كيف أعرف أن مشية طفلي غير طبيعية؟

كيف أعرف أن مشية طفلي غير طبيعية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ MichaelJayBerlin
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يبدأ الأطفال المشي عادةً عندما يبلغون عامهم الأول، ويبقون بضع سنوات بعد ذلك يطورون مهارة التوازن، وتقوى عضلات وعظام الساق لديهم. خلال هذه السنوات، يخطو الأطفال خطواتهم بطريقة مختلفة عن الكبار، ما قد يدعوك للاعتقاد بأن طريقة مشية طفلك غير طبيعية.  

مراحل تطور الحركة والمشي عند الأطفال

تتطور حركة الطفل ومشيته كثيراً منذ ولادته حتى يبلغ عامه الثامن. ويتطلب تقييم تشوهات المشي معرفة المشية الطبيعية ومعالم النمو. فيما يلي جدول زمني يوضح تطور المشي عند الأطفال بشكل عام:

  • 6-8 أشهر: يجلس الطفل مع مساعدة.
  • 9 أشهر: يتعلم الطفل الزحف.
  • 9-12 شهراً: يقف الطفل لوحده متمسكاً بالأثاث، ويمشي بمساعدة أحد ما. يُبعد الطفل قدميه عن بعضهما للحصول على مزيد من الدعم.
  • 11-16 شهراً: يبدأ الطفل بالمشي دون مساعدة، وتكون خطواته سريعة وقصيرة، وذراعاه ممدودتان إلى الأمام، ثم يبدأ بالأرجحة بينهما.
  • سنتان: يمكن للطفل الجري والصعود على الدرج، درجة تلو الأخرى، والقفز في مكانه.
  • 3 سنوات: يمكن للطفل صعود الدرج بالتبادل والوقوف على قدم واحدة.
  • 4 سنوات: يمكن للطفل النزول على الدرج بالتبادل والقفز على قدم واحدة، ويزداد طول الخطوة.
  • 6-7 سنوات: يمكن للطفل التوازن على قدم واحدة لمدة 20 ثانية.
  • 8 سنوات: يمشي الطفل مثل البالغين.

اقرأ أيضاً: دليلك لمساعدة طفلك على المشي خطوةً تلو الأُخرى

حالات تكون فيها مشية الطفل غير طبيعية

كثيرة هي الحالات التي تسبب تشوهات المشي عند الأطفال، وتتنوع من الحالات البسيطة التي لا تتطلب علاجاً إلى الحالات الشديدة.

التواء الظنبوب

تلتوي ساق الطفل من الأسفل (بالتحديد عظم الظنبوب) نحو الداخل أو الخارج. لا تتطلب هذه الحالة علاجاً، وعادةً ما تشفى من تلقاء نفسها قبل بلوغ الطفل عامه الرابع. يكون سببها غالباً الجلوس غير الصحيح (على القدمين أو بشكل حرف W).

يرتدي بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 شهراً الذين يعانون من هذه الحالة دعامة ليلية. قد يضطر الطبيب إلى إجراء جراحة للطفل إذا استمرت هذه الحالة بعد بلوغه سن 8-10 سنوات.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار الجلوس في وضعية W على الأطفال؟

انقلاب الفخذ

في هذه الحالة يكون الالتواء في عظم الفخذ، ويكون إما للداخل وإما للخارج أيضاً. تلَاحظ هذه الحالة عند الطفل في عمر 2-4 سنوات، وتتحسن غالباً دون علاج. قد تتطلب عملاً جراحياً إذا بلغ الطفل 9 سنوات ولم يتحسن، وكانت حالته شديدة وتتسبب بتعثره أثناء المشي.

تقوّس الساقين

تأخذ الساقان شكل الأقواس عند الركبتين، وتبتعد الركبتان عن بعضهما.

الركبة الروحاء

على عكس الحالة السابقة، تتقوس هنا الساقان نحو الداخل، وتقترب الركبتان من بعضهما.

يعد كل من تقوس الساقين والركبة الروحاء من الحالات الشائعة عند الأطفال في طور النمو، وتُصحح ذاتياً مع نمو الطفل، وقد يكون سببها نقص الفوسفات.

الأقدام المسطحة

عندما لا ترى التقوّس أسفل قدمي الطفل تقول عن الأقدام إنها مسطحة، وهذا هو الوضع الطبيعي عند الرضع والأطفال الصغار. تتشكل الأقواس طوال فترة نمو الطفل حتى يصل إلى سن العاشرة. ويمكن ملاحظة القدم المسطحة أيضاً في حالة التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب.

تقوس مشط القدم/ حنف القدم

من تشوهات القدم الشائعة، وفيه تنثني قدم الطفل إلى الداخل من المنتصف حتى أصابع القدم. تتحسن الحالة من تلقاء نفسها في معظم الأوقات. أما الأطفال الذين يعانون من تقوس حاد، فإنهم يحتاجون علاجاً بتمارين خاصة أو أحذية تصحيح خاصة، يبدأ العلاج من سن 6 إلى 9 أشهر.

العرج

العرج من الحالات متعددة الأسباب، منها ما هو بسيط ومنها ما هو خطير، قد يعرج الطفل بسبب إصابة بسيطة يمكن علاجها بسهولة، أو بسبب تعب العضلات، أما في الحالات الخطرة والتي تستدعي العلاج، يكون عرج الطفل بسبب التواء أو كسر أو خلع أو التهاب المفاصل، وفي الحالات النادرة والأكثر خطورة، يكون عرج الطفل دليلاً على وجود ورم.

من ناحية أخرى، قد يكون العرج عند الطفل مزمناً وغير مؤلم، ويدل على مشكلة في النمو مثل اختلاف طول الساق أو خلل التنسج الوركي أو مشكلة عصبية عضلية مثل الشلل الدماغي.

المشي على رؤوس أصابع القدم

من الشائع أن يمشي الأطفال على رؤوس أصابعهم عندما يبدأون بتعلم المشي، وسيمشون بطريقة صحيحة مع الوقت، لكن أن يمشي الطفل بطريقة طبيعية أولاً ثم يبدأ المشي على رؤوس أصابعه فتلك إشارة إلى حالة مرَضية تتطلب تشخيصاً من الطبيب، فقد يكون لدى الطفل تمزق في أوتار العرقوب (الوتر الذي يربط عضلات الساق بعضلات الكعب)، أو لديه شد في العضلات أو اضطراب عضلي مثل الشلل الدماغي أو قد يكون علامة على خلل التنسج التنموي في الورك أو تناقض في طول الساق. يختلف العلاج باختلاف السبب، ويكون طبيعياً أو يتطلب دعامة أو جراحة.

اقرأ أيضاً: ما هو خلع الورك الولادي؟ وهل يُكلف علاجه الخاطئ قدرة طفلك على المشي؟

تشخيص طريقة المشي غير الطبيعية عند الأطفال

إذا بلغ طفلك 16 شهراً ولم يمشِ بعد، أو إذا لاحظت أن طريقة مشي طفلك غير طبيعية، من الأفضل زيارة الطبيب لتشخيص حالته، الطبيب سيراقب الطفل أثناء المشي والجري، وسيفحصه سريرياً، ويقارن بين طرفيه السفليين بحثاً عن أي  اختلاف بينهما.

من الأمور المهمة التي يسأل عنها الطبيب أثناء التشخيص الألم أثناء المشي، وقد يستفسر عن معاناة أحد أفراد الأسرة المقربين من مشكلات في المشي. ويمكن أن يطلب التصوير الشعاعي للمساعدة في التشخيص:

  • الأشعة السينية: لفحص بنية العظام.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يُطلَب أحياناً لاستبعاد وجود أي تشوهات بالحبل الشوكي والأعصاب.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يعرض صوراً مفصلة للعظام والمفاصل.

اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع إصابات الرأس عند الأطفال ونعالج تورم الرأس الطري الناجم عنها؟

علاج تشوهات المشي عند الأطفال

عندما يرى طبيب طفلك أن طريقة مشيته غير طبيعية، يراقبه على مدى عدة سنوات للتأكد من نمو ساقيه بشكل طبيعي، وتحسن مشيته من تلقاء نفسها، دون أي تدخل منه.

أما إذا كانت طريقة مشيته غير طبيعية وتحتاج علاجاً، فقد يكون العلاج كما يلي:

  • التحفيز الكهربائي: يضع الطبيب الأقطاب الكهربائية على الجلد، والتي تعمل على تقوية الطفل، ومساعدته على المشي بطريقة أفضل.
  • الحقن:إذا كانت طريقة مشية الطفل غير طبيعية ومترافقة مع الألم، قد يصف الطبيب الحقن المهدئة. ومن الممكن أن توصَف الحقن في حالات شد العضلات أو تشنجها.
  • أدوية فموية: مثل الأدوية المسكّنة للألم، أو الأدوية المرخية العضلية، أو مضادات الالتهاب، أو مضادات التشنج.
  • العلاج الطبيعي: تساعد العلاجات الطبيعية على زيادة القوة والمرونة والتنسيق، ومنها التدليك والعلاج المائي.
  • المعدات الخاصة: قد يحتاج الطفل إلى معدات خاصة تساعده على المشي بطريقة صحيحة مثل العصا أو المشّاية أو الدعامات أو أجهزة التقويم.
  • الجراحة: تتطلب بعض الحالات تدخلاً جراحياً لتصحيح التشوّه الحاصل. من بين هذه الحالات إطالة العضلات أو الأوتار أو قطع العظم.

اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع إصابات الرأس عند الأطفال ونعالج تورم الرأس الطري الناجم عنها؟

إن الحكم على أن مشية طفلك طبيعية أو غير طبيعية هو أمر عائد للطبيب، فما قد تراه غير طبيعي ربما يكون دليلاً على أن طفلك الصغير ما زال ينمو ويكتسب مهارات التوازن الضرورية للمشي مثل الكبار، وما زالت عضلاته ضعيفة وتحتاج إلى دعمك وصبرك حتى يمشي بطريقة صحيحة.