كيف تنتقل فيروسات بارفو إلى الكلاب؟ وما هي أعراض الإصابة بها وطرق علاجها؟

كيف تنتقل فيروسات بارفو إلى الكلاب؟ وما هي أعراض الإصابة بها وطرق علاجها؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ظهرت فيروسات “بارفو”، التي تنتمي لعائلة فيروسات (CPV)، لأول مرة بين الكلاب في أوروبا عام 1976، لينتشر الفيروس في السنوات التالية دون رادع، متفشيّاً ومُسبباً وباءً عالمياً أعراضه التهاب العضلة القلبية والتهاب المعدة والأمعاء عند الكلاب. كان يُعتقد حينها أن انتشار الفيروس محصوراً بين الكلاب وحسب، ليتبين لاحقاً أنه قادر على الانتقال إلى الذئاب والحيوانات البرية الأخرى بما في ذلك الثعالب والراكون والظربان.

نظراً للارتباط الواضح بين بنية فيروسات “بارفو” وفيروسات “بانليكوبينيا” التي تصيب القطط، طُرحت فرضية مضمونها أن فيروسات بارفو كانت قد نشأت نتيجة طفرتين أو ثلاث في الحمض النووي الفيروسي، الأمر الذي وسّع من دائرة مضيفي الفيروس حتّى شملت الكلاب وباقي الحيوانات البرية.

اقرأ أيضاً: 6 نصائح تساعدك في تدريب كلبك على اتباع سلوكيات جيدة

أعراض الإصابة بفيروسات بارفو عند الكلاب

تسبب هذه الفيروسات حدوث مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الجراء ذوي الـ 6-20 أسبوعاً والكلاب الأكبر سناً، وخاصةً غير المُطعمة منها ضد هذا الفيروس. تتظاهر الكلاب المُصابة بأعراض هضمية حادة تبدأ على شكل خمول وفقدان الشهية لتنتهي بإنتان الدم المُنتشر والوفاة. أمّا بالنسبة للجراء الصغيرة، فقد يتخطى الفيروس المراحل الأولى ليُحدث التهاباً في العضلة القلبية عند الجراء مباشرةً. تتظاهر الكلاب المُصابة بفيروسات بارفو بكل ما يلي:

  • التعب والخمول: إذ يفقد الكلب درجة الطاقة والنشاط التي كانت لديه سابقاً.
  •  فقدان الشهية.
  • الألم البطني وانتفاخ في البطن.
  • اضطراب في درجة حرارة الجسم: قد تلاحظ ارتفاعاً أو انخفاضاً غير طبيعي فيها.
  • الإقياء والإسهال كريه الرائحة: والذي قد يتطور إلى إقياءات وإسهالات مدماة في المراحل المتقدمة.
  • تسرع القلب نتيجة إصابة العضلة القلبية بالالتهاب.
  • التجفاف: ما يؤدي في حدوث اضطراب في الشوارد وتلف الأمعاء وحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي للكلب.
  • الإصابة بعدوى جرثومية ثانوية نتيجة للضعف المناعي الحاصل وحدوث إنتان الدم.
  • الوفاة: غالباً ما تحدث في غضون 48 إلى 72 ساعة بعد ظهور العلامات السريرية، الأمر الذي يوجب الاتصال بالطبيب البيطري فور ظهور الأعراض والإحالة إلى العيادة البيطرية لتقديم العلاج الصحيح.

اقرأ أيضاً: ليس مجرّد دمية: ما عليك معرفته قبل إحضار حيوان أليف لأطفالك

كيف تنتقل فيروسات بارفو إلى الكلاب؟

تتواجد فيروسات بارفو في أي بيئة تقريباً، ولكنها لا تُصيب كل الكلاب حتّى تلك التي على تماس مع الفيروس، إذ تلعب عدة عوامل دوراً في حدوث العدوى، بما في ذلك الحالة المناعية للكلب وعدد الفيروسات التي يتعرض لها.

ينتشر الفيروس عن طريق الاتصال المباشر بين الكلاب المُصابة والسليمة، كما ينتقل عن طريق التماس مع البراز الملوث بالفيروس أو التماس مع أحد مكونات البيئة المحيطة الملوثة كأوعية الطعام والماء الخاصة بالكلب. لا ينتقل الفيروس من الكلاب للبشر، إلا أن البشر قد يلعبون دور حامل للفيروس ونقله للكلاب من خلال أيديهم، أو الملابس والأحذية الملوثة.

يستهدف الفيروس ظهارة الأمعاء الدقيقة، إذ يدمر البطانة المعوية المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية والسوائل والمحافظة على استتباب السوائل الشاردي في الجسم. تشكل هذه البطانة حاجزاً منيعاً ضد البكتيريا والفيروسات والأجسام الأجنبية، الأمر الذي يُفسر الأعراض التي تتظاهر بها الكلاب المصابة.

اقرأ أيضاً: أمراض يمكن أن تصيبك إذا تعرضت لعضة كلب

كيف يتم تشخيص إصابة الكلاب بفيروسات بارفو؟

كخطوةٍ أولى، تتم معاينة الأعراض التي يتظاهر بها الكلب ومقارنتها مع الأعراض التي تم ذكرها أعلاه. بعد ذلك، يجري الطبيب البيطري اختبار “إلايزا” والذي يعتبر الطريقة الأكثر شيوعاً والأكثر ملاءمةً للكشف عن فيروسات بارفو.

يتم في هذا الاختبار أخذ عينة من دم الكلب أو لعابه، ويتم إضافة مادة كيميائية إلى العينة. في حال تبدل لون العينة بعد إضافة المادة الكيميائية تكون النتيجة إيجابية والكلب مصاب، وإن لم تتبدل فاحتمال الإصابة ضئيل. وعلى الرغم من أن اختبار “إلايزا” دقيقٌ إلى حد ما، إلا أن الطبيب قد يواجه بعض النتائج الإيجابية الكاذبة أو السلبية الكاذبة، وبالتالي قد يكون من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات لتأكيد التشخيص.

يعتمد الأطباء البيطريون في الخطوة التالية على إجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل أو (PCR) على عينات البراز، حيث يكشف هذا الاختبار وجود الحمض النووي الفيروسي في براز الكلب المصاب. إن هذا الاختبار دقيق للغاية لكنه يتطلب إرسال عينة براز إلى مختبر متخصص، الأمر الذي يستغرق وقتاً أطول، مقارنةً بـاختبار “إلايزا” الذي لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة.

اقرأ أيضاً: كيف ترى الكلاب العالم من حولها؟ وهل هي مصابة بعمى الألوان؟

ماذا تفعل إن أُصيب كلبك بفيروسات بارفو؟

تختلف خيارات العلاج اعتماداً على مدى سوء الحالة العامة للكلب. غالباً ما تكون الإقامة في العيادة البيطرية ضرورية حتى يتمكن الكلب من الحصول على السوائل والمغذيات الوريدية لمعالجة التجفاف. يمكن البدء بإعطاء الأدوية المُضادة للغثيان والإقياء، وتتطلب حالات الإقياءات والإسهال المُدمى نقل الدم لتعويض ما تمت خسارته. العلاج بالصادات الحيوية أساسي نظراً لحدوث حالة من ضعف المناعة عند الكلب والتي تجعله غير قادر على محاربة أبسط الإنتانات.

تستجيب العديد من الكلاب للعلاج الطبي إذا تم البدء به باكراً، والخبر السار أن الكلاب التي تتعافى من الإصابة بفيروسات بارفو تحتفظ بمناعة وقائية مدى الحياة ضد السلالة التي أصابتها.

اقرأ أيضاً: هل تحزن الكلاب على فقدان شركائها من الكلاب الأخرى؟

كيف تقي كلبك من الإصابة بفيروسات بارفو؟

أصبح هذا المرض المعدي أقل تهديداً للكلاب بعد تطوير عدد من اللقاحات الفعالة ضد سلالات هذا الفيروس، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن فيروسات بارفو أصبحت لا تشكل أي خطر على صحة الكلاب، ولذلك ينبغي اعتبار تطعيم الكلاب ضد فيروس بارفو أمراً لا بد منه وليس خياراً. فقد أصبح الأطباء البيطريون يعطون لقاح (CPV) كجزء من اللقاح المركب الذي يشمل لقاح السل والفيروسات الغدية ولقاح الإنفلونزا والبارا إنفلونزا. يتم إعطاء هذه الحقن كل 3 إلى 4 أسابيع بدءاً من عمر 6 أسابيع، وذلك حتى يبلغ 16 أسبوعاً على الأقل. كما يوصى بإعطاء اللقاح المعزز بعد عام واحد من آخر جرعة، وإعطائه كل ثلاث سنوات بعد ذلك.