كيف تخطط للعام الجديد بطريقة واقعية تحقق أهدافك؟

4 دقيقة
كيف تخطط للعام الجديد بطريقة واقعية تحقق أهدافك؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/TippaPatt
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع اقتراب بدء العام الجديد، تصبح كل الأشياء التي أحبطتك العام الماضي لا تهم الآن، ولا توجد أمامك سوى قائمة فارغة تماماً من الأيام تنتظرك للتخطيط لها. الاحتمالات كثيرة للغاية ومتنوعة، فاختر ما يناسبك منها وضع العناوين العريضة لما ترغب في تحقيقه هذا العام منذ الآن، وستكون شاكراً في نهاية العام القادم لنفسك. 

وتحقيقاً لهذه الغاية، نقدم لك في هذا المقال بعض الأفكار لمساعدتك في التخطيط العملي لعامك الجديد.

قبل كل شيء هل تم تقييم تخطيطك للعام السابق؟

أول خطوة يجب عليك التأكد منها هي تقييم ما نجح وما لم ينجح العام الماضي، والبحث فيما إذا كانت المشكلة ناجمة عن ضعف الالتزام أو سوء التخطيط، إذ يُساعدك إنشاء قائمة بما تم تحقيقه بمراجعة إنجازاتك بشكل منهجي، وبهذه الطريقة لن يفوتك أي شيء، وبناءً على تحديد سبب عدم إنجازك بعض المهام، تستطيع تحديد المشكلة وعلاجها وإجراء تغييرات فعّالة من شأنها إحداث تأثير إيجابي أكبر.

اقرأ أيضاً: سبع تطبيقات تساعدك على تنظيم حياتك

ما الركائز التي يجب النظر إليها عند التخطيط للعام الجديد؟

إيلاء الاهتمام لأساسيات الحياة هو مفتاح نجاح التخطيط، والابتعاد عن تشتيت الاهتمام والجهود في التخطيط للثانويات التي لا تساعدنا في تحقيق أهدافنا في الحياة، لكنها تستهلك جهودنا التي كان من المفترض أن تُبذل في سبيل أولوياتنا. ومن الركائز الأساسية التي يجب أن توليها الاهتمام الأكبر عند التخطيط للعام الجديد نذكر التالي.

وضع أهداف واضحة

تحتاج إلى تحديد أهدافك بوضوح وعليها أن تتصف بالواقعية وبأنها قابلة للتنفيذ. فعلى سبيل المثال، بدلاً من وضع هدف “تنظيم المطبخ بالكامل وإبقائه منظماً” يمكنك تعديله إلى “تخزين أدوات المطبخ بطريقة تساعدك في الحفاظ عليها منظمة”، فعلى الرغم من أن كلا الهدفين يصبان في نفس الخانة، فإن وضع هدف بسيط يجعله أكثر قابلية للتحقيق.

دراسة الميزانية

دراسة معاشك الشهري ونفقاتك الشهرية بدقة تجنّبك قضاء آخر أيام الشهر وأنت تلوم نفسك كيف فاتك هذا وذاك. من جهة أخرى، لا نعني بالميزانية تحديد نفقاتك وحسب، بل تشمل أيضاً وضع “حدود” تخص جوانب حياتك كافة، من تحديد وقتك ومساحة التخزين الخاصة بك إلى تحديد طاقتك العاطفية والاجتماعية، فعندما تعي ما هي حدودك بوضوح ستنجح بشكل أكبر في عدم تجاوزها، الأمر الذي يجنبك وضع خطط بديلة. فعلى سبيل المثال، أنت تحترم حدودك العاطفية عندما تعلم كيف تقول “لا” الخاصة بك التي تُعيد إليك وقتك وطاقتك التي قد يستهلكها قول “نعم” لأمور لا تتناسب مع أهدافك في الحياة. 

تحديد الأولويات

أهم ما تحتاجه قبل البدء في التنظيم هو وضع مجموعة أولوياتك لهذا العام، الأمر الذي يُسهّل عليك تنظيم أشهر عامك وتحديد ما هو مهم بالنسبة لك وترك ما هو غير مهم ليستقر أسفل قائمة اهتماماتك. فإذا كان التخرج هدفك لهذا العام، عليك تنظيم ساعات عملك وتأجيل بعض اللقاءات الاجتماعية والتركيز على الاهتمام بصحتك وتغذيتك، أما إذا كنت تخطط للسفر العام المقبل، فالتسجيل في أحد صفوف اللغة والمشاركة في الاجتماعات التي تتضمن التحدث بلغات مختلفة هو ما يهمك لتحقيق ما ترغب فيه.

اقرأ أيضاً: لنتعلم التنظيم من السناجب

نصائح تساعد في التركيز على تحقيق الأهداف التي خططت لها

بعد أن أصبحت لديك فكرة عما تحتاج إلى تنظيمه، حان الوقت لعرض بعض النصائح والأدوات اللازمة لجعل مخططاتك تتحقق، ومن أهمها نذكر:

  • التخطيط للعام المهني والشخصي بشكل منفصل: قد ترغب في وضع خطة واحدة للعام المقبل تتضمن كلاً من حياتك المهنية والشخصية، إلا أن الحفاظ على الخطط منفصلة أفضل؛ فأهداف العمل مختلفة تماماً عن أهدافك الشخصية التي ترغب في تحقيقها مع عائلتك وأصدقائك، ووضعها جنباً إلى جنب قد يكلفك عدم تحقيق ما تتوقعه بالشكل الذي ترغب فيه.
  • مراجعة العام الماضي كل فترة: لا شك أن هناك انتصارات وأخطاء وتجارب حدثت العام الماضي ولكنك تفضل تذكرها في عامك الجديد لأنها نمّت من مهاراتك وأغنت تجاربك ودفعتك إلى الأمام.
  • كتابة التواريخ المهمة: إذا كنت ممن يفضل تنظيم عامه الجديد باستخدام تقويم أو مفكرة أو باستخدام أحد التطبيقات، فاحرص على كتابة تواريخ الأيام المهمة ومواعيد الاجتماعات والمواعيد النهائية التي تعرفها للعام المقبل، إذ يساعدك هذا بشكل كبير في عدم تفويتها وفي التجهيز لها بشكل جيد.
  • تحديد العقبات التي قد تواجهك: ضع في اعتبارك العقبات المحتملة لمخططك لهذا العام، فالدراية الجيدة بها تجعلك أكثر جاهزية للخطة البديلة، فوضع الخطط البديلة يساعد في خلق بعض راحة البال في حال لم تنجح أول مرة، وتجنّبك الغرق في التثبيط وغياب العزيمة.
  • إنشاء قائمة بالمهام التي يتوجب عليك “عدم” القيام بها: لا تتعلق النصائح بقائمة المهام التي يجب القيام بها فقط، وإنما بتلك التي لا تريد القيام بها والتي تمنعك من زيادة الإنتاجية، فتجنب القيام بها يجعلك أكثر كفاءة ويوفر لك المزيد من الوقت كل يوم.
  • إنشاء روتين خاص بك: قم بإضافة العادات التي تُقربك من أهدافك إلى قائمة المهام اليومية الخاصة بك لتتذكرها طوال العام، ففي حال كنت ترغب بإنقاص وزنك هذا العام يمكنك وضع ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة صباحاً وشرب الماء كخطوات أولى في روتينك.

اقرأ أيضاً: كيفية إنشاء وتنظيم قوائم المشاهدة الخاصة بك على أي منصة بث

  • عدم إهمال الوقت الخاص بك: لا تكن الشخص الذي يتفاخر بعدد أيام الإجازة التي تراكمت عليه لأنه لم يأخذ يوم عطلة لمدة 15 عاماً، فالإجهاد والإرهاق الناتجان عن العمل المستمر ليسا مفيدين لك ولا يزيدان من إنتاجية العمل. ومن المهم أن تحرص على أخذ بعض الوقت الخاص بك كل حين وآخر للتركيز على صحتك الجسدية والنفسية وللاحتفال بالانتصارات الصغيرة التي تحققها يومياً.
  • ضبط ردود الأفعال: ذكر نفسك كل يوم أن ردود أفعالك هي التي تُحدد كل شيء، فالحياة ليست وردية وتتخللها أخبار ومواقف لا تسر، إلا أن الطريقة التي تختارها للسماح للمنغصات بالتأثير على سلوكك هي التي تغيّر الطريقة التي تتعامل بها مع كل مهمة وكل شخص تقابله. وأهم قرار يمكنك اتخاذه هذا العام هو أن تكون إيجابياً ومتفائلاً ومنفتحاً ومرناً، ففي الوقت الذي لا يمكنك فيه التحكم في أحداث عامك يمكنك التحكم في ردود أفعالك والذي له التأثير الأكبر.

ختاماً، لا يوجد شعور يضاهي اللحظة التي تُنهي فيها التخطيط لعامك الجديد وأمامك مستقبلٌ مليءٌ بالاحتمالات، علينا أن نعي أن التخطيط للعام الجديد لا يعني الالتزام الصارم بالتفاصيل بل يجب أن نمنح أنفسنا أيضاً حق ارتكاب الأخطاء واغتنام الفرص وقول لا لما لا نرغب بالقيام به في بعض الأحيان، مع المحافظة على البقاء منظمين، وأن نعي حدودنا لأن مفتاح النجاح يكمن في ذلك.