حظر الهواتف المحمولة في مكان العمل قد يؤدي إلى تعريض الموظفين للخطر

حظر الهواتف المحمولة
حقوق الصورة: ديبوزيت فوتوز.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن للهواتف المحمولة في مكان العمل أن تكون مصدر إلهاء، لكنها بالمقابل قد تنقذ حياتك أيضاً.

بعد الإعصار المدمر الذي دمر مستودع أمازون في إدواردسفيل في إلينوي في 10 ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، والذي أسفر عن مصرع 6 موظفين، تقوم شركة أمازون حالياً بمراجعة سياستها المتعلقة بحظر استخدام الهواتف المحمولة أثناء العمل.

قبل جائحة كوفيد-19، كانت شركة أمازون تطلب من موظفيها ترك هواتفهم المحمولة في المنزل أو في سياراتهم قبل دخول مكان العمل. لكن هذه القيود خُففت أثناء الجائحة، وكان من المقرر إعادة العمل بها بدءاً من بداية العام القادم. ذكرت أمازون أن الحظر لم يكن ساري المفعول في المصنع وقت حدوث الإعصار، لكن بعض الموظفين أفادوا بأن أمازون كانت قد فرضت هذه القيود في أماكن أخرى.

حظر الهواتف المحمولة والسلامة الشخصية

قال بعض الموظفين في مستودع أمازون في مقابلات مع قناة بلومبيرج أن الوفيات التي نجمت عن الإعصار تسلط الضوء على الحاجة إلى الوصول إلى الهاتف في حالات الطوارئ للحصول على معلومات حول العواصف المهددة للحياة، أو للمساعدة في توجيه رجال الإنقاذ إلى الأماكن التي قد يكون الناس محاصرين فيها على سبيل المثال.

وقد قال أحد الموظفين: «سأستقيل من الشركة إذا ما فرضت الشركة سياسة عدم استخدام الهواتف المحمولة في مكان العمل».

ليست هذه هي المرة الأولى التي تبرز فيها مسألة حظر الهواتف المحمولة في مكان العمل بصفتها أحد المخاوف المتعلقة بالسلامة. فقد واجهت الشركة تساؤلاتٍ حول الفائدة من حظر الهواتف المحمولة بعد إطلاق نار جماعي في أحد مراكز «فيديكس» في إنديانابوليس في أبريل/نيسان من عام 2021 فإذا لم يكن لديك هاتف محمول في متناول اليد، لن تكون قادراً على تزويد السلطات بمعلومات مهمة حول موقع مطلق النار النشط في مثل هذه الحالة.

بصفتي خبيراً في قانون العمل، أعلم أن الحظر المفروض على الموظفين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة أمر شائع نسبياً في أماكن العمل مثل المصانع والمزارع وسلاسل الوجبات السريعة. في الحقيقة، قواعد صاحب العمل هذه قانونية، وليس بمقدور الموظفين فعل الكثير بشأنها.

في أماكن العمل في الولايات المتحدة، صاحب العمل هو المدير ومن يتحكم في ظروف عملك، وبالتالي على الموظفين أن يلتزموا بقواعد صاحب العمل. وفي هذا السياق، يتبنى أصحاب العمل حظر الهواتف المحمولة لعدد من الأسباب، بما في ذلك التأثير السلبي المحتمل لاستخدامها على الإنتاجية والأمن والخصوصية.

لا يمنع القانون حظر استخدام الهواتف المحمولة في أماكن العمل ولكن..

من ناحيةٍ أخرى، هناك بعض القوانين التي تحدد ما يمكن لصاحب العمل فرضه من قيود. على سبيل المثال، يحد قانون «معايير العمل العادل» من قدرة أصحاب العمل على تقييد الأنشطة الشخصية لموظفيهم الذين يتقاضون أجرهم بالساعة، بما في ذلك استخدام الهواتف المحمولة في الوقت الذي يعتبره صاحب العمل «غير متعلق بالعمل». إذا قام صاحب العمل بتقييد الأنشطة الشخصية مثل استخدام الهاتف الخلوي أثناء فترات الراحة أو استراحات الغداء مثلاً، يجب عليه احتساب هذا الوقت على أنه «وقت عمل» وكعملٍ إضافي مأجور.

لكن لا يوجد قانون يمنع صاحب العمل من حظر استخدام الهاتف أو حيازته أثناء وقت العمل الفعلي أو في منطقة العمل النشطة. في الواقع، يمكن لصاحب العمل تحديد الكثير من الأشياء التي يمكنك إحضارها إلى منطقة العمل. قد يشترط صاحب العمل أنه لا يمكنك إحضار مسدس أو مجوهرات أو تلفزيون إلى منطقة العمل على سبيل المثال، وأي انتهاكٍ للشروط التي يفرضها سيقابلها إجراءاتٌ تأديبية قد تصل إلى طردك من العمل.

يحدد قانون علاقات العمل الوطني إلى أي مدى يمكن لصاحب العمل تقييد استخدام الهاتف الخلوي في مكان العمل في ظروف معينة. وقد ناقش المجلس الوطني لعلاقات العمل حق أصحاب العمل في حظر الهواتف المحمولة في مكان العمل مؤخراً بصفته الوكالة المسؤولة عن تفسير القانون. وفي حكمٍ صدر عام 2020، أيد المجلس القواعد التي فرضتها شركة «كوت بافريج» للمياه المُعبأة، والتي تنص على تقييد استخدام وحيازة الهواتف المحمولة.

وقد وافق مجلس الإدارة على تلك القواعد لأن الشركة لم تمنع الموظفين من وضع هواتفهم المحمولة في خزائنهم أو استخدام هواتفهم في مناطق غير مخصصة للعمل مثل غرف الاستراحة وخارج أوقات العمل الفعلية. يرى المجلس أن الحظر الكامل على الهواتف المحمولة ينتهك القانون الوطني لعلاقات العمل، لأن ذلك من شأنه أن يضعف قدرة الموظفين على المشاركة في النقابات والنشاطات التنظيمية ذات الصلة.

هناك القليل من المسوحات حول نسبة الموظفين الأميركيين الخاضعين لقيود الهواتف المحمولة. ولكن من ملاحظتي، فإن مثل هذه القيود تؤثر عموماً على عمال المصانع أو غيرهم ممن يتقاضون أجرهم بالساعة أكثر من تأثيرها على الموظفين المكتبيين.

ومع ذلك، فإن الآثار المدمرة لعاصفة إدواردسفيل ستضغط على أصحاب العمل للسماح للموظفين بالاحتفاظ بهواتفهم المحمولة، حتى لو كان ذلك من أجل سلامتهم الشخصية فقط.