دفاعاً عن هذه الكائنات اللطيفة: هل تسبب القطط العقم والإجهاض حقّاً؟

دفاعاً عن هذه الكائنات اللطيفة: هل تسبب القطط العقم والإجهاض حقّاً؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

للقطط سمعة سيئة فيما يتعلق بصحة النساء، لاسيما الإنجابية منها، فمن الاعتقادات الشائعة حول العالم أن القطط تسبب العقم أو الإجهاض، فما حقيقة هذه الاعتقاد، وما الدليل العلمي عليه؟

في الحقيقة ليس هناك دليل علمي يثبت أن القطط تسبب عقماً للنساء، ولكن تحمل القطط طفيلياً يمكنه أن يتسبب بداء المقوسات للمرأة الحامل ما قد ينتهي بالإجهاض أو بمضاعفات صحية للمولود. ولكن أيضاً ليست القطط الوسيلة الوحيدة لالتقاط هذه الطفيلي.

اقرأ أيضاً: لماذا يخاف بعض الناس من القطط؟

داء المقوسات: ما سببه؟ وكيف ينتشر؟

هو مرض يتسبب به طفيلي “التوكسوبلازما جوندي” (Toxoplasma gondii)، وهو كائن وحيد الخلية يصيب معظم الثدييات. عندما تصاب القطط بالطفيلي فإنها تصاب بالعدوى لمرة واحدة، ثم تكتسب مناعة ضده، لذا من النادر أن تصاب به مرة ثانية.

يشيع الطفيلي بين القطط، وينتقل إليها عن طريق لحوم طرائدها من قوارض وطيور مصابة به. وعلى الرغم من أنها نادراً ما تتأثر به، إلا أنها في حال إصابتها يمكنها إفراز بويضات الطفيلي مع برازها، وبالتالي يمكن أن تصل العدوى لمالكي هذه الحيوانات من البشر. وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أصيب نحو 40 مليون أميركي بداء المقوسات في مرحلة ما من حياتهم، على الرغم من عدم ملاحظة الأعراض، لأن الجسم السليم قادر على محاربة العدوى.

أعراض الإصابة بعدوى داء المقوسات من القطط

غالباً ما تتسبب العدوى بأعراض ظاهرية خفيفة في شدتها على الإنسان الطبيعي السليم، مثل:

  • الضعف العام.
  • صداع.
  • ألم في العضلات.
  • حمى.
  • انتفاخ الغدة الدرقية.

أما بالنسبة للإنسان الذي يعاني من مشاكل في الجهاز المناعي، فقد تزداد الأعراض خطورة لتصل إلى:

  • صعوبة في الرؤية وضبابية.
  • الالتباس والتشويش.
  • صعوبة في المشي المتوازن.
  • مشكلات في التنفس.

كيف تؤثر التوكسوبلازما على الجنين والمولود الحديث؟

بالنسبة للمرأة الحامل، لدى قيامها بتنظيف صندوق فضلات قطة مصابة بالعدوى الطفيلية، سينتقل الطفيلي إلى يديها، وفي حال ملامسة وجهها وفمها قبل تنظيف يديها جيداً من بقايا فضلات القطة، ستنتقل العدوى إليها من بويضات الطفيلي الموجودة في البراز، وبالتالي تعرّض جنينها لخطر انتقال العدوى إليه عبر المشيمة، والإصابة بمشكلات لدى ولادته أو لاحقاً في حياته.

بالنسبة للجنين، أو المولود حديث الولادة، يمكن أن يتسبب الطفيلي بالتهابات خطيرة في العين، أو تلف للدماغ، أو قد يودي بحياة الجنين مسبباً الإجهاض. في حين قد يحمل بعض الأطفال العدوى دون أن تظهر عليهم أية علامات أو أعراض في البداية، لأشهر أو سنوات، لكنهم سيعانون في مراحل عمرية متقدمة من أعراض خطيرة، مثل:

  • العمى أو مشكلات في الرؤية.
  • تورم الغدد.
  • اصفرار الجلد والعينين
  • انتفاخ في البطن.
  • فقدان للسمع.
  • صعوبات في التعلم.
  • نوبات صرع.
  • الإعاقة الذهنية.

ما هي طرق انتقال عدوى المقوسات إلى المرأة الحامل؟

تنتقل عدوى الطفيلي للإنسان من إحدى الطرق التالية:

  • الملامسة المباشرة لبراز القطط، أو غير المباشرة كما في ملامسة التربة أو الحشرات التي لامست برازها.
  • تناول اللحوم المصابة بالعدوى وغير المطبوخة جيداً.
  • لمس اللحوم النيئة الحاملة للفيروس ثم ملامسة الفم.
  • بشكل نادر الحدوث رغم إمكانية حدوثه، يمكن وصول العدوى عن طريق نقل دم من شخص مصاب، أو بعد زرع عضو من شخص مصاب.

فرص إصابة القطط بداء المقوسات ونقل العدوى للمرأة الحامل

تزداد احتمالية إصابة المرأة الحامل بعدوى داء المقوسات، بوجود أحد العوامل التالية:

  • القطط الخارجية غير المنزلية، نظراً لأن العدوى قد تصل إلى القطط عن طريق وسيط خارجي كالطيور والقوارض، أو القطط التي يغذيها أصحابها على اللحوم النيئة عوضاً عن طعام القطط الجاهز. 
  • لدى إصابة القطط بالعدوى في المرة الأولى، تُفرز بويضات الطفيلي لمدة أسبوعين فقط.
  • بعد إصابة القطط لأول مرة فإنها نادراً ما تصاب به مرة ثانية، لذلك غالباً ما تصاب به القطط الصغيرة، وتقل فرص نقلها للعدوى كلما تقدمت بالعمر.
  • على الرغم من إفراز القطط للبويضات المعدية مع برازها، إلا أن هذه البويضات لا تصبح معدية إلا بعد خمسة أيام، لذا تقل فرص الإصابة بالعدوى لدى التخلص اليومي من صندوق فضلات القطط.
  • في حال الغسل الجيد لليدين بعد تنظيف  صندوق فضلات القطط، تقل فرص ابتلاع البويضات ووصولها إلى الجهاز الهضمي.

اقرأ أيضاً: فيروس الكاليسي للقطط: من العدوى حتى العلاج

كيف تحمي المرأة الحامل نفسها وطفلها من داء المقوسات؟

باتباع بعض الاحتياطات والتعليمات يمكن للمرأة أن تحمي نفسها من الإصابة بداء المقوسات، ومن نقله إلى جنينها، على سبيل المثال:

  • تجنب تنظيف صندوق فضلات القطط قدر المستطاع، وإسناد المهمة لأفراد آخرين. وفي حال عدم توافر شخص آخر لتنظيفه، يمكنها ارتداء قفازات لتجنب التماس المباشر، ثم التخلص من القفازات والغسيل الجيد بالماء والصابون.
  • التنظيف اليومي لصندوق فضلات القطط، تجنباً لوصول البويضات إلى المرحلة المعدية بعد خمسة أيام.
  • تجنب إطعام القطط اللحوم النيئة أو غير المطهية جيداً، واستبدالها بالطعام التجاري الخاص بالقطط والمجفف.
  • تجنب القطط غير المنزلية، وإبعاد القطة المنزلية الخاصة عن الخارج.
  •  تغطية صناديق مخلفات القطط تجنباً لملامسة الحشرات أو جسم آخر لها.
  • ارتداء القفازات أثناء عمليات البستنة لتجنب ملامسة التربة والنباتات الملوثة ببراز القطط، ثم غسل اليدين جيداً.
  • طهي اللحوم جيداً عند درجة حرارة عالية بما يكفي للقضاء على طفيلي التوكسوبلازما.

اقرأ أيضاً: الحقيقة وراء طعام الكلاب والقطط

إذاً، في حال الإصابة بعدوى داء المقوسات قبل الحمل، يمكن للمرأة أن تنقل مناعتها للجنين أيضاً، لذا عادة ما يوصي الأطباء بالانتظار لفترة ستة أشهر بعد الإصابة بداء المقوسات قبل الحمل. في حال الإصابة به لأول مرة خلال الحمل، لا بد من مراجعة مقدم الرعاية المختص لمناقشة خيارات العلاج المتاحة. بالنسبة للقطط فليس هناك من داع للتخلص منها طالما تم اتباع التحذيرات واتخاذ الاحتياطات اللازمة.