرة على الأمراض بإدخال أطعمة أخرى غير حليب الأم أو حليب الأطفال في عمر 6 أشهر، ووفقاً لغلوزمان، فإن الطفل قد يُظهر تفضيلاً لبعض الأطعمة المُدخلة حديثاً على أخرى؛ خصوصاً الأطعمة التي كانت تتناولها الأم أثناء وجوده في الرحم لأنها مألوفة لهم.

كما يميل معظم الأطفال إلى عدم تقبّل جميع الأطعمة في البداية، فنُضطر لتجربة إدخال أطعمةٍ جديدة للطفل عدّة مرات إلى أن يتقبّلها. تقول غلوزمان في هذا الصدد: «قد نُضطر حتى إلى 7 محاولاتٍ لإدخال طعامٍ جديد في المتوسط كي يتقبّله الطفل، لذلك، وحتى لو رفض الطفل الطعام في البداية؛ استمر في المحاولة، فقد يتعلّم كيف يحبها».

الأطفال حديثي الولادة

7. لا يحتاجون إلى شرب الماء

في الواقع؛ يُعتبر شرب الماء أمراً خطيراً على الطفل في الأشهر الأولى من حياته، فالطفل يحصل على كل ما يحتاجه من الماء من خلال حليب الأم والحليب الصناعي؛ مثلما تلبّي هذه السوائل جميع احتياجاته الغذائية.

يُعتبر كلٌّ من حليب الأم والحليب الصناعي محاليلَ كهرليتيةً متوازنةً؛ تحتوي على مزيجٍ مثالي من الماء والأملاح لدعم النمو السليم، ويمكن أن يؤدي إعطاء الماء لطفلٍ عمره أقل من 6 أشهر إلى الإخلال بهذا التوازن؛ مما يؤدي إلى انخفاض نسبة صوديوم الدم أو التميّه الشديد. في الحقيقة؛ كلى الأطفال حديثي الولادة غير ناضجة، ولا يمكنها تصفية الماء الزائد بكفاءة مثل الكلى البالغة. سيتسرّب الماء الزائد إلى الدم؛ مما يؤدي لتخفيف الدم، ويقلل من تركيز الشوارد المهمة التي تساعد في الاتصال الخلوي.

وكما توضح غلوزمان، فإن معدة الطفل صغيرةٌ جداً ولا يمكنها استيعاب كمياتٍ زائدة من المياه، فبالرغم من أن معدة الطفل الرضيع تنمو بسرعة؛ إلا أن أي كمية زائدة من الماء قد تملؤها بسهولة، وتأخذ مكان الغذاء الذي يحتاجه الرضيع للنمو. تضيف غلوزمان: «إن إعطاء الطفل دون 6 أشهر الماء أو الحليب الصناعي المخفف أكثر من اللازم يشكّل عامل خطورةٍ عالية يمكن أن يتسبب فيما يُعرف بـ «فشل النمو» إذا استمرت الأم بالقيام بذلك باستمرار».

8. لا تنبعث رائحة كريهة من برازهم

تسمى المادة التي تخرج من الأطفال حديثي الولادة بـ «العقي»؛ وهي مخلفاتٌ ناتجة عن المغذيات التي يستهلكها الجنين أثناء وجوده في الرحم. عادةً ما تكون رائحة العقي خفيفةً جداً، وغالباً ما يخرج كله في الأيام القليلة الأولى التالية للولادة. هناك بعض الحالات التي يُولد فيها الأطفال وهم مُغطّون بالعقي، ويمكن أن يحدث ذلك إذا ما تعرّض الجنين للضغط وهو ما يزال داخل الرحم؛ مما يؤدي لخروجه.

تعود رائحة البراز إلى بكتيريا الأمعاء ومنتجاتها الثانوية التي تساعد في تحليل الطعام. يخرج الطفل من الرحم دون أن تكون المستعمرات البكتيرية قد تشكلت في معدته، ثم تبدأ في الظهور مع بدء الطفل بالرضاعة الطبيعية أو شرب الحليب الصناعي، وهكذا بعد يومين من بدء تناول الحليب عن طريق الفم، ينتج الطفل برازاً تبدو رائحته مختلفةً عن المرة الأولى والثانية.

9. يشرب الأطفال الحليب، وأحياناً يصنعونه أيضاً

يمكن للأطفال حديثي الولادة أن يفرزوا الحليب؛ وهذا أمرٌ طبيعي تماماً. تُعرف هذه الظاهرة بـ «حليب الساحرة»، وتحدث لدى 5% من الأطفال حديثي الولادة – بغض النظر عن الجنس.

يبدو مظهر الحليب الذي يفرزه الطفل حديث الولادة في هذه الحالة مختلفاً عن مظهر الحليب العادي، وعادةً ما يتسرّب من حلمة الثدي وتكون كميته قليلةً جداً، وهو ناجمٌ عن تعرّضه لمستويات عالية من هرمون الأستروجين في حليب الأم، وأثناء وجوده في الرحم. تختفي هذه المشكلة تدريجياً ولا تحتاج إلى علاج، ومع ذلك؛ يجب على الآباء استشارة طبيب الأطفال إذا استمر إفراز الحليب الوليدي بعد مرور شهرين على الولادة.

10. الرؤية عند حديثي الولادة ضعيفةٌ جداً

تقول غلوزمان: «يتمتّع الأطفال بمجال رؤيةٍ قريب جداً فقط في الأشهر الأولى من حياتهم، فإذا كانت الأم ترضع طفلها؛ لا يمكن للطفل سوى رؤية وجهها، ولا يرى أبعد من ذلك بالفعل».

يحتاج الرضيع إلى عضلاتٍ ودماغٍ متطورين كي يركّز نظره على شيءٍ ما؛ إذ يحتاج في البداية إلى معالجة ما يراه قبل أن يتمكّن من تركيز نظره. بشكلٍ عام؛ يبدأ الطفل بتركيز نظره بين عمر 5 أشهر وحتى عام واحد، ويصبح قادراً على رؤية الأشياء البعيدة وبوضوحٍ أكبر.

يستجيب الأطفال في البداية للصور ذات التباين العالي؛ مثل صور الأبيض والأسود، أكثر من الصور التي تحتوي على ألوان زاهية، وبالرغم من أنه من المرجّح أن بمقدور حديثي الولادة رؤية الألوان؛ إلا أنهم غالباً ما يستغرقون بضعة أشهر حتى يتمكّنوا من معالجتها وتمييزها. يبدأ الأطفال في الاستجابة لمزيدٍ من الألوان مع تطوّر الرؤية ببطء، وبشكلٍ عام؛ عادةً ما يكون اللون الأحمر أول لونٍ يميزونه بعد أسابيع قليلة من الولادة.

اقرأ أيضاً: دليلك للعناية بأسنان طفلك في سنوات عمره الأولى

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً