ما أسباب التهاب الرحم عند القطط وما أعراضه وعلاجه؟

ما أسباب التهاب الرحم عند القطط وما أعراضه وعلاجه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ beton studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

التهاب الرحم عند القطط ويسمى أيضاً تقيّح الرحم هو عدوى تُصيب القطط الإناث غير العقيمات، وتعد الإفرازات المهبلية المصحوبة بالدم والقيح وانتفاخ البطن من أكثر الأعراض شيوعاً. وهي حالة خطيرة ومهددة للحياة تستوجب العلاج البيطري الفوري. فما أسباب هذه الحالة المرضية وما أعراضها وعلاجها؟

ما هو تقيّح الرحم عند القطط؟

التهاب الرحم عند القطط أو تقيّح الرحم (Pyometra) هو عدوى بكتيرية ثانوية تحدث عندما يمنع هرمون البروجسترون (هرمون تناسلي) بطانة الرحم من التساقط بعد دورة الشبق، بالتالي تسبب البطانة السميكة غير الطبيعية نشوء بيئة مواتية للغزو البكتيري، وغالباً ما تكون البكتيريا هي سلالات معينة من الإشريكية القولونية (الاشيريشيا كولي).

اقرأ أيضاً: ما أسباب التهاب الأذن عند القطط وكيف يمكن علاجه في المنزل؟

أسباب تقيّح الرحم عند القطط

إن سبب تقيّح الرحم عند القطط غير مفهوم تماماً، ولكنه وعلى ما يبدو فإنه يعتمد على مجموعة من العوامل التي تحدث بشكل متزامن، وهي:

  • التغيرات الهرمونية في الجهاز التناسلي للقطة، وذلك لأن مستويات هرمون البروجسترون تبقى مرتفعةً لعدة أسابيع بعد دورة الشبق (الاحترار أو الدورة النزوية)، ما يحفّز زيادة سماكة بطانة الرحم استعداداً للحمل.
  • استمرار ازدياد سُمك بطانة الرحم بعد عدة دورات شبق دون حدوث حمل، ما يسبب تشكل كيسات (خراجات) داخل الرحم، وتسمى هذه الحالة تضخّم بطانة الرحم الكيسي (Cystic endometrial hyperplasia).
  • إفراز البطانة الكيسية السميكة السوائل التي تخلق بيئة مثالية يمكن للبكتيريا أن تنمو فيها.
  • منع مستويات البروجسترون المرتفعة العضلات الموجودة في جدار الرحم من الانقباض لطرد السوائل أو البكتيريا المتراكمة.
  • من العوامل الأخرى التي تسهم في حدوث تقيّح الرحم عند القطط هي أنه وأثناء دورة الشبق، تُمنع خلايا الدم البيضاء التي تحمي عادة من العدوى من دخول الرحم، وذلك للسماح للحيوانات المنوية بالدخول إلى الجهاز التناسلي الأنثوي دون أن تدمرها خلايا الدم البيضاء أو تلحق الضرر بها.

اقرأ أيضاً: 6 نصائح للتعامل مع القطط في موسم التزاوج

بالمختصر، يمكن القول إنّ مزيجاً من العوامل آنفة الذكر هو ما يحرّض على حدوث الالتهاب. لكن ولحدوث العدوى، ينبغي أن تدخل البكتيريا إلى الرحم، فكيف يحدث ذلك على الرغم من أن عنق الرحم يكون مغلقاً بإحكام؟

كيف تدخل البكتيريا المسببة للعدوى إلى رحم القطة؟

تستطيع البكتيريا التي توجد عادة في المهبل أن تدخل بسهولة إلى الرحم إذا كان عنق الرحم مفتوحاً أو مرتخياً، وهو ما يحدث عادة خلال دورة الشبق، إذ يسمح عنق الرحم المفتوح بدخول الحيوانات المنوية إلى الرحم. 

ويشار إلى أن الرحم وعندما يكون طبيعياً، فإن البكتيريا حتى وإن دخلت إليه، فلن تستطيع النمو في بيئته الطبيعية، أما وعندما يكون جدار الرحم سميكاً أو متكيساً، تصبح الظروف مثالية لنمو البكتيريا.

اقرأ أيضاً: إليك أسباب وحلول مشكلة تبرّز القطط على الأرض

في أي مرحلة عمرية يمكن أن يحدث تقيّح الرحم عند القطط؟

تكون القطط البالغة الأكبر سناً ذات البطانات الرحمية السميكة والقطط ذات البطانات الرحمية غير الطبيعية أو الكيسية أكثر عرضة للإصابة، لكن هذا لا يمنع أنه قد يصيب أيضاً أي قطة صغيرة إلى متوسطة العمر سليمة جنسياً. وعادةً ما تحدث العدوى خلال أسبوعين إلى 8 أسابيع من آخر دورة شبق مرت بها القطة، وتزداد احتمالية حدوثه بعد العديد من دورات الشبق التي حدثت على مدى عدة سنوات ولم تسفر عن حدوث حمل.

أعراض تقيّح الرحم عند القطط

تختلف الأعراض فيما إذا كان الرحم مفتوحاً أو مغلقاً. في حال كان الرحم مفتوحاً، فسوف تظهر الأعراض التالية:

  • ظهور إفرازات على الجلد أو الشعر تحت الذيل، أو على الفراش والأثاث حيث تجلس القطة.
  • زيادة التبول نتيجة تأثير السموم البكتيرية على قدرة الكلى على الاحتفاظ بالسوائل.
  • زيادة شرب الماء لتعويض نقص السوائل.
  • اللعق المفرط للمنطقة المحيطة بفتحة المهبل.
  • قد تظهر أو لا تظهر الأعراض التالية: حمّى، خمول، فقدان الشهية، الاكتئاب.

إذا كان عنق الرحم مغلقاً، تظهر الأعراض التالية:

  • انتفاخ البطن بسبب تجمع القيح في الرحم الذي لا يمكن تصريفه إلى الخارج.
  • كثرة التبول وكثرة شرب الماء.
  • فقدان الشهية.
  • الخمول الشديد.
  • القيء.
  • الإسهال.

اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن قطتي مريضة؟

علاج تقيّح الرحم عند القطط

بالنسبة لمعظم القطط، فغالباً ما يكون العلاج المفضل هو استئصال الرحم والمبيض جراحياً، ومع ذلك قد يُستخدم نهج طبي آخر في العلاج، وهو العلاج بالبروستاغلاندين، وهي مجموعة من الهرمونات التي تُخفّض مستوى هرمون البروجسترون في الدم، وترخّي عنق الرحم وتفتحه وتحرّض انقباض الرحم، ما يساعد في طرد البكتيريا والقيح. 

وعلى الرغم من أن هذا العلاج قد يُستخدم في بعض الحالات، فإنه لا ينجح دائماً، بالإضافة إلى أن له بعض الاعتبارات المهمة مثل:

  • تظهر بعض الآثار الجانبية مثل الأرق واللهاث والقيء والتغوط وسيلان اللعاب وآلام البطن في غضون 15 دقيقة بعد تناول الدواء، وقد تستمر عدة ساعات. تخف هذه الآثار الجانبية بشكل تدريجي مع تناول الجرعات المتوالية من الدواء.
  • لا يظهر التحسن السريري لمدة 48 ساعة تقريباً بعد تناول الدواء، لذلك، فقد لا يُوصى به للقطط التي تعاني من مرض شديد وتحتاج إلى علاج فوري.
  • يسبب البروستاغلاندين تقلص الرحم، ومن الممكن أن يسهم في تمزق الرحم ويسبب العدوى في التجويف البطني، ما يؤدي إلى نشوء حالة خطيرة تهدد الحياة وتُعرف باسم التهاب الصفاق (Peritonitis)، وهذا يحدث غالباً عندما يكون عنق الرحم مغلقاً.

اقرأ أيضاً: هل قطتك مصابة بثعلبة القطط؟ إليك مجموعة من الحلول لعلاجها

التهاب الرحم عند القطط بعد الولادة (ميتريتس)

ثمة حالة أخرى من التهاب بطانة الرحم الذي يحدث عند القطط بعد الولادة (Metritis)، وهي التهاب بطانة الرحم بسبب عدوى بكتيرية، والتي غالباً ما تسببها بكتيريا الإشريكية القولونية. الفرق بين تقيّح الرحم وهذا الالتهاب هو أن هذه الحالة تصيب القطط البالغة بعد الولادة، نتيجة ولادة صعبة أو وجود أجنة أو مشيمة محتبسة أو إجهاض طبيعي أو طبي وغيرها.

تشمل مجموعة من الأعراض مثل: إفرازات مهبلية كريهة الرائحة مصحوبة بقيح أو دم أو إفرازات خضراء داكنة، انتفاخ البطن، حمى، انخفاض إنتاج الحليب، خمول، قلة الشهية، إهمال المواليد، زيادة معدل ضربات القلب في حال أصبحت العدوى البكتيرية جهازية. 

ويشمل العلاج إعطاء السوائل الوريدية والمضادات الحيوية المناسبة، وقد يصف الطبيب أيضاً البروستاغلاندين لإزالة الأجنة أو المشيمة المحتجزة، وقد تحتاج القطط شديدة المرض إلى استئصال الرحم والمبايض.

ختاماً، إن فرصة نجاة القطة التي تعاني من تقيّح الرحم دون جراحة أو علاج بالبروستاغلاندين تكون منخفضة جداً، لأن التأثيرات السامة للبكتيريا تكون قاتلة في كثير من الحالات. بالإضافة إلى ذلك وفي حال كان عنق الرحم مغلقاً، فمن الممكن أن يتمزق الرحم، ما يؤدي إلى تسرب العدوى إلى تجويف البطن، وهذا ما يكون قاتلاً أيضاً، ولهذا يعدّ تقيّح الرحم حالة طبية خطيرة تتطلب علاجاً سريعاً.