4 طرق لتنمية حسّ الإبداع لدى طفلك

تنمية حس الإبداع لدى الطفل
حقوق الصورة: شتر ستوك/ ديميترو زينكيفيتش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يميل الآباء الذين يرغبون في تحفيز حس الإبداع لدى الطفل أكثر إلى تسجيلهم في دوراتٍ للفنون أو الإسراف في شراء ألعابٍ يُزعم أنها تنمي لديهم معارفَ العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. طبعاً يمكن أن تساعد هذه الأشياء؛ ولكن بصفتي أستاذاً في علم النفس التربوي وكتبت الكثير عن الإبداع، وبناءً على الأبحاث التي أُجريت في هذا المضمار على مدى 70 عاماً، أقدم بعض المقترحات الإضافية التي يُرجح أن تكون فعّالةً وغير مكلفة.

اقرأ أيضاً: أريده متميزاً: كيف أكتشف موهبة طفلي؟

احذر من المكافآت

قد يميل بعض الآباء إلى مكافأة أطفالهم على إبداعهم؛ والذي يتجلّى عادةً عندما يقومون بإنجاز شيءٍ جديد ومفيد. ومع ذلك؛ يمكن أن تثبّط المكافآت والثناء اهتمام طفلك الجوهري بكونه مبدعاً، لأنه قد يربط النشاط الإبداعي بالمكافأة وليس بالمتعة التي يحصل عليها الطفل بشكلٍ طبيعي.

طبعاً أنا لا أقول أنه لا يجب عليك مثلاً تعليق اللوحات الفنية التي يرسمها طفلك على جدران المنزل؛ لكن تجنب أن تكون عاماً جداً، كأن تقول له: «لقد أحببت لوحتك كثيراً»، أو تحاول التركيز على سماته الفطرية، كأن تقول له: «أنت مبدع جداً». بدلاً عن ذلك؛ أثنِ على جوانب محددة تحبها في أعمال طفلك الفنية، قل له مثلاً: «أحب الطريقة التي رسمت بها ذيلاً لطيفاً لهذا الكلب!» أو «لقد أحسنت بمزج الألوان في اللوحة».

يمكن أن تكون بعض المكافآت مفيدة. على سبيل المثال: بالنسبة للطفل الذي يحب الرسم، فإن منحه المواد التي يمكنه استخدامها في أعماله الفنية هو مثال عن المكافأة التي تساعده على الاستمرار في الإبداع.

طرق تنمية حس الإبداع لدى الطفل
حقوق الصورة: شتر ستوك/ مارهاريتا غانغالو

من المهم أيضاً الانتباه إلى أن هناك العديد من الأنشطة- إبداعية أو غير إبداعية- التي قد لا يهتم بها الطفل بشكل خاص. لا ضرر في استخدام المكافآت في هذه الحالات؛ بل قد تكون لها فائدةٌ محتملة كبيرة. على سبيل المثال: إذا كلفت المدرسة الطفل بمهمةٍ إبداعية وكان يكره القيام بها، فقد لا يكون لديه شغفٌ متأصل تجاهها؛ وبالتالي لن تؤدي المكافأة إلى تثبيطه في المقام الأول.

اقرأ أيضاً: 6 دروس يمكن للآباء تعلّمها من التعليم المنزلي أثناء جائحة كورونا

لتنمية حس الإبداع لدى الطفل شجع الفضول والتجارب الجديدة

تُظهر الأبحاث أن الأشخاص المنفتحين على التجارب والأفكار الجديدة أكثر إبداعاً من أولئك الذين يميلون إلى عزل أنفسهم. لدى العديد من الآباء أطفال يبحثون بالفطرة عن أشياء جديدة؛ مثل الطعام أو الأنشطة أو الألعاب أو رفقاء اللعب. في هذه الحالات؛ يجب أن تستمر في منحهم الفرصة والتشجيع ببساطة.

بالنسبة لأولئك الذين يكون أطفالهم أقل تفاعلاً، فهناك خيارات أخرى. بالرغم أن الشخصية ثابتةٌ من الناحية النظرية؛ إلا أنه من الممكن تغييرها بطرقٍ خفية. على سبيل المثال: وجدت دراسة -رغم أنها أُجريت على كبار السن- أن حلّ الكلمات المتقاطعة أو ألغاز سودوكو يمكن أن يساعد في زيادة الانفتاح، وبما أن مرحلة الطفولة والمراهقة هي الفترة الطبيعية لتطور الانفتاح، فقد يكون تشجيع الفضول والانخراط الفكري أحد السبل لتنميته.

قد تتضمن طرق تنمية الانفتاح تشجيع المخاطرة المعقولة (مثل تشجيع الأطفال الأقل اهتماماً بالرياضة على ممارسة رياضةٍ جديدة، أو تجربة العزف على آلةٍ موسيقية جديدة بالنسبة للأطفال الأقل ميلاً للموسيقى) أو الاهتمام بالثقافات الأخرى. وحتى التغييرات البسيطة جداً في الروتين المسائي -سواء كانت تجربة لعبة جديدة أو المساعدة في تحضير العشاء- يمكن أن تساعد في تطبيع الإبداع لدى الطفل.

تنمية حس الإبداع لدى الطفل
حقوق الصورة: شتر ستوك/ ألتاناكا

مساعدة الأطفال على تقييم أفكارهم بشكلٍ أفضل

ماذا لو كان الأطفال مبدعين بالفعل؟ لقد سمع معظم الناس عن العصف الذهني أو الأنشطة الأخرى التي تولد العديد من الأفكار المختلفة؛ ولكن من المهم تقييم واختيار أفضلها. قد يتوصل طفلك إلى 30 حلاً ممكناً لمشكلة ما؛ لكن إبداعه لن يظهر إذا ما اختار الحل الأقل إثارةً للاهتمام أو أقل الحلول جدوىً. إذا وجدت صعوبةً في الثناء على الطفل في هذه الحالة، فقد يكون أثر ذلك سلبياً أكثر على طفلك، وإذا كنت قاسياً على طفلك ووبخته لعدم اختياره الفكرة الأفضل، فأنت تخاطر بسحق شغف طفلك بالإبداع. مع ذلك؛ إذا كنت متسامحاً جداً أيضاً، فقد لا يبذل طفلك ما بوسعه لتطوير إبداعه إلى أقصى حدّ ممكن.

عندما يطلب طفلك نصيحتك حول ما يقوم به، احرص ألا تقدم له أية ملاحظاتٍ إلا بعد أن يكون الطفل قد طرح العديد من الأفكار المحتملة. من الناحية المثالية؛ ستضمن بذلك استمرار طفلك بالشعور بالكفاءة والتركيز على الملاحظات التي تبديها على ما يقوم به. قل له مثلاً عندما يؤلّف قصةً ما: «تعجبني الصور المجازية التي استخدمتها في قصيدتك؛ أنت تتحسّن! ما هي الاستعارات الأخرى التي قد تستخدمها في السطر الأخير؟».

اقرأ أيضاً: دع أطفالك يشعرون بالملل: إنه صحيّ تماماً

علمهم متى يجب ألا يكونوا مبدعين

أخيراً؛ قد لا تكون تنمية حس الإبداع لدى الطفل هي الخيار الأفضل دائماً، فقد تكون الحلول المباشرة هي الأفضل أحياناً. إذا كان حوض المغسلة مسدوداً وكان لديك مكبس لفتحه؛ دع الطفل يعلم أنه ليس مضطراً إلى صنعه بنفسه من معطف جلدي وبطة مطاطية مقطعة مثلاً. 

من الملاحظ أيضاً أن البعض؛ بمن فيهم المعلمين، يقولون أنهم يحبون المبدعين؛ ولكنهم يؤثرون سلباً على الأطفال المبدعين دون أن يكونوا على دراية بذلك في الواقع.

إذا كان إبداع طفلك يسبب له مشاكل في الفصل الدراسي؛ مثل انخفاض درجاته أو مشاكل في سلوكه، فيجب عليك مساعدة طفلك على إيجاد مسار العمل الأفضل. على سبيل المثال: إذا كان طفلك عرضة للتعبير عن أفكاره بغض النظر عما إذا كانت مرتبطة بالنقاش الحالي في الفصل، فأكد له أن عليه التعبير عن الأفكار التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بموضوع الفصل الدراسي فقط. ولكن إذا شعرت أن المعلم لا يقدّر إبداع طفلك أو لا يعجبه؛ يجب أن تقترح على طفلك تدوين أفكاره الإبداعية جانباً ومناقشتها معك، أو مع معلمٍ آخر، في وقت لاحق.

اقرأ أيضاً: لماذا من المهم أن ينام الأطفال مبكراً؟

للإبداع مجموعة من الفوائد الأكاديمية والمهنية والشخصية. مع القليل من المساعدة، يمكنك تشجيع طفلك على تطوير إبداعه واستخدام خياله كما يشاء.

لزيارة الموقع الرسمي للمؤلف «جيمس سي كوفمان»، أستاذ علم النفس التربوي، جامعة كونيتيكت