هل يمتلك الأطفال ميولاً طبيعية لمساعدة الكلاب؟

هل يمتلك الأطفال ميولاً طبيعية لمساعدة الكلاب؟
طفل صغير يقدّم مكافأة لجرو. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن أن تعود النشأة مع حيوان عائلي أليف بفوائد عديدة على الأطفال، بخلاف وجود رفاق للعب. تساعد هذه الحيوانات الأطفال في التعلّم؛ إذ وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال يتمتعون بمزيدٍ من الاسترخاء في أثناء القراءة عند وجود الكلاب حولهم بدلاً من أقرانهم أو آبائهم. يقلل وجود الحيوانات الأليفة في المنزل من خطر إصابة الأطفال بالربو، كما أنه يعزز قدرة الأطفال على الرعاية بالآخرين.

ولكن لماذا يؤثر وجود الحيوانات الأليفة في الأطفال الصغار بطرق معينة؟

تأثير وجود الحيوانات الأليفة على تربية الأطفال

تكشف دراسة جديدة نُشرت بتاريخ 15 يناير/ كانون الثاني 2023 في مجلة التفاعلات بين البشر والحيوانات عما إذا كان الأطفال الصغار يساعدون الكلاب بشكل اندفاعي في بعض السيناريوهات.

اقرأ أيضاً: كيف تدعم طفلك ليصبح طبيباً بيطرياً؟

بمساعدة 3 كلاب ودودة تحمل الأسماء فيونا (Fiona) وهنري (Henry) وسيمور (Seymour)، درس مؤلفو الدراسة الجديدة كيفية تفاعل 97 طفلاً صغيراً (51 فتاة و46 فتى) تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام مع هذه الكلاب في مواقف معينة، لا سيما مساعدة الكلاب في الوصول إلى مكافأة أو لعبة.

الكلاب فيونا وهنري وسيمور في التجربة التي أجريت في الدراسة الجديدة. المصدر: جامعة ديوك.

في نصف المواقف، أعطى الأطفال الصغار الكلاب المكافآت والألعاب البعيدة عن متناولها بعد أن حاولت هذه الكلاب الحصول عليها وفشلت. على النقيض من ذلك، قدّم الأطفال للكلاب المكافآت أو الألعاب التي تجاهلتها في 26% فقط من المواقف.

وجد الفريق أن احتمال أن يساعد الأطفال الكلاب في الوصول إلى لعبة أو مكافأة يتضاعف إذا أظهرت هذه الحيوانات الاهتمام بها. ووجدوا أيضاً أن الكلاب الأكثر حيوية كانت أيضاً أكثر عرضة لتلقي المساعدة، وأن الأطفال ساعدوا الكلاب في الحصول على المكافآت أكثر من الألعاب.

قالت زميلة أبحاث مرحلة ما بعد الدكتوراة في الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة ديوك والمؤلفة المشاركة للدراسة وقائدة البحث، راتشنا ريدي (Rachna Reddy)، في بيان صحفي: “تدعم النتائج الجديدة الفرضية التي تنص على أن ميول الأطفال لإدراك الأهداف واتباع السلوكيات الاجتماعية الإيجابية تنطبق على تفاعلهم مع الحيوانات ولا تقتصر على التفاعل مع البشر”.

اقرأ أيضاً: في ظل خيبتهم من عالم الكبار: أفضل الطرق لتعليم الأطفال عن تغيّر المناخ

سلوكيات جيدة يبديها الأطفال بوجود الكلاب

يقول الباحثون إنه كما هو متوقع، يزيد وجود الكلاب في المنزل من احتمالية أن يقدّم الأطفال المساعدة. (يجدر الذكر أن 44% من الأطفال في الدراسة يعيشون في منازل تحتوي على الكلاب). وجد الباحثون أيضاً أن كلاً من ازدياد تفاعل الكلاب مع الأطفال وأن تكون الأشياء التي لا يستطيعون الوصول إليها أطعمة بدلاً من ألعاب يزيد من احتمالية تقديم الأطفال للمساعدة.

قالت ريدي: “من عدة وجهات نظر، فإن ميول الأطفال لافتراض رغبات الكلاب الأليفة وأهدافها في أثناء التفاعلات الواقعية والمباشرة ليست مفاجئة”، وتضيف: “مع ذلك، لاحظنا أن الأطفال يتصرفون بدءاً من أعمار تصل إلى عامين بطرق تبين أنهم لا يستطيعون فقط إدراك السلوك الهادف للحيوانات الأخرى، بل إنهم يستطيعون تطبيق هذه المعرفة لمساعدة الحيوانات في تحقيق أهدافها الخاصة”.

وفقاً لريدي، قد تكون لسلوكيات الطفولة أهمية تطورية بالغة.

اقرأ أيضاً: قد تكون الحشرات مصدر إلهام جيد لتعليم الأطفال عن الطبيعة

هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في العوامل النفسية الأخرى لسلوك المساعدة العملية، ويشمل ذلك دراسة المشاعر الكامنة وراء دوافع الأطفال لمساعدة الكلاب، وكيفية تأثير كل من الإدراك والثقافة في هذه الدوافع، وكيف تتغير هذه العمليات مع تقدّم الأطفال في السن.