ما هو خلع الورك الولادي؟ وهل يُكلف علاجه الخاطئ قدرة طفلك على المشي؟

ما هو خلع الورك الولادي؟ وهل يُكلف علاجه الخاطئ قدرة طفلك على المشي؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“الخلع” هو عدم الاستقرار، وخلع الورك الولادي هو عدم استقرار ناجم عن تشكل غير طبيعي لمفصل الورك خلال المراحل المبكرة من نمو الجنين. يوجد اسم آخر لهذه الحالة هو “خلل تنسج الورك الطفلي”. يولد طفل واحد مصاب بهذه الحالة بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة الأميركية كل عام. وينجم عدم الاستقرار هذا عن خروج رأس عظم الفخذ من التجويف المفصلي أثناء الحركة. يزداد الخلع سوءاً مع نمو الطفل إن لم يُدبر بالشكل الصحيح.

العوامل المساهمة في حدوث خلع الورك الولادي

سبب حدوث خلع الورك الولادي غير معروف في معظم الحالات، إلّا أنه توجد مجموعة من العوامل التي تُتهم بكونها مسؤولة عن بعض الحالات، مثل قلة السائل الأمينوسي أثناء الحياة الرحمية وحالات المجيء المقعدي ووجود تاريخ عائلي لولادة أطفال مصابين بخلع الورك الولادي، ولا يوجد أي إثبات علمي يوثق ارتباط الخلع بالعمليات التوليدية القيصرية. يحدث الخلع الولادي بشكل أشيع في الحمول الأولى وذلك نظراً لأن الرحم في أول حمل له يكون أصغر وأقل قابلية للتوسع مقارنة بالنساء الولودات.

بشكل عام، يشيع خلع الورك الولادي عند المولودات الإناث أكثر من الذكور، إلّا أنه من الممكن لأي طفل أن يصاب بهذه الحالة. وعلى الرغم من عدم شيوع انتشاره، إلّا أن الأطباء يعاينون كل طفل مولود حديثاً بشكل روتيني بحثاً عن وجود أي علامات خلع في الورك، كما يستمرون في معاينة هؤلاء الأطفال خلال السنة الأولى من حياتهم.

اقرأ أيضاً: 10 حقائق مدهشة عن الأطفال حديثي الولادة

أعراض خلع الورك الولادي

نادراً ما تُكتشف أعراض خلع الورك الولادي من قبل الأهل، والسبب هو أن طبيب الطفل سيقوم بمعاينة وتشخيص وجود أي خلع قبل ظهور أي عرض واضح، إلّا أن معرفة الأعراض ذات أهمية كبيرة لرصد أي نكس أو أي حالة غير مُشخصة، ومن أكثر الأعراض شيوعاً نذكر:

  • تباين في طول الطرفين السفليين للطفل.
  • اتخاذ الطرفيين السفليين وضعية التباعد نحو الخارج.
  • محدودية في حركة المفصل الوركي.
  • وجود طيات جلدية غير متطابقة على فخذي وساقي الطفل عند مد الساقين.
  • تأخر النمو الحركي الإجمالي، ما يؤثر على كيفية جلوس الطفل وتطوره الحركي.

تشخيص خلع الورك الولادي

تشخيص خلع الورك الولادي سريريّ بالدرجة الأولى، وأهم علامة تشخيصية هي سماع أصوات نقر أو “طقة” أثناء إجراء مناورات التشخيص والتي هي: 

  • مناورة أورتولاني: وفيها يقوم الطبيب بترقب سماع “طقة” أثناء تحريك فخذي الطفل بعيداً عن جسمه ونحو الأعلى.
  • مناورة بارلو: معاكسة تماماً لمناورة أورتولاني، وهي سماع الطقة أثناء تحريك فخذي الطفل نحو الأسفل أثناء تقريبهما نحو الداخل.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار الجلوس في وضعية W على الأطفال؟

تعتبر هذه الاختبارات تشخيصية دقيقة للأطفال ممن هم أصغر من 3 أشهر، أمّا بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيستدل الطبيب على الإصابة بخلع الورك الولادي من خلال مجموعة من العلامات وعلى رأسها العرج واضطراب المشية وتباين طول الطرفين عندما يكون الخلع محصوراً بطرف واحد، أما عندما يُصاب الطرفان فتظهر عندئذ علامة “مشية البطّة”.

كما يمكن أن تؤكد اختبارات التصوير تشخيص خلع الورك الولادي، ويستخدم الأطباء الأمواج فوق الصوتية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، كما تُستخدم الأشعة السينية لفحص الأطفال الأكبر سناً.

علاج خلع الورك الولادي وتدبيره

يختلف العلاج حسب عمر الطفل، فإذا كان عمره أقل من 6 أشهر عندئذ سيتم استخدام حزام “بافليك” الذي يضغط على مفصلي الوركين مثبتاً رأس الفخذ في التجويف المفصلي، وبعد تركيب الحزام سيأخذ طرفا الطفل شكل ساقي الضفدع. يُطبق هذا الحزام لمدة 6 إلى 12 أسبوعاً وذلك اعتماداً على شدة الحالة. وإن لم ينجح حزام “بافليك” في علاج الحالة، يُحال الطفل إلى القيام بعمل جراحي.

يُستطب العمل الجراحي مباشرةً لكل الأطفال البالغين من العمر 6 أشهر وما فوق. وإذا كان الطفل يبلغ من العمر 18 شهراً أو أكثر أو في حال لم يستجب للعلاج جيداً، عندئذ قد يحتاج إلى قطع عظم الفخذ وإعادة بناء مفصل الورك.

أمّا بالنسبة لنتائج علاج خلع الورك الولادي، فإنه من غير المرجح أن يكون العلاج معقداً عندما يتم تشخيص الحالة باكراً، كما أن 80% إلى 95% ممن عولجوا باستخدام أحزمة “بافليك” باكراً كانوا قد أبدوا نتائج علاجية مذهلة.

وبالنسبة لنتائج العلاج الجراحي، فهي متباينة في معدلات نجاحها، ففي الوقت الذي يتطلب بعض الأطفال جراحة واحدة لتحقيق استقرار المفصل، يتطلب آخرون سلسلة من الجراحات وسنوات من المراقبة لتحقيق ذلك.

اقرأ أيضاً: 4 كسور شائعة عند الأطفال وكيفية تقديم الإسعافات الأولية بأمان

يؤدي خلع الورك الولادي الذي لم يُعالج بنجاح في مرحلة الطفولة المبكرة إلى زيادة خطورة حدوث التهاب المفاصل المبكر والآلام الشديدة التي قد تضطر إلى تبديل مفصل الورك كاملاً. وبالمقابل، يتوجب على الأطفال المُشخصين زيارة الطبيب المختص بشكل منتظم حتّى بعد العلاج الناجح، وذلك تجنباً لحدوث انتكاس للحالة وللتأكد من أن المفصل ينمو بشكل طبيعي.