دليلك لمساعدة طفلك على المشي خطوةً تلو الأُخرى

كيف أساعد طفلي على المشي
Shutterstock.com/New Africa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

السنة الأولى من حياة الطفل مملوءة بالأحداث، من الابتسامة الأولى، وإخراج الهمهمات الأولى، ثم التنقل حبواً، حتى الوصول إلى المشي – كلها لحظات يتابعها الآباء بحب وشغف، وكلٍ منها دليل على أن الطفل ينمو جيداً؛ لكن عندما يخطو الطفل خطواته الأولى، يدل ذلك على أنه حان الوقت لمراقبته أكثر، وإبعاده عمّا قد يؤذيه. نقدم لك في هذا المقال إجابةً وافيةً عن سؤالك «كيف أساعد طفلي على المشي؟» والمحاذير الواجب مراعاتها في هذه المرحلة.

علامات تدل على اقتراب مشي الطفل

بدايةً؛ لا توجد سنٌ محددة يمشي بها الأطفال؛ لكن عادةً ما تتراوح بين الـ 8 أشهر، و الـ 20 شهراً. لا تقلق على التطور العقلي لطفلك من تأخره في المشي؛ إذ تشير الأبحاث أنه لا علاقة بين المشي مبكراً وذكاء الطفل. ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن الأطفال الذين بدؤوا المشي مبكراً لم يكن أداؤهم أفضل في اختبارات الذكاء والمهارات الحركية في عمر 7 و 18 عاماً مقارنةً بالأطفال الذين لم يمشوا مبكراً.

أما عن العلامات التي تدل على اقتراب المشي عند الأطفال، فهي حسب المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها

  • سحب الطفل أي شيء يصل إليه يساعده على الوقوف.
  • بدء الطفل في المشي مع التمسك بالأثاث.
  • المشي بضع خطوات دون الإمساك بشيء.
  • إمكانية الطفل على الوقوف متمسكاً أو بمفرده.

اقرأ أيضا:

 

كيف أساعد طفلي على المشي؟

كيف أساعد طفلي على المشي؟
Shutterstock.com/Ksenia Lev

ليس تعليم طفلك المشي أمراً معقداً، اتبع الخطوات التالية التي ستسهل عليك هذه المهمة.

1- تأمين المكان من حوله

قبل أي شيء آخر، نظف المكان من الفوضى وتخلّص من أي عائق قد يتسبب بتعثر الطفل؛ مثل الألعاب وكابلات الأجهزة الكهربائية، وأغلق الغرف التي قد تحتوي أشياء قد تؤذي الطفل، أو لا ترغب بدخول الطفل إليها؛ مثل المطبخ أو المكتب.

2- علّم طفلك الجلوس أولاً

يجب أن يجلس الطفل قبل أن يتمكن من المشي، لأن جلوس الطفل يعني أن عضلاته الأساسية اللازمة لدعم الوقوف والمشي قوية ما فيه الكفاية. لدعم ذلك اجعل طفلك يجلس على كرسي صغير مع وضع أقدامه على الأرض، تحت إشرافك طبعاً. اطلب منه الوصول إلى الألعاب على الأرض ليتحرك لأعلى ولأسفل وفي كل مكان – ذلك يساعده على النهوض والوقوف، وتقوية الساقين.

3- المشي حافي القدمين

من الأفضل تعليم الطفل المشي حافي القدمين في البداية. يعزز ذلك لديهم الشعور بملمس الأسطح المختلفة مثل البلاط والخشب والسجاد والعشب، ويمكّن دماغهم من  تحديد الطريقة التي تعمل بها عضلاتهم ومفاصلهم وفقاً لنوع السطح الذي يمشون عليه، وزيادة ثباتها. بالتأكيد قبل القيام بهذه الخطوة تأكد من عدم وجود شيء في الأرضية يمكن أن يصيب أقدام طفلك.

اقرأ أيضاً: تحسين صحة عظام طفلك تبدأ منذ فترة الحمل

4- ادعم طفلك من جذعه

عند الإمساك بطفلك أثناء تعليمه المشي، امسكه من الجذع، وليس من اليدين، لأن هذه الطريقة تساعد طفلك على تطوير مشية طبيعية أكثر، دون الميل للأمام والوقوف على أصابع القدم، فالطفل يحتاج إلى توزيع وزنه على قدمه كاملةً؛ الأصابع والكعب.

5- ضع له هدفاً يمشي نحوه

قد يحتاج طفلك إلى دافعٍ ليتحرك، لذا جرب الجلوس على الأرض معه، وخذ واحدةً من ألعابه المفضلة وابقَ على بعد خطوتين منه، سيحفزه ذلك على المشي نحو اللعبة. مع تطور مشية الطفل، يمكنك توزيع عدة ألعاب في أنحاء الغرفة، حتى يتحرك نحوها. يساعد ذلك على تطوير المهارات الحركية اللازمة للمشي، ويحوّل العمل الشاق المتمثل في المشي إلى لعبة ممتعة.

اقرأ أيضاً: لماذا من المهم أن ينام الأطفال مبكراً؟

6- التحرك للأعلى والأسفل

يركز الكثيرون عند تعليم الطفل المشي على الحركة نحو الأمام؛ لكن من المفيد أيضاً التحرك لأعلى ولأسفل، لأن ذلك يقوّي مهمة أرجل الطفل المتمثلة في موازنة الجسم ودعمه. يمكن تطبيق ذلك بوضع ألعاب طفلك على أسطح ذات ارتفاعات مختلفة، يمكن للطفل رؤيتها، ويسهل الوصول إليها، في غرفة اللعب الخاصة به. تساعد هذه الحركة على تقوية الجزء السفلي من الجسم وتعلم الطفل نقل الوزن أثناء الوقوف.

7- المشي المدعوم

عندما يتمكن الطفل من الوقوف بمفرده بسهولة تامة، يمكنه الإمساك بشيء ما مثل طاولة أو كرسي صغيرين، ويعتمد عليه ليصل إلى شيء آخر، وهكذا. بهذه الطريقة يحمل الشيء الذي يمسكه وزن الطفل، ريثما يتمكن من المشي بمفرده، وينسى أنه في حاجة لشيء ما يدعمه. تساعد هذه الطريقة على تقوية عضلات الوركين والفخذين. 

8- دفع الأشياء

من الجيد في هذه المرحلة شراء لعبة على شكل عربة تسوق أو عربة أطفال أو غيرها من ألعاب الدفع الأخرى؛ إذ توفر فرصةً للمشي المدعوم أثناء التنقل. عليك التأكد من متانة اللعبة عند شرائها، وأنها لا تتحرك بسرعة كبيرة؛ ما قد يؤذي طفلك. تساعد هذه اللعبة في حصول طفلك على بعض الاستقلالية مع الاستمرار في إضافة الدعم الديناميكي الذي يحتاجه أثناء تحركه خلال مراحل المشي، كما تُعتبر نشاطاً ممتعاً يشجعه على الحركة.

نصائح تجيبك عن سؤال: كيف أساعد طفلي على المشي؟

إذا أظهر طفلك علامات الاستعداد للمشي؛ فكر في اتباع هذه النصائح لمساعدته على المشي، بالإضافة إلى الخطوات السابقة.

  • انتبه لعلامات استعداد الطفل على المشي، وامدح كل خطوة يقوم بها، وساعده عندما تجد أنه بحاجتك. 
  • ابتسم لطفلك عندما يخطو خطوةً واحدةً أو اثنتين أو أكثر.
  • كن قريباً منه لمساعدته على النهوض، فالسقوط أثناء تعلم المشي أمر لا مفر منه.
  • اخلق بيئةً آمنةً لطفلك حتى لا يتأذى عند سقوطه بخطواته المتعثرة.
  • مدَّ له يديك وشجعه على المشي نحوك.
  • عندما يتقن الطفل المشي على الأسطح المستوية، ابدأ بتعليمه المشي على منحدر خفيف لأعلى وأسفل؛ ما يساعده على اكتساب مهارات التوازن والتنسيق، وتقوية عضلاته.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار الجلوس في وضعية W على الأطفال؟

احذر من هذه الأمور أثناء تعليم طفلك المشي

الأطفال، المشي
Shutterstock.com/Patryk Kosmider

بالتأكيد، ترغب في تعليم طفلك المشي مبكراً؛ لكن من الضروري تشجيعه على المشي بطريقة إيجابية وآمنة ومناسبة لنموه، لذا عليك الحذر من بعض الأمور التي قد تفكر أنها جيدة، منها: 

1- تجنّب استخدام مشايات الأطفال؛ إذ تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أنها سبب رئيسي لإصابات الرضع الخطيرة، خاصةً إصابات الرأس والرقبة بعد الوقوع عن السلالم. 

2- تجنّب تعليم الطفل قبل أن يُظهر علامات الاستعداد الأولى للمشي بأنفسهم. يمكن أن يؤدي هذا إلى تجارب أو إصابات يمكن أن تخيف الطفل وتؤخر مشيه أكثر.

أسباب تأخر المشي عند الطفل 

يقلق معظم الآباء من وصول طفلهم لعمر السنة ولمّا يمشي بعد؛ لكن هذا الأمر لا يدعو للقلق، ومن الطبيعي أن يتأخر بعض الأطفال في المشي حتى يصلوا لعمر 18 شهراً، وتكون مشيتهم مترنحة حتى عمر السنتين. إذا تجاوز الطفل هذا العمر فهذا قد يدل على وجود عائق جسدي يمكن للطبيب تحديده. قد يكون السبب:

  • خلل تنسّج الورك.
  • الكساح: أي أن عظام الطفل رخوة أو ضعيفة.
  • أمراض عضلية مثل الحثل العضلي أو الشلل الدماغي.
  • اضطرابات النمو والنمو العصبي: قد يشير التأخر الطفيف في المشي إلى اضطرابات النمو والنمو العصبي مثل طيف التوحد. 
  • وقد يكون التأخير في المشي مجرد طبيعة شخصية للطفل.

قد يبدو وضع قدم أمام الأخرى أمراً بسيطاً للكبار؛ لكنه إنجاز هائل بالنسبة للطفل، كونه يتطلب قوةً جسديةً وثقةً ومكاناً آمناً. يمكن لطفلك إنجاز هذا بمفرده؛ لكن لا ضير في مساعدته وتدريبه أيضاً، وتذكر دائماً أن طفلك فريدٌ ومميز عن غيره، وله وقته الخاص الذي سيمشي فيه.

اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن لدى طفلي تقوّساً في الساقين؟