هل يعاني طفلك من انحناء في الساقين؟ إليك ما يهم معرفته عن داء بلاونت

هل يعاني طفلك من انحناء في الساقين؟ إليك ما يهم معرفته عن داء بلاونت
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Bunsinth-Nan-Pua
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يؤثر داء بلاونت على الأطراف السفلية للأطفال. وعلى الرغم من ندرته، إذ يصيب 1% من جموع أطفال الكرة الأرضية، فإن نتائج تأخر تشخيصه وتدبيره بشكل صحيح كارثية وتؤثر على نوعية حياة الطفل بشكل كبير.

يضطرب تطور صفائح النمو حول الركبة في داء بلاونت وخاصة تلك المجاورة للوجه الداخلي للركبة، وتسبب توقف تكوين النسج العظمية، مع استمرار نمو صفائح الوجه الخارجي للركبة بشكل طبيعي ما يتسبب في حدوث تقوس وانحناء واضح في الساقين على شكل حرف “C”.

من المهم تسليط الضوء على هذا الداء وتفريقه عن الانحناء الطبيعي للأطراف السفلية للأطفال والتي تستقيم عندما يبدأ الطفل المشي، وذلك لأن الانحناء الناجم عن داء بلاونت لا يتم حله مع تقدم الطفل في العمر، بل يزداد سوءاً مع نمو عظامهم، ما يتطلب إيلاء عناية خاصة بهذه الفئة.

أنماط داء بلاونت

يوجد نمطان لداء بلاونت هما “الطفولي” و”المرافق لسن المراهقة”، ويعتبر عمر الطفل عند تشخيص الإصابة ودرجة الانحناء أحد أهم العوامل التي تحدد العلاج وتوجهه.

داء بلاونت الطفولي

الأطراف السفلية المنحنية طبيعية نسبياً عند الأطفال دون سن الثانية، وتتحسن عادةً بين سني 18-24 شهراً، الأمر الجدير بالذكر أن داء بلاونت يظهر خلال هذه الفترة أيضاً إلا أنه لا يتحسن تلقائياً ويزداد سوءاً مع مرور الوقت. يتصف داء بلاونت الطفولي بما يلي:

  • انتشاره أشيع من النمط المرافق لسن المراهقة.
  • يحدث في الفترة ما بين الولادة وعمر 3 سنوات. 
  • عادةً ما يكون ثنائي الجانب. 
  • يكون التشوه في عظم الظنبوب فقط وهو أكبر عظام الساق.

اقرأ أيضاً: متى يصبح الطفل قادراً على الجلوس والزحف وتمييز الأشخاص؟

داء بلاونت المرافق لسن المراهقة 

يعتبر هذا النمط أقل شيوعاً من سابقه، وعلى عكس الشكل الطفولي، يصيب هذا النمط الأطفال الذين تجاوزوا سن العاشرة وعادةً ما يؤثر على أحد الطرفين وليس كليهما، كما يترافق هذا النمط مع حدوث تشوه في عظم الفخذ إلى جانب عظام الساق وعلى رأسها الظنبوب.

ما هي أعراض داء بلاونت؟

أهم أعراض داء بلاونت هو وجود تقوس في أحد الساقين لا يتحسن مع بدء حركة الطفل ومع التقدم بالسن، بالإضافة إلى:

  • انحناء واضح تحت الركبة يؤثر على ساق واحدة أو كلتا الساقين.
  • اتجاه القدم وأصابع القدمين نحو الداخل بدلاً من أن تكون مستقيمة.
  • المعاناة من ألم في الركبة يزداد سوءاً مع النشاط البدني عند المراهقين المصابين بداء بلاونت، وقد يغيب الألم في النمط الطفولي.
  • حدوث التهاب في مفاصل الركبة.
  • صعوبة المشي.
  • حدوث أذية هيكلية وعصبية في الطرفين السفليين.

اقرأ أيضاً: ما هو خلع الورك الولادي؟ وهل يُكلف علاجه الخاطئ قدرة طفلك على المشي؟

عادةً ما يتم تشخيص داء بلاونت اعتماداً على الفحص البدني وإجراء صور الأشعة السينية التي تكون كافية لإظهار التشوه في العظام. ولكن حتى الآن لم يتم تحديد السبب الدقيق لحدوث هذا الداء، إلا أن بعض العوامل تُتهم في زيادة خطر الإصابة كالمشي باكراً قبل عمر 12 شهراً وزيادة الوزن، إذ إن حدوث داء بلاونت المرافق لسن المراهقة يزداد بشكل كبير عند حدوث زيادة سريعة في الوزن، كما يميل كلا النمطين لأن يكونا وراثيين.

علاج داء بلاونت

الهدف من علاج داء بلاونت هو تصحيح الانحناء والتشوه الحاصل وإعادة التوازي للطرفين السفليين بالشكل الذي يسمح لهما بأداء كافة الحركات دون أي عوائق أو آلام.

العلاج غير الجراحي لداء بلاونت

تكون تقوية وتدعيم الطرفين السفليين فعّالة عند الأطفال المصابين بداء بلاونت الطفولي، ويتم التدعيم عن طريق توجيه الساقين وتثبيتهما في وضع أكثر استقامة. عادةً ما يتم ملاحظة التحسن في غضون 12 شهراً من العلاج، وفي حال لم يتم تصحيح التشوه بحلول سن الرابعة، فقد توجد ضرورة عندئذ للتدخل الجراحي.

جراحة داء بلاونت

يوصى بالجراحة عندما لا ينجح العلاج المحافظ في تحقيق النتائج المرجوة، كما يحتاج الأطفال الذين يعانون من تشوهات شديدة إلى هذا النمط من العلاج في معظم الأوقات.

إحدى جراحات داء بلاونت والتي تصحح الانحناء بشكل فوري هي “قطع العظم“، وهو إجراء يتضمن قطع وإعادة تثبيت العظام بالشكل الأقرب لوضعها الطبيعي.

كما توجد جراحة “تثبيت المشاشة العظمية“، والتي تصحح التشوه بمرور الوقت، وتتضمن وضع دبابيس تعيق النمو العظمي على الجانب الخارجي للركبة، ما يوقف نموها بالاتجاه الذي يزيد الحالة سوءاً وتوجه نمو العظم إلى وضع أكثر استقامة.

اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن مشية طفلي غير طبيعية؟

الخبر السار أنه بمجرد تصحيح الانحناء يستطيع الأطفال استئناف أنشطتهم الطبيعية دون قيود، وخلال هذا الوقت لا يُنصح بإهمال مواعيد زيارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بالطفل، والاستمرار بفحصه طوال فترة نموه لمراقبة تفاقم أي تشوه أو حدوث اختلاف في أطوال الساقين والذي يعتبر أحد المضاعفات الشائعة لهذا الداء.