تحذيرات من حالات تنفسية قد تسبب الشلل لدى الأطفال

تحذيرات من حالات تنفسية قد تسبب الشلل لدى الأطفال
قد تشهد أقسام الطوارئ زيادة في الحالات المرتبطة بالإصابة بفيروس "دي 68" المعوي. بافل دانيليوك- بيكسلز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع اقتراب حلول موسم الرشح والإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مقدمي الرعاية الصحية بالاستعداد لزيادة محتملة في حالات الإصابة بعدوى تنفسية أخرى يُسببها الفيروس المعوي “دي 68”، (EV-D68) اختصاراً. هناك أكثر من 100 نوع معروف من الفيروسات المعوية والأنفية التي تنتشر على مدار السنة، ويُصنف فيروس “دي 68” ضمن الفيروسات المعوية غير المسببة للشلل، وهو شائع جداً ويسبب 15 مليون إصابة سنوياً في الولايات المتحدة.

مع ذلك، فقد تبين أن الفيروس المعوي “دي 68” قد يكون مرتبطاً بمرض نادر يُدعى التهاب النخاع الرخو الحاد (AFM) الذي يسبب ضعفاً وشللاً في أذرع وأرجل المرضى الأصغر سناً. بدأ مركز السيطرة على الأمراض في تتبع الفيروس في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، تم تأكيد 693 حالة من التهاب النخاع الرخو الحاد، مع نحو 10% تقريباً من الحالات أدت فيها عدوى الفيروس المعوي “دي 68” إلى الإصابة بمرض التهاب النخاع الرخو، ولكن قد تكون هناك مبالغة في هذه النسبة بالنظر إلى أن العديد من حالات العدوى بالفيروس المعوي لا يتم الإبلاغ عنها، بالإضافة إلى احتمال وجود أسباب أخرى للإصابة بالتهاب النخاع الرخو.

معدلات الإصابة بالتهاب النخاع الرخو الحاد

يذكر مركز السيطرة على الأمراض في تقريره الأسبوعي الذي نُشر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول حول معدل الإصابة بالمرض والوفاة: «يتعين على مرافق الرعاية الصحية الاستعداد لزيادة محتملة في زيارة مراكز الرعاية الصحية للأطفال بسبب المرض التنفسي الحاد المرتبط بالفيروس المعوي “دي 68″». ويشير التقرير إلى أن الزيادات السابقة بهذه العدوى كانت مرتبطة أيضاً بزيادة الإبلاغ عن حالات التهاب النخاع الرخو الحاد.

تتشابه أعراض عدوى الفيروس المعوي “دي 68” مع أعراض نزلات البرد الشائعة (السعال وضيق التنفس والصفير وأحياناً الحمى)، ولكنها تتطلب إجراءات إضافية للتشخيص. تحدث الإصابة بالتهاب النخاع الرخو الحاد في حالات نادرة بعد الإصابة بالعدوى، ولكن أكثر من 90% من الحالات في الولايات المتحدة كانت بين الأطفال الصغار. لا يزال العلماء يحققون في كيفية تأثير الفيروس على الجهاز العصبي المركزي ولماذا يطوّر البعض دون غيرهم التهاب النخاع الرخو بعد العدوى.

وفقاً لبيانات مركز السيطرة الجديدة، شهدت أقسام الطوارئ زيادة في الزيارات المرتبطة بالإصابة بالفيروسات الأنفية والمعوية بين الأطفال والمراهقين خلال الصيف. وتُظهر البيانات أن نتائج الاختبار الإيجابية للفيروسات الأنفية والمعوية تبدو وكأنها تتزايد بمعدل مماثل لما شهدناه في السنوات التي تفشى فيها الفيروس المعوي “دي 68″، حيث كانت معدلات الإصابة تتضاعف كل بضعة أسابيع حتى أوائل سبتمبر/ أيلول، حسبما ورد في تقرير الوكالة.

في وقت سابق من هذا الشهر، أوصى مركز السيطرة على الأمراض الأطباء بمراقبة العدوى، حيث تبلغ الإصابات بالفيروس ذروتها في أواخر الصيف وأوائل الخريف. لاحظ مركز السيطرة على الأمراض زيادة في الإصابة بفيروس “دي 68” المعوي كل عامين تقريباً، مع حالات تفشٍ سابقة في أعوام 2014 و2016 و2018. ويستشهد التقرير على وجه التحديد بتفشي الفيروس في عام 2014، والذي تسبب في تفاقم أمراض الربو وزيادة أمراض الجهاز التنفسي الحادة التي تتطلب إشرافاً طبياً، وقد كان ذلك التفشي مرتبطاً أيضاً بزيادة حالات التهاب النخاع الرخو الحاد. في ذلك العام، أكد مركز السيطرة على الأمراض 1349 حالة في 49 ولاية وفي واشنطن العاصمة.

تشابه في أعراض التهاب النخاع الرخو وشلل الأطفال

يتم حث مقدمي الرعاية الصحية أيضاً على اختبار فيروس شلل الأطفال لدى أولئك الذين يشتبه في إصابتهم بالتهاب النخاع الرخو الحاد، نظراً لأن أعراض المرضين متشابهة تماماً. كان فيروس شلل الأطفال قد اكتُشف في عينات مياه الصرف الصحي في نيويورك هذا الصيف، وقد أضاف مركز السيطرة على الأمراض مؤخراً الولايات المتحدة إلى قائمة تضم نحو 30 دولة ينتشر فيها الفيروس.

التقرير موجه بشكل أساسي لمقدمي الرعاية الصحية، ولكنه يوصي الوالدين بتوخي الحذر أيضاً. تنتشر الفيروسات المعوية غير المرتبطة بشلل الأطفال من خلال السعال أو العطس أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، وبالتالي يمكن أن تساعد العديد من الإجراءات التي اُتخذت أثناء جائحة كوفيد-19 أيضاً في منع انتشار الفيروسات الموسمية الشائعة مثل فيروس “دي 68” المعوي.

يقول طبيب الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى أرنولد بالمر للأطفال في أورلاندو هيلث، أليخاندرو جوردان فيليجاس، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: «أهم شيء على الإطلاق هو غسل اليدين». وأشار فيليجاس أيضاً إلى أنه يُعتقد أن غسل اليدين بالماء والصابون أفضل من استخدام معقم الأيدي عندما يتعلق الأمر بالحد من انتشار العدوى، وشدد على أهمية ممارسة آداب العطاس، ويقول: «إذا كنت مريضاً، احرص على ألا تنقل العدوى للآخرين».