5 أسباب تفسّر كثرة نوم القطط

4 دقيقة
5 أسباب تفسّر كثرة نوم القطط
حقوق الصورة: shutterstock.com/ New Africa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مما لا شك فيه أن القطط تحب النوم، ففي كل مرة تنظر إليها تراها نائمة، سواء على السرير أو منضدة المطبخ أو فوق جهاز الحاسوب أو تحت كرسي الحديقة، إذ يبدو أنها مستعدة للنوم في كل مكان وزمان. فكيف يمكن معرفة أن كثرة نوم القطط أمر طبيعي أم أنه ناتج عن مرض أو حالة صحية ما؟ إليك ما تحتاج معرفته حول عدد ساعات نوم القطط الطبيعي وأسباب كثرة نومها ومتى يصبح الأمر إنذاراً بوجود خطأ ما.

كم ساعة تنام القطط في اليوم؟

تنام القطط كثيراً، إذ إن 50% من القطط البالغة تقريباً تنام نحو 12-18 ساعة يومياً، و40% من القطط تنام أكثر من 18 ساعة يومياً، في حين أن 5% من القطط تنام أقل من 12 ساعة يومياً. فضلاً عن ذلك، فإن عدد ساعات نوم القطط يرتبط بشيخوختها، فكلما كبرت في السن زاد عدد ساعات نومها.

اقرأ أيضاً: 7 أسباب محتملة قد تفسر مواء القطة المستمر

نمط نوم القطط

على الرغم من أن القطط تنام كثيراً، لكنها لا تنام لمدة زمنية طويلة ومستمرة، بل إن نومها متعدد الأطوار ومجزأ على فترات زمنية متعددة وقصيرة ويحدث بشكل دوري خلال اليوم، تتراوح مدة كل قيلولة منها ما بين 50 إلى 113 دقيقة، وبشكل متوسط  نحو 78 دقيقة. لكن فترات النوم هذه ليست كلها نوماً عميقاً، بل إن نحو ¾ الوقت الذي تنامه القطط يكون نوماً خفيفاً، و¼ وقت هذا النوم عبارة عن نوم عميق.

لماذا تنام القطط كثيراً؟

إذاً من الطبيعي أن تقضي القطط معظم يومها نائمة، وإليك الأسباب وراء ذلك.

نمط الحياة الشفقية

القطط مثل معظم الكائنات الحية، تخضع لمجموعة من التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية التي تتبع دورة مدتها 24 ساعة، بحيث تستجيب هذه العمليات الطبيعية للضوء والظلام. تسمى هذه التغيرات بالإيقاع اليومي أو إيقاع الساعة البيولوجية، والساعة البيولوجية هي أجهزة توقيت طبيعية في الجسم تنظِّم الإيقاع اليومي للكائنات الحية.

وبناءً على ما سبق، ومن أجل الاستجابة بشكل فعّال لمتطلبات الحياة التنافسية، تقوم الكائنات بتعديل أنشطتها مثل التغذية والنوم والحركة لتحدث في الأوقات المثلى، وبالنسبة لمعظم القطط، فهي تختبر ذروتين من النشاط؛ الأولى عند الفجر قبل شروق الشمس والثانية عند المساء مع غروب الشمس، ولهذا يشار إلى نمط حياة القطط بأنها شفقية. يفترض الباحثون أن نمط الحياة الشفقي عند القطط ناتج عن طبيعتها المفترسة، إذ تسمح لها هذه الطبيعة بأن تكون مستيقظة عند الفجر لتفترس الطيور النهارية، وعند الغسق لتفترس القوارض الليلية، ثم تنام باقي معظم الوقت المتبقي من اليوم.

قد تتساءل الآن بما أن قطتك المنزلية لا تترك المنزل أبداً، وهي لا تصيد شيئاً وإنما تضع لها وجبتها في صحنٍ أمامها، فلماذا تبقى نائمة؟ باختصار، إنها الوراثة، فالقطط كنوع من الكائنات الحية سواء كانت تنام في الشارع أو على الأريكة، جميعها متصل بالساعة الداخلية نفسها، والتي تدفعها للنوم والاستيقاظ بطريقة متشابهة. ومع ذلك، فإن القطط كائنات اجتماعية وقابلة للتكيّف بدرجة كبيرة، وهذا يعني أنها قادرة على تعديل عاداتها في النوم حتى تتمكن من قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم، وقد تقوم بتعديل أنماط نومها وفقاً لجدول إطعامها.

اقرأ أيضاً: لماذا تعض القطط أصحابها؟ وكيف تتجنبها؟

توفير الطاقة اللازمة للصيد

لدى القطط فيزيولوجية حيوان مفترس ما يجبرها على المطاردة والصيد وبشكل أساسي في الليل، فالقطط الكبيرة مثل الأسود لديها نمط مماثل من النوم أثناء النهار والصيد في الليل. وعلى الرغم من أن معظم القطط قد دجنت، فهي لا تزال تحتفظ بهذا الطابع البري، بل إن القطط المنزلية ستظهر حتى في اللعب غرائز القطط البرية المتمثلة في الزحف في الظل دون همس أو تحذير ثم الانقضاض على فريستها المستهدفة ككبة الصوف. لكن صيد الفرائس يستهلك قدراً مذهلاً من الطاقة، سواء كانت القطة تبحث عن فريسة في الهواء الطلق، أو تتعامل مع لعبة الفأر البلاستيكية، فإن كل ما تحصل عليه من النوم هو احتياطي من الطاقة اللازمة للجري والقفز والتسلق والمطاردة.

اقرأ أيضاً: لماذا تخرخر القطط؟

الملل والأيام الممطرة

قد تكون كثرة نوم القطط ناتجة عن شعورها بالملل، فعندما لا تجد القطة ما تفعله ستنام في معظم الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، يتأثر سلوك القطط بالطقس؛ إذ على الرغم من أن سلوك القطط يختلف اختلافاً كبيراً بناءً على سلالاتها وعمرها ومزاجها وصحتها العامة، فهي وبغض النظر عن تصرفاتها المعتادة قد تنام أكثر عندما يستدعي الطقس ذلك. إذ حتى ولو كانت القطة تسكن داخل المنزل حصراً، فإن يوماً ممطراً وبارداً سيجعلها تتثاءب وتبحث عن وقت إضافي للنوم.

الشيخوخة

تميل القطط للنوم أكثر كلما كبرت في السن، ويزداد وقت النوم عاماً عن عام وخصوصاً بعد سن الـ11 عاماً، كما تصبح أقل نشاطاً وقد تواجه صعوبة في التجول في المكان كما اعتادت سابقاً.

اقرأ أيضاً: كيف تقلِّم أظافر قطتك بأقل ضرر ممكن؟

وجود حالة صحية أو مرض ما

لا يمكن القول إن كثرة نوم القطط تدل على وجود مشكلة صحية أو حالة صحية طارئة عند القطط، فكل ما يتعلق به الأمر هو معرفة الأنماط الطبيعية لنوم القطة، ومعرفة متى يتغير هذا النمط بشكل كبير، فإذا بدأت القطة في النوم أكثر أو أقل بكثير مما هو معتاد بالنسبة لها، فقد يعني هذا وجود مشكلة صحية ما. فالقطط التي تبدأ في النوم أكثر من المعتاد قد تكون قطة مريضة أو تعاني من الألم، في حين أن القطط التي تنام أقل من المعتاد قد تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية أو حالات أخرى.

قد تنام القطة كثيراً وينخفض مستوى نشاطها ويقظتها بشكل كبير وغير طبيعي نتيجة الإصابة بمرض أو حالة صحية، ما وهو ما يُدعى بالخمول، وحالة الخمول تختلف عن حالة التعب العادية؛ فالتعب العادي حالة مؤقتة تزول بعد الحصول على الراحة أو النوم، في حين أن الخمول يستمر حتى بعد الراحة أو النوم في حال لم يُعالج السبب. ومن الأسباب التي تؤدي إلى الخمول:

  • العدوى.
  • الألم.
  • التطعيم.
  • نقص السكر في الدم.
  • فقر الدم.
  • أمراض القلب.
  • أمراض الجهاز التنفسي.
  • أمراض الكبد والكلى.
  • خلل في الهرمونات.
  • التسمم.
  • مشكلات الجهاز الهضمي.
  • اضطرابات التغذية.
  • مشكلات المسالك البولية السفلية.
  • الأمراض المناعية والالتهابات.
  • الاضطرابات العصبية.

ختاماً، يمكن القول إن كثرة نوم القطط أمر طبيعي محكوم بطبيعتها البرية التي لا تزال تحتفظ بجزء منها، لكن وحين يتغير نمط نومها فجأة أو يترافق مع انخفاض في النشاط واليقظة، فلا بُدّ حينها من استشارة الطبيب البيطري.