4 خرافات مميتة حول مهارات البقاء في البرية

مهارات البقاء
حتى لو كنت تعرف كيفية اصطياد الطرائد البرية، فقد تكون عرضة لارتكاب أخطاء البقاء. حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كنت من محبي قضاء الكثير من الوقت في الطبيعة، فلا بد أنك تساءلت كيف ستتصرف في السيناريوهات التي تتطلب مهارات بقاء حقيقية. هل يمكنك جمع وتناول ما يكفي من الطعام؟ هل يمكنك بناء ملجأ قوي يحميك من أحوال الطقس القاسية؟ هل يمكنك إشعال النار عند هطول المطر بغزارة؟ هذه هي المهارات التي يجب أن يمتلكها أي شخصٍ يحب الرحلات الخارجية. ولكن هناك العديد من الخرافات حول طرق البقاء بقدر المهارات الموجودة في هذا المجال، وقد يؤدي الأخذ بهذه الخرافات على محمل الجد إلى كارثةٍ حقيقية. فيما يلي أربع من هذه الخرافات، وما يمكنك تعلمه منها للتعامل مع أي شيء قد تواجهه في البرية.

الخرافة الأولى: يمكنك العيش على أطعمة البقاء الطبيعية!!

عندما تقرأ عن الأطعمة البرية القابلة للأكل في كتب البقاء، ستجد شروحاً عن كيفية جمع اللحاء الداخلي للأشجار أو كيفية غلي (وإعادة غلي) درنات الزنبق وملفوف الظربان حتى تصبح مستساغة، ستتعلم أيضاً إن إبر الشوكران صالحة للأكل، بالإضافة إلى كيفية طهي القواقع وتناولها وما إلى ذلك.

تعتبر هذه الأطعمة «أطعمة بقاء»، لأنه من غير المرجح أن تتناولها في الأحوال العادية. والخرافة في هذا الصدد أنه يمكنك البقاء لفترة طويلة من الزمن بالاعتماد عليها. لكن الحقيقة هي أنك إذا كنت تتناول «أطعمة البقاء» فقط، فستبدأ في الشعور بالمرض والضعف بعد يوم أو يومين. (بعض هذه الأطعمة لا تحتوي سوى على القليل من السعرات الحرارية، ويقترب محتوى بعضها من الصفر، ما يجعل تناولها بلا فائدة».

ولكن ذلك لا ينفي حاجتك إلى تعلم ما تستطيع حول الأطعمة الصالحة للأكل في البرية، لأنه في سيناريو البقاء الفعلي، سيكون عليك البحث عن الطعام في مرحلة ما. عليك أن تدرك فقط أنه لا يمكنك البقاء على قيد الحياة اعتماداً على هذه الأطعمة.

الخرافة الثانية: يمكنك إكمال مشاريع البقاء بوتيرة طبيعية

فصل آخر ممتع ستجده في أي كتاب للبقاء على قيد الحياة هو الفصل الخاص بمشاريع البقاء، حيث يمتلئ برسومات الفخاخ البدائية وتصاميم حفر النار والملاجئ المختلفة. عندما تنظر إلى هذه المشاريع، قد تعتقد أنه يمكنك تنفيذها جميعاً في مواقف البقاء. لكن ذلك غير صحيح.

تكمن الخرافة في حقيقة أننا لا نعرف كم من الوقت يستغرقه جمع الإمدادات والتقاط الطعام والبحث عنه (ثم تنظيف طعامك)، بالإضافة إلى قطع الأخشاب وطهي وتناول عدد مستدام من السعرات الحرارية كل يوم. بعد الانتهاء من كل هذا العمل، لن يكون لديك سوى بضع ساعات في نهاية اليوم للعمل في مشاريع البقاء مثل بناء الملاجئ أو نصب الفخاخ. في الواقع، يمكن أن يستغرق نفس المشروع الذي يمكنك تنفيذه في غضون يومين في المنزل- عندما يمكنك الوصول بسهولة إلى الأدوات والطعام الذي يمدك بالطاقة أثناء العمل- أسبوعين في الطبيعة.

الدرس هنا هو التركيز. ستحدد الملاحظة الدقيقة للموارد في بيئتك ما هو ممكن وما هي الأشياء الأكثر أهمية لقضاء وقتك فيها. ولقرارك في هذا الصدد أهمية بالغة، وقد يعني الفرق بين الحياة والموت.

الخرافة الثالثة: عندما تصطاد طريدةً كبيرة، فإنك حصلت على الطعام

في الحقيقة، لا يمكن لجسمك هضم البروتين بدون دهون، ويمكن أن تصاب بالتسمم بالبروتين بدونه. تُدعى هذه الحالة «جوع الأرانب» أو جوع الدهون الشديد، وهي تسميات عامية شائعة للتسمم بالبروتين.

في الأساس، وبغض النظر عن عدد الأرانب أو القواقع أو البطلينوس أو كميات لحم الغزال التي تأكلها، لا يزال هناك احتمال للموت جوعاً لأن الجسم لا يستطيع هضم كل هذا البروتين بدون دهون. وذلك أحد الأسباب الرئيسية التي سمحت للسكان الأصليين في أميركا الشمالية بالبقاء لفترة طويلة بسبب تغذيتهم على حيوانات القندس التي تكتنز لحومها كمياتٍ كافية من الدهون. وقد كانت الدهون التي تحملها طرائد الدببة السوداء ذات أهمية كبيرة لهؤلاء السكان أيضاً.

درس البقاء هنا هو أن للدهون قيمة أكثر بكثير في حالة البقاء مما يعتقده معظم الناس، لأنها تسمح لك بهضم اللحوم الخالية من الدهون. يمكن أن تعني الدهون الفرق بين الحياة والموت في أغلب البيئات تقريباً.

الخرافة الرابعة: ممارسة مهارات البقاء هي نفسها ممارسة البقاء

إن معرفة كيفية إشعال حريق بالاحتكاك، وكيفية نحت مجداف من جذوع الأشجار، أو كيفية صنع رؤوس سهام حجرية، جميعها لها دورها في مواقف البقاء (خصوصاً إشعال النار). يمكنك ممارسة هذه الأشياء بقدر ما تريد، لكن القدرة على البقاء التي تتفوق على كل هذه المهارات لا يمكن تعلمها من اليوتيوب. إنها مهارة القدرة على القيام بها في الظروف الصعبة.

إنها مهارة لا يمكن اكتسابها إلا بالخبرة. أحد المؤشرات على أن لديك هذه القدرة هو ملاحظتك أنك تبقى مستمتعاً في المواقف التي يشتكي منها الآخرون. من خلال تجربتك في المناطق النائية، ستعرف متى يمكن لشيء مثل الطعام البارد أو الفاسد أن يمثل مشكلة حقيقية ومتى لا يكون كذلك، وتعرف متى يجب عليك أن تقلق ومتى لا تكون كذلك. عندما تصل إلى هذه النقطة، قد يبدو للآخرين أنك تستمتع بالمواقف الصعبة، ولكنك في الواقع لست كذلك، أنت فقط تعرف كيف تتعامل مع المشاكل في هذه المواقف.

الخرافة هنا هي افتراض أن ممارسة مهارات البقاء تكفي لتهيئتك لمواجهة مواقف البقاء الحقيقية، ولكن الحقيقة هي أنك لن تقطع معها شوطاً طويلاً. تحتاج إلى العثور على مواقف بقاء خاضعةٍ للتحكم، مثل المواقف التي لا يمكنك فيها العودة إلى المنزل عند بدء هطول الأمطار. يمكنك التخطيط لرحلات مدروسة بعناية تنطوي على سيناريوهات بقاء حقيقية بحيث تضمن لك التدرب على مهارات البقاء. قد لا تكون هذه السيناريوهات ممتعة، لكنها ستبني شخصيتك وثقتك بنفسك.

البقاء على قيد الحياة هو لعبة ذهنية إلى حد كبير، وما هو صعب حقاً غالباً ما يكون له علاقة بصفاء ذهنك أكثر من قدراتك البدنية أو المهارات التي قد تكون تعلمتها في بيئة غير مألوفة. بكلامٍ آخر، قد تكون أسرع مطلق نار في العروض، ولكن ما مدى براعتك في تجنب الإصابة عندما يطلق أحدهم النار عليك؟