كيف يُزرع الحبق في المنزل وما أهم فوائده؟

4 دقيقة
كيف يُزرع الحبق في المنزل وما أهم فوائده؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Africa Studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الحبق عشب عطري شائع في العديد من الأطباق؛ من البيستو الإيطالي إلى الكاري التايلندي. لكن الحبق ليس فقط للطبخ، بل له أيضاً العديد من الفوائد الطبية التي تدفعك لزراعته في المنزل. الآن، حاول الإجابة عن السؤال التالي: كم عدد نباتات الحبق التي يبست على شرفة غرفتك؟ إذا كنت قد توقفت عن العد بالفعل، فقد حان الوقت للحصول على بعض النصائح حول كيفية زراعة الحبق في المنزل.

نبات الحبق

الحبق نبات عشبي حولي من عائلة الشفويات (Lamiaceae)، أو فصيلة النعناع. يتميز بأوراق بيضاوية لامعة وذات حواف مسننة، وأزهار صغيرة بيضاء اللون. انطلق من الهند لينتشر حول العالم ويصبح أحد أهم النباتات العطرية المستخدمة في المطابخ، حيث تُستخدم أوراقه الخضراء أو المجففة لطبخ اللحوم والصلصات وغيرها.

يضم العديد من الأنواع، أكثرها استخداماً:

  • الحبق الحلو (Ocimum basilicum).
  • حبق الليمون (O. citriodorum).
  • الحبق المقدس (O. tenuiflorum).
  • الحبق اليوناني (Ocimum basilicum minimum).
  • حبق الخس (Ocimum basilicum crispum).

اقرأ أيضاً: إليك طريقة زراعة الورد في المنزل

فوائد الحبق

تقليدياً، شاع استخدام الحبق لعلاج لدغات الأفاعي ونزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية، نظراً لمحتواه العالي من المواد الفعّالة، كالفيتامينات ومضادات الأكسدة. بشكل عام، يوفر الحبق مجموعة من الفوائد الصحية، سواء كان كعشبة كاملة، أو كزيت عطري، بما في ذلك:

تقليل الإجهاد التأكسدي

تنتج عن عملية التمثيل الغذائي والتدخين وبعض العمليات الأخرى في الجسم جزيئات غير مستقرة تُعرف بالجذور الحرة، وفي حال تراكمها في الجسم يحدث ما يُعرف بالإجهاد التأكسدي، حيث يمكنها أن تهاجم خلايا الجسم مسببة تلفها والإصابة بالأمراض، كالسرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي والسكري. يمكن لمضادات الأكسدة الموجودة في الحبق مثل الأنثوسيانين والبيتا كاروتين إيقاف عمل هذه الجذور، وحماية الجسم من مخاطرها.

دعم صحة الكبد

أشارت الدراسة التي نُشرت في الدورية العلمية (Scientific journal) التي أجريت على الفئران، إلى أن مضادات الأكسدة في مسحوق الحبق المقدس استطاعت حماية الكبد من مواد سامة له مُطبقة على الفئران. 

محاربة السرطان

في دراسة أجريت عام 2013، ونُشرت في دورية “التغذية والسرطان” (Nutrition and Cancer)، تبين أن الحبق المقدس قد يمنع الإصابة بسرطان الجلد والكبد والفم والرئة، نظراً لما يلي:

  • محتواه من مضادات الأكسدة.
  • تغيير التعبير الجيني.
  • تحفيز موت الخلايا.
  • إبطاء انقسام الخلايا.

الحماية من شيخوخة الجلد

يمكن لمستخلصات الحبق الحلو أن ترطب البشرة وتقلل الشيخوخة والتجاعيد، وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة دارو للعلوم الصيدلانية (DARU Journal of Pharmaceutical Sciences)، بالإضافة إلى المغذيات التي يقدمها استهلاك الحبق للبشرة.

خفض نسبة السكر في الدم

أشارت دراسة نُشرت في دورية العلوم الطبية (Journal of Medical Sciences)، إلى أنه يمكن لمستخلص أوراق الحبق الحلو أن يساعد في خفض مستويات السكر في الدم، وبالتالي إدارة أعراض مرض السكري.

دعم صحة القلب والأوعية الدموية

يمكن لمستخلص الحبق المقدس أن يقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كارتفاع نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.

تعزيز الصحة النفسية

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الأيورفيدا والطب التكاملي (Journal of Ayurveda and Integrative Medicine)، يساعد الحبق المقدس في:

  • تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب.
  • زيادة القدرة على التفكير.
  • مقاومة فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر.

مكافحة العدوى

يمكن لمستخلصات الحبق أن تساعد في علاج أو منع بعض أنواع العدوى، وفقاً للدراسة المنشورة في دورية الجزيئات (Molecules)، حيث تمكن زيت الحبق الحلو من القضاء على سلالات الإشريشيا الكولونية للمصابين بالتهاب الجهاز التنفسي أو البولي أو الجلد.

زراعة الحبق من البذور

لزراعة بذور الحبق عليك مراعاة الإرشادات التالية:

  1. البدء بزراعة البذور قبل 6 أسابيع من الصقيع الربيعي الأخير في الداخل، أما في الخارج فيجب الانتظار ريثما ترتفع درجات الحرارة ما بين 10-21 درجة مئوية.
  2. نثر البذور بعمق 0.6 سنتيمتر في مزيج من التربة العضوية.
  3. تبليل خليط التربة ثم تغطية الوعاء بغطاء بلاستيكي.
  4. بمجرد ظهور الشتلات قم بإزالة الغطاء البلاستيكي، ثم انقلها لمكان دافئ مثل حافة النافذة المشمسة.
زراعة الحبق من البذور
شتلات الحبق الصغيرة. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Siyanight

كيف أعتني بنبات الحبق في المنزل؟

عندما يتم الاعتناء بالحبق بشكل صحيح، ستستمتع برائحته المنعشة طوال الصيف. وللعناية به في المنزل يمكنك اتباع الإرشادات التالية:

  • الضوء: يحتاج الحبق لضوء شمس مباشر لنحو 6-8 ساعات يومياً، أو يمكن استخدام الضوء الاصطناعي (المصابيح الفلورية) لمدة 12 ساعة في اليوم وعلى بعد 5-10 سنتيمترات من النبات.
  • درجة الحرارة والرطوبة: يحتاج الحبق لدرجة حرارة 21 أو أعلى لينمو، لذا تجنب وضعه في ممر نسيم بارد أو قوي، كما أنه نبات محب للرطوبة، وقد يساعد رشه بالماء من حين لآخر أو وضعه في طبق من صخور النهر الرطبة في زيادة الرطوبة حوله.  
  • الري: يجب الحفاظ على تربة الحبق رطبة باستمرار، لذا قم بري النبات بعد أن تجف الطبقة السطحية من التربة لعدة مرات في الأسبوع بالنسبة للنبات المزروع في أصيص، ولمرة واحدة في نباتات الحديقة.
  • السماد: غالباً لن تحتاج النباتات للسماد بعد استخدام التربة العضوية لزراعة البذور، أما إذا كان نمو النبات ضعيفاً فيمكن استخدام سماد سائل ضعيف لمرة واحدة في الشهر.
  • التهوية: يحب النبات الرطوبة، إلا أنه يحتاج أيضاً لتصريف جيد للتربة ودوران الهواء من حوله.

اقرأ أيضاً: إليك كيفية العناية بنبات الألوفيرا منزلياً

ما الفرق بين الحبق والنعناع؟

ما الفرق بين الحبق والنعناع؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Corina Daniela Obertas

الحبق والنعناع أبناء عمومة، لأن كليهما ينتمي إلى نفس عائلة الشفويات (Lamiaceae)، ومع ذلك هناك بعض الاختلافات الواضحة بينهما، مثل:

  • فترة الحياة: الحبق نبات حولي، اي يعيش لعام واحد، بينما يمتاز النعناع بأنه نبات معمر، أي يمكنه أن ينمو لمرة أخرى في الربيع، ويعيش لمدة 5-10 سنوات.
  • الشكل: يتميز الحبق بمعظم أنواعه بأوراق لامعة خضراء، مع أو بدون تسننات صغيرة على حواف الأوراق، بينما تختلف أوراق النعناع بشكل واضح، حيث يتميز بأوراق خشنة مسننة. بالإضافة إلى ذلك، للنعناع بنية فريدة ومختلفة، فهو نبات متدلٍ، بينما للحبق قوام منتصب.
  • الرائحة: كلتا العشبتين من النباتات العطرية، ويمكن التمييز بينهما من الرائحة المميزة، حيث يتميز النعناع برائحة المنثول القوية، بينما تتداخل رائحة اليانسون مع القرنفل واللافندر في معظم أنواع الحبق.

اقرأ أيضاً: مزروعات منزلية عطرة الرائحة لا تتطلب الكثير من التكاليف والرعاية

  • التجفيف: تكتسب كلتا العشبتين لوناً بنياً ذهبياً بعد التجفيف، بحيث يصعب التمييز بينهما في المظهر، كما يفقد الحبق رائحته القوية بعد التجفيف، لكن النعناع يبقى محتفظاً بعض الشيء برائحة المنثول، كما يمكن التمييز بينهما بالطعم والنكهة الفريدة الخاصة بكليهما.
  • الاستخدامات: تستخدم كلتا العشبتين في المطابخ بشكل رئيسي، سواء بشكل طازج أو مجفف، إلا أن الحبق أكثر استخداماً في الأطباق المالحة، كصلصة البيستو والبيتزا. أما النعناع فيمكن استخدامه في كل من الأطباق المالحة والحلوة، ولكنه غالباً ما يمزج مع الفواكه في صناعة الحلويات، بالإضافة إلى استخدامه في معجون الأسنان والأدوية.