هل تستطيعين إرضاع طفلك وأنت حامل؟ إليكِ الإجابة

هل تستطيعين إرضاع طفلك وأنت حامل؟ إليكِ الإجابة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ LightField Studios
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تتفاجأ الكثير من النساء من حملهن وهن يرضعن طفلهن الأكبر. إذا حصل هذا معك وتتساءلين الآن كيف حدث؟ وهل يمكنك إرضاع طفلك أثناء الحمل؟ ستجدين جواباً مناسباً لهذا السؤال وعن أي سؤال آخر يراودك فيما يخص هذا الموضوع.

الإباضة والحمل أثناء الرضاعة الطبيعية

لا يحدث حمل دون إباضة، وتعتقد الكثير من النساء أن الإباضة تتوقف أثناء الرضاعة الطبيعية لذلك لا يحدث حمل في هذه الفترة. إن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً تماماً وليس خاطئاً تماماً أيضاً. حقيقةً، تتوقف الإباضة بعد الولادة لمدة 6 أسابيع، بالإضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تؤخر التبويض، وذلك بالاعتماد على تواترها (رضعة كل 4 ساعات نهاراً ورضعة كل 6 ساعات ليلاً)، فقد تتوقف الإباضة طبيعياً من عدة أشهر حتى أكثر من عام.

عندما يكبر الرضيع ويبدأ بتناول الطعام الصلب، يقل عدد مرات الرضاعة الطبيعية، فتزداد احتمالية الإباضة والحمل.

هل أستطيع إرضاع طفلي وأنا حامل؟

سؤال يراود الكثيرات ممن يحملن وهن مرضعات، وذلك بسبب قلقهن على صحة طفلهن الرضيع والجنين وعلى صحتهن أيضاً. لكن أظهرت الأبحاث أنه لا ضرر على الجنين أو على الرضيع من الرضاعة الطبيعية إلا إذا كانت الأم تعاني من مشكلات بالحمل، أي أنه يمكن للأم إرضاع طفلها وهي حامل إلا بوجود مشكلات في الحمل. وإذا اتخذت قرارها بالاستمرار بإرضاع صغيرها ما عليها سوى الحصول على الغذاء والسعرات الحرارية الكافية.

هل يوجد ضرر من الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل؟ 

لا يوجد ضرر من الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل إلا في بعض الحالات ومنها:

انقباضات الرحم

في حالة الحمل شديد الخطورة، يفرز الجسم هرموناً يحفّز إنتاج الحليب يسمى الأوكسيتوسين. يزيد هذا الهرمون من حركة الرحم وانقباضاته ويؤثر على الحمل. لذلك ينصح الأطباء بفطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل إذا تعرضت الأم لإجهاض سابق أو ولادة مبكرة.

من جهة أخرى، يحفّز الأوكسيتوسين تقلصات الرحم أيضاً. تكون هذه التقلصات على شكل انقباضات خفيفة ولا تشكل مصدر قلق للحمل غير المصحوب بمضاعفات.

التغيرات في حليب الثدي

بسبب التغيرات الهرمونية، تتغير مكونات حليب الثدي وقوامه خلال أشهر الحمل، لكنه يبقى مغذياً للرضيع. تقل كميته أيضاً مع التقدم في الحمل ويصبح طعمه أكثر ملوحة، لذلك قد يفطم الرضيع نفسه قبل ولادة أخيه الجديد.

تعب جسدي للأم

خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تشعر بعض المرضعات بألم في الحلمة والثدي، وتشعر غالبية النساء بالغثيان والتعب ما يقلل من شهية الأم للطعام، وبالتالي عدم الحصول على الغذاء الكافي لها ولجنينها ورضيعها، ما يؤدي إلى زيادة شعورها بالتعب والإرهاق. وقد تؤدي قلة الغذاء إلى:

  • قلة تدفق الدم إلى المشيمة.
  • تطور جنيني بطيء.
  • انخفاض وزن المولود عند الولادة.
  • الإجهاض.
  • ولادة طفل ميت.

متى يجب فطام الرضيع أثناء الحمل؟

ينصح الأطباء بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل في الحالات التالية:

  • إذا عانت الأم من تشنجات وآلام شديدة في الأشهر الثلاثة الأولى.
  • وجود إجهاضات سابقة.
  • نزيف في حمل سابق.
  • ولادة مبكرة سابقة.
  • مخاض مبكر في الحمل الحالي.

اقرأ أيضاً: فطام الطفل: متى وكيف تتوقف الرضاعة الطبيعية؟

كيفية فطام الرضيع قبل ولادة أخيه

إن كنت تعانين من إحدى المشكلات السابقة وقررتِ أنه حان الوقت لفطام رضيعك يمكنك القيام بذلك تدريجياً، فهو الأفضل لك ولطفلك. ابدئي بتقليل عدد الرضعات (إلغاء واحدة من كل 3-5 رضعات)، ومن الأسهل ألا تكون رضعة الصباح الباكر أو ما قبل النوم.

لتجفيف الحليب في ثدييك يمكنك سؤال طبيبك عن الأدوية أو الأعشاب التي تساعد في ذلك دون الإضرار بالحمل. قد تشعرين بألم في الثدي بسبب توقف طفلك عن الرضاعة، ويمكنك تخفيف هذا الألم باستخدام الكمادات الباردة أو بتناول الأدوية المسكنة المناسبة للحمل. من الممكن أيضاً سحب القليل من حليب الثدي باستخدام المضخة المخصصة لتخفيف الاحتقان مع مراعاة عدم إفراغه، لأن ذلك يؤدي إلى فعل معاكس، أي زيادة إدرار الحليب.

بالنسبة لطفلك، قد يشعر بالانزعاج والغضب المرافق لمرحلة الفطام. لتخفيف مشاعره السلبية تلك، عليك بقضاء المزيد من الوقت معه والمزيد من العناق، وستكون اللهاية وحلقة التسنين مفيدة في هذه الفترة، وبالتأكيد يجب عليك تلبية جميع احتياجاته الغذائية.

بعد ولادة الصغير، قد يبدي الكبير رغبة بالرضاعة بعد الفطام، ويمكنك في هذه الحال إرضاعه من جديد أو الشرح له بأن هذا الحليب مخصص لأخيه الصغير الآن.

اقرأ أيضاً: كيف تعيدين طفلك للرضاعة الطبيعية بعد توقفه عنها؟

نصائح للأم التي ترغب بالاستمرار بالرضاعة الطبيعية أثناء الحمل

إن كنتِ ترغبين بإرضاع طفلك أثناء حملك بالآخر من الأفضل أن تتبعي النصائح التالية:

  1. تناول طعام مغذٍ يكفيكِ وجنينك ورضيعك.
  2. شرب الكثير من الماء والسوائل غير المحلاة.
  3. تناول المسكنات لتخفيف آلام الثدي بعد استشارة الطبيب.
  4. وضع كمادات دافئة على الثدي لتخفيف الألم.
  5. الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  6. طلب المساعدة في الأعمال المنزلية أو رعاية الأطفال.
  7. تجنب شرب القهوة أو مشروبات الطاقة لأنها قد تسبب التجفاف.
  8. تغيير وضعيات رضاعة الطفل بحيث تكون مريحة لك ولطفلك دون أن تضغط على بطنك.

هل توجد فوائد للرضاعة أثناء الحمل وبعد الولادة؟

مع اختيارك الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لطفلك الأكبر خلال فترة الحمل وبعد الولادة، سيحصل على فوائد الرضاعة الطبيعية المتمثلة باكتساب المناعة وزيادة الارتباط بينكما، بالإضافة إلى تعزيز مشاعر الأمان والراحة لدى الطفل الأكبر قبل ولادة أخيه الأصغر، وزيادة الترابط الأخوي بينهما بعد الولادة.

هل يمكن إرضاع الطفل الوليد مع أخيه الأكبر؟

غالباً ما يفطم الطفل الكبير نفسه عن الرضاعة الطبيعية قبل ولادة أخيه الأصغر، وفي بعض الحالات قد يستمر حتى تضعي مولودك. في هذه الحالة يمكن الاستمرار في إرضاع الطفلين معاً بشرط إرضاع الصغير قبل الكبير.

يتغير قوام الحليب ولونه مع ولادة الطفل الصغير، ويصبح أكثر كثافة وأصفر اللون ما يساعد على إمداد الصغير بالعناصر الغذائية والسعرات الحرارية اللازمة لنموه. يمكن للطفل الأكبر التغذي على هذا الحليب، لكنه قد يسبب له الإسهال.

هل يؤثر الحمل على إدرار الحليب؟

يقلل الحمل من إدرار الحليب وتركيبة محتوياته وطعمه خاصة خلال الشهرين الرابع والخامس من الحمل لأسباب هرمونية، لذلك مهما حاولتي زيادة كمية الحليب لن تتمكني من ذلك، لكن لا تقلقي فقد أصبح طفلك في سن تسمح له بتناول الأطعمة الصلبة المتنوعة والمغذية وبالتالي الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية.

اقرأ أيضاً: ما هي أفضل طرق إدرار الحليب؟ وما هو الغذاء المناسب للمرضع والطفل؟

بعد أن تعرفتي على فوائد وأضرار الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل، ننصحك ألا تقرري فطام طفلك أو الاستمرار بإرضاعه قبل استشارة طبيبك، فهو أكثر من يعلم إن كان من المناسب لك الاستمرار بالرضاعة أو التوقف عنها.