قطّة قادرة على استخدام المرحاض. يبدو هذا وكأنه حلمٌ إلى حد ما. لا حاجة لتنظيف صندوق الفضلات مرتين يومياً بعد الآن، ولا حاجة حتى لامتلاك صندوق للفضلات. إذاً وبشكل مفهوم، ظهر تدريب القطط على استخدام المرحاض في أوائل العقد الماضي، وادّعت بعض المنتجات مثل «ليتر كويتر» أنها تعوّد القطط على هذا خلال 6 أسابيع.

تدريب القطط على استخدام المرحاض

تتضمن معدات التدريب لمنتجات ليتر كويتر قرص «دي في دي» تعليمي تُشرح فيه آليّة عمل ثلاثية الخطوات، وثلاثة أقراص بلاستيكية متّحدة المركز تُركّب على كرسي المرحاض، وتُغطّي في المرحلة الأولى حوض الكرسي بالكامل.

يمكن تغطية الأقراص بالتراب الممتص الخاص بالقطط لتعويد القطة على الموقع. يُزال القرص الداخلي (الأقرب إلى المركز) مرة كل أسبوعين، وهكذا حتى تصبح القطة قادرة على قضاء حاجتها في حوض كرسي المرحاض. تُشيد الشركة المنتجة بالآلية للغاية، وتُفيد: «ستتعلم قطتك قضاء حاجتها مباشرة في الكرسي وهي تستند متوازنةً بأطرافها الأربع عليها ومؤخرتها فوق الحفرة».

هل تلك العملية آمنة للقطط؟

مع ذلك، بقدر ما يبدو تعليم القطط على استخدام المرحاض ظريفاً، فهو ليس أمراً بسيطاً، وقد يكون أيضاً ضاراً بصحة القطط. إليك بما يقوله خبراء سلوك القطط حول عملية التدريب المثيرة للجدل هذه.

يقول جاكسون جالاكسي؛ خبير في سلوك القطط ومضيف برنامج «ماي كات فروم هل» على قناة أنيمال بلانيت: «هذه الفكرة غير معقولة، إنها تتمثّل بتغيير طبيعة القطط لتتناسب مع استخدامات البشر».

ترتكز فلسفة جالاكسي -والذي يعمل مع القطط من 25 سنة- على احترام والحفاظ على غرائز القطط الطبيعية. يتضمن هذا وقوف القطط فوق مادة ترابية القوام وقضاء حاجتها ودفن الفضلات. حرمان القطط من استخدام صناديق الفضلات يعكس عجز المالك عن التّكيّف مع طبيعة القطط، وقد يولّد بعض المشاكل الصحية والسلوكية على المدى البعيد. يقول جالاكسي: «هذا سلوك غير طبيعي بحق بالنسبة للقطط. أن تجلس بشكل غير مستقر فوق كرسي المرحاض لتقضي حاجتها».

ماذا لو وقعت القطة في كرسي المرحاض؟

دعنا من المزاح. تفيد ليسا ستيمكوسكي؛ استشارية في سلوك القطط تعمل في واشنطن العاصمة، أن سقوط القطة لمرة واحدة فقط يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى. إذ تقول: «هذا حدث صادم لأنها ستصاب بالبلل، إنه مرعب بالنسبة لها»، حتى لو كانت القطط مدربّة على استخدام المرحاض، فالتوتر المرتبط بهذا السلوك يمكن أن يسبب اضطرابات عقلية، ونفور من استخدام المرحاض وصندوق الفضلات على حد سواء، خصوصاً إذا وقع الحادث دون وجود أي أحد في المنزل.

وفقاً لستيمكوسكي؛ يمكن أن تظهر مشاكل صحية أيضاً على القطط بشكل تدريجي إذا استخدمت المرحاض بشكل مستمر. تفحُّص فضلات القطط هو أحد أكثر الطرق فعالية في كشف الأمراض والحالات الصحية بشكل مبكّر. فحص واحد لصندوق الفضلات يبيّن العديد من المشاكل. غياب التبوّل يمكن أن يشير إلى التهاب في المجاري البولية، أو انسداد إحليلي أو حتى مرض السكري، بينما قد يشير الإسهال أو الإمساك لوجود مشاكل مُستَبطِنة. إذا كانت فضلات قطتك تُشطف أسفل المرحاض، فيمكن ألّا تُلاحَظ العلامات المهمة السابقة.

اقرأ أيضا:

وفقاً لميكل ديلغادو؛ عالمة في السلوك الحيواني وزميل في دراسات ما بعد الدكتوراه في مدرسة الطب البيطري في جامعة كاليفورينا، ديفيس؛ يمكن أن تمتنع القطط التي أجبرت على استخدام المرحاض عن التبوّل. ستَحصر القطط بولها لأطول فترة ممكنة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل صحية بسبب عدم طرح البول عند الحاجة. حصر البول طويل المدى يمكن أن يؤدي إلى تلف في المثانة، والتهابات في المجاري البولية، وحتى إلى تلف في الكلى.

أضف على ذلك أنه يمكن أن يزدحم الحمام أحياناً، خصيصاً في البيوت المكتظة والنشطة. أي أحد يمتلك قطة يعرف أنها لن تنتظر دورها بالدخول إلى الحمام بطريقة مهذبة. تقول بيشينس فيشر، استشارية في سلوك القطط تعمل في بيتسبرغ، بنسلفانيا: «إذا كان مقعد المرحاض مرفوعاً، أو باب الحمام مغلقاً، أو إذا كان أحد آخر يستخدم المرحاض، ستجد القطة مكاناً آخر.

أرض الحمام، أو حوض الاستحمام، أو أي نقطة أخرى في المنزل، كلها خيارات محتملة. تبنّى أحد العملاء السابقين لستيمكوسكي قطةً بالغة تدربت سابقاً على استخدام المرحاض. بعد دخولها إلى منزل جديد، عانت القطة بالتكيّف مع استخدام صندوق الفضلات، واستمرت بالتبوّل في المرحاض وفي كل أرجاء الحمام. تقول ستيمكوسكي: «يمكن أن يكون هذا مربكاً وموتّراً للقطط،». تدّعي ديلغادو -التي تعمل أيضاُ كمستشارة في السلوك الحيواني- أنها غير مستعدّة للعمل مع عميل تعاني قطته من مشاكل بولية إلا إذا ابتاع صندوقاً للفضلات. وتقول: «أشعر أن هذا من أكثر الأشياء التي يمكن أن تفعلها للاهتمام بقطتك».

يقول جالاكسي: «إذا كنت لا ترغب ببساطة في تنظيف صندوق الفضلات، فلا تربّي قطة، تتطلب القطط القليل منّا مقارنة بالكلاب مثلاً. وامتلاك مكان مناسب لإخراج الفضلات هو أحد هذه المتطلبات».

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً