هل تؤثر اللهاية على أسنان الطفل؟

3 دقيقة
هل تؤثر اللهاية على أسنان الطفل؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية/ تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يولد الأطفال بردود فعل مص طبيعية، في الواقع أثبتت صور الأمواج فوق الصوتية أن بعض الأطفال الذين لم يولدوا بعد يمصون إبهامهم في رحم أمهاتهم. لذا وتلبية لهذه الغريزة سيحتاج الطفل لما يشغل به فمه بالمص سواء كان بثدي أمه أو إبهامه أو باللهاية. لكن بعد سن معينة يصبح هذا السلوك مثيراً لقلق الوالدين، لما قد يلحقه من ضرر بنمو الأسنان وشكل الفم. فهل اللهاية مدعاة للقلق؟ وما تأثير اللهاية على أسنان الطفل؟

لماذا تُستخدم اللهاية؟

“انطلق وأعد اللهاية إلى فم الطفل”، غالباً ما تنطلق هذه العبارة من أحد الأبوين فور سقوط اللهاية من فم الطفل، فهي ليست مريحة للطفل فقط بل أيضاً للأبوين، فلماذا يستخدمونها؟

المص هو رد فعل طبيعي يولد مع الطفل لمساعدته في الحصول على غذائه الأساسي الحليب من أجل نموه، ويُعرف بالمص المغذي. كذلك هناك ما يُعرف بالمص غير المغذي، وهو أمر طبيعي لدى الأطفال حتى سن معينة يستخدم فيه الطفل إبهامه أو لعبة أو لهاية، ما يمنحه شعوراً بالأمان والراحة، ويبقيه هادئاً، حتى يعاوده الجوع مرة أخرى فيبصق اللهاية طلباً للحليب.

فوائد اللهاية للطفل

لا يوجد رأي موحد حول أضرار اللهاية، إلا أنه وبشكل عام اتفق الخبراء على أن لها فوائد حتى عمر ما قبل السنة، ومن أهمها:

  • التهدئة الذاتية للطفل: أكثر ما يعاني منه الوالدان هو حاجة الطفل لهما دائماً بحثاً عن الشعور بالطمأنينة والراحة. يمكن للهايات أن تنوب عن الوالدين، لقدرتها على منح الطفل الاسترخاء والهدوء.
  • فطام الطفل: يعد فطام الطفل مرحلة صعبة على كل من الطفل وأمه، إلا أن وجود اللهاية قد يكون بديلاً مساعداً ويسهّل التعامل معه بالنسبة للطفل.
  • الحد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ: ربطت دراسة نُشرت في “مجلة صحة الأم والطفل” (Maternal and Child Health Journal) بين استخدام اللهاية وقت النوم وتراجع مخاطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
  • رعاية الخدج حديثي الولادة: بينت دراسة نُشرت في “مجلة التمريض السريري”(Journal of Clinical Nursing)، أن الأطفال حديثي الولادة الذين تم إعطاؤهم اللهايات في وحدات العناية المركزة تمكنوا من الانتقال نحو الرضاعة الطبيعية بشكل أسرع ممن لم يتم إعطاؤهم اللهايات. لكن تبقى هناك ضرورة لاستشارة الطبيب.

اقرأ أيضاً: ما فوائد وأضرار استخدام اللهاية؟

متى يمكن أن يبدأ الطفل باستخدام اللهاية؟

لم يتمكن الأطباء من تحديد السن الملائمة للطفل ليستخدم اللهاية، لكن إن كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فإن للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصيات خاصة. توصي الأكاديمية بالانتظار حتى يصبح للطفل روتين رضاعة، أي بعد نحو 4 أسابيع من الولادة، تجنباً لما يُعرف بارتباك الحلمة.

ارتباك الحلمة هو حالة يُصاب بها الطفل يُعرِض بنتيجتها عن حلمة ثدي الأم، إذ قد يجد مص اللهاية أكثر سهولة من مص حلمة الثدي، فتصبح الرضاعة الطبيعية أكثر صعوبة بالنسبة لهم.

كيف تؤثر اللهاية على أسنان الأطفال؟ 

في دراسة نُشرت في “المجلة الدولية لتقويم الأسنان ميلووكي” (Int J Orthod Milwaukee) حول تأثير اللهاية على أسنان الطفل والتطور الفموي المبكر لهم، تبين أن لاستخدام اللهاية بعد سن 3 سنوات تأثيراً ضارّاً على تطور الأسنان، متمثلاً بالمشكلات التالية:

  • عرض ضيق لقوس الفك العلوي.
  • الحنك الضيق المرتفع.
  • سوء الإطباق: حالة شائعة تصيب الأطفال الأكبر سناً والذين يمتلكون أسناناً. قد يؤدي استخدام اللهاية لفترات طويلة إلى إجبار أسنان الأطفال على التحرك، وتغيير شكل سقف الحلق بما يتلاءم مع شكل الجسم الغريب، بحيث لا تتداخل الأسنان الأمامية العلوية والسفلية، ما قد يؤثر على البلع أو الكلام.

وأشارت دراسة نُشرت في “مجلة جمعية طب الأسنان الأميركية” (Journal of the American Dental Association)، إلى أن 71% من الأطفال المشاركين بالدراسة وممن استمروا بمص اللهاية حتى عمر 4 سنوات قد عانوا من حالة سوء إطباق. هناك نوعان لسوء الإطباق:

  • ركود اللثة: في بعض الأحيان قد تسبب اللهاية تراجع اللثة وتسوس الأسنان، إلا أن هذا يرتبط بتلوث اللهايات، أو نتيجة غمسها بمحلول سكري، ما يعرض الأسنان واللثة للسكر ويسبب تراكم البلاك وتسوس الأسنان.

اقرأ أيضاً: ما ترتيب ظهور الأسنان لدى الرضيع؟

ما أفضل وقت لفطام الطفل عن اللهاية؟

وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب أسنان الأطفال (AAPD)، فإن المص غير الغذائي حاجة طبيعية للأطفال الرضع منذ ثبات الرضاعة الطبيعية وحتى سن 3 سنوات، إذ يعتقد الأطباء في الأكاديمية أن فطام الطفل عن اللهاية يقلل من خطر الإصابة بسوء إطباق الأسنان.

في مراجعة نُشرت في “مجلة الولادة والنمو الطبية” (BIRTH AND GROWTH MEDICAL JOURNAL)، يمكن للفطام عن اللهاية في عمر 6 أشهر أن يقلل من فرص إصابة الطفل بالتهاب الأذن، لكن يبقى هناك خطر تعرض الطفل لمتلازمة موت الرضيع المفاجئ، لذا قد يرغب بعض الآباء في الاستمرار بتقديم اللهاية لفترة أطول.

اقرأ أيضاً: ما طريقة فطام الطفل عن الرضاعة الصناعية؟

بشكل عام، تختلف حالة كل طفل عن الآخر، فقد يكون وجودها ضرورياً خلال فترة استكشاف الطفل عالمه نظراً لقدرتها على منحه التهدئة الذاتية، لكن لوجودها المطول تأثيراً ضاراً على أسنان الطفل، لذا لا بُدّ من استشارة طبيب الأطفال حول ما هو الأنسب للطفل.