شارك
الرئيسية
مقولة إن الجمال يأتي من الداخل ليست خاطئة لأن ما يضمن متانة البشرة وصلابة الأظافر وقوة العظام هو بروتين الكولاجين الذي يصنعه الجسم بدءاً من المكونات الغذائية. لكن لدى دخول ثلاثينيات العمر يبدأ الكولاجين بالانهيار، وتبدأ التجاعيد بالظهور، فتزداد الحاجة لتعويض الفاقد بمصادر خارجية لمكافحة الشيخوخة. فما هو الكولاجين وما مصادره؟ وكيف يمكن تصنيعه منزلياً؟
الكولاجين
الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم، إذ يشكل ثلث البروتين في الجسم. يدخل في تكوين العضلات والعظام والأوتار والأربطة والأعضاء والأوعية الدموية والجلد وبطانة الأمعاء والأنسجة الضامة الأخرى. يتناقص إنتاجه مع تقدم العمر والتعرض لعوامل مثل التدخين والأشعة فوق البنفسجية.
يتكون بشكل رئيسي من ثلاثة أحماض نووية هي البرولين والليسين والجليسين. يمنح الكولاجين الأنسجة خاصية المرونة لقدرته على تخزين الماء، لذا في حال فقدانه تبدأ التجاعيد بالظهور مع مشكلات السيلوليت، ويتكسر الشعر والأظافر، وهو ما يصيب الجسم بعد سن الثلاثين حيث يبدأ الكولاجين تدريجياً بالنضوب. يتألف الكولاجين من ألياف متراصة وذات مرونة عالية، ما يضمن المرونة والليونة للجلد، بالإضافة إلى تمتعه بقوة شد وقابلية تمدد منخفضة. من أهم وظائف الكولاجين في الجسم:
- يشكل الكولاجين شبكة ليفية في أدمة الجلد، تساعد على استبدال خلايا البشرة الميتة.
- غطاء واقٍ ومغلف لبعض أعضاء الجسم مثل الكلى.
- يوفر الدعم الهيكلي للأنسجة.
- يساعد في التئام الجروح، عن طريق جذب خلايا الجلد الجديدة نحو الجرح.
تصنيع الكولاجين منزلياً
من المفاجئ ما يمكن صنعه من مخلفات وجبة عشاء غنية بلحم الدجاج أو الديك الرومي، إذ يمكنها أن تشكل أساساً في تصنيع الكولاجين منزلياً، على شكل مرق العظام. يوفر مرق العظم الشكل الحيوي من الكولاجين، ويمكن تصنيعه باتباع الخطوات التالية:
- إزالة كافة بقايا اللحم عن عظام الدجاج أو الديك الرومي.
- جمع كل ما تبقى من قطع غير لحمية من عظام وأربطة وغضاريف في وعاء كبير، بحيث يصل وزنها إلى نحو 2 كيلوغراماً.
- يتم ملء الوعاء بالماء بحيث تتم تغطية كافة القطع، وبما يعادل تقريباً لترين من الماء.
- يمكن إضافة الملح أو بعض المواد المنكهة كالبصل أو ورق الغار أو البقدونس، وهي خطوة اختيارية.
- يوضع الوعاء بما فيه على نار موقد قوية حتى تغلي المكونات، ثم يُغطى ويترك على نار هادئة لمدة تتراوح ما بين 12-24 ساعة، وهو الوقت اللازم لسحب كامل الكولاجين من القطع.
- يُصفى المزيج من القطع بمصفاة أو غربال.
- بعد أن يبرد مرق العظام يكتسب قواماً هلامياً كالجيلاتين، إلا أنه يعود لسيولته بمجرد تعرضه للحرارة.
- تتجمع الدهون عندما يبرد مرق العظام على سطحه على شكل طبقة بيضاء، ما يسهل عملية جمعها.
- أصبح مرق العظام الغني بالكولاجين الآن جاهزاً.
- يمكن شرب مرق العظام الغني بالكولاجين مباشرة، أو يمكن إضافته إلى وجبات غذائية أخرى.
- يمكن تخزين ما تبقى في البراد لمدة أربعة أيام، أو في الثلاجة لمدة 9-12 شهراً.
تقول أخصائية التغذية كاتي ديفيدسون لموقع “هيلث لاين” الطبي: “نظراً لأن مرق العظام مصنوع من العظام والنسيج الضام، فإنه يحتوي على الكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والكولاجين والجلوكوزامين والكوندرويتين والأحماض الأمينية والعديد من العناصر الغذائية الأخرى. ومع ذلك، تختلف أنواع مرق العظم باختلاف جودة العظام المستخدمة جنباً إلى جنب مع المكونات الأخرى”.
الحصول على الكولاجين من خلال النظام الغذائي
تحتاج عملية تصنيع الكولاجين طبيعياً في الجسم توافر ثلاثة عناصر غذائية، وهي:
- الأحماض الأمينية.
- فيتامين سي.
- معادن الزنك والنحاس.
يساعد تناول الغذاء الغني بالمكونات واللبنات الأساسية للكولاجين في تعزيز تصنيعه بجسم الإنسان، بالإضافة إلى المواد الغذائية التي تحتوي على الشكل الأكثر توافراً حيوياً من الكولاجين. ومن أهمها:
- الدجاج: تُشتق معظم مكملات الكولاجين من الدجاج، لأنه يحتوي على كمية كبيرة منه في أنسجته الضامة، كالعنق الغضاريف، وهذا ما قد لاحظه معظمنا خلال تقطيع الدجاج.
- الأسماك والمحار: كباقي الحيوانات تحتوي عظام الأسماك والمحار على الكولاجين، ولكن كمياته أقل. كما أنه يتواجد في الأجزاء التي لا تُستهلك من السمك كالرأس ومقل العيون، إلا أن جلد السمك يشكل مصدراً غنياً ببتيدات الكولاجين.
- بياض البيض: قد لا يحتوي على الأنسجة الضامة إلا أنه يحتوي على كميات كبيرة من الحمض الأميني البرولين اللازم لإنتاج الكولاجين.
- ثمار الفواكه كالحمضيات مثل الجريب فروت والليمون والبرتقال، وثمار التوت والفراوالة والعليق والفاكهة الاستوائية كالمانجو والكيوي والأناناس، فجميعها تحتوي على مصادر غنية بفيتامين سي الضروري لتصنيع الكولاجين.
- الثوم: لأنه يحتوي على نسبة عالية من الكبريت الذي يدخل في تكوين الكولاجين وإيقاف تحطمه.
- الفاصولياء: تتميز الفاصولياء بغناها بالأحماض الأمينية اللازمة لتصنيع البروتين، بالإضافة إلى النحاس.
- الكاجو: يعد الكاجو من أغنى المواد بعنصري الزنك والنحاس اللازمين لإنتاج الكولاجين.
مكملات الكولاجين
يسعى معظم الناس للحصول على مكملات الكولاجين، بعد دخولهم سن الثلاثين للحصول على بشرة صحية ومتوهجة. يمكن الحصول على الكولاجين المصنع كمسحوق غذائي يساعد على زيادة مرونة الجلد بزيادة محتواه من الكولاجين والرطوبة، ولقوة العظام والمفاصل وبطانة الأمعاء. وهي عبارة عن بروتينات تم تكسيرها إلى ببتيدات أو سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية. غالباً ما تأتي مكملات الكولاجين غير منكهة بحيث يمكن إضافتها مع القهوة الصباحية أو مع العصير دون أن تؤثر على الطعم، أو مع وجبات كاملة.
تبقى المحافظة على الكولاجين من التحطم والانهيار من أهم خطوات العناية بالبشرة وصحة الجسم، وذلك باتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الأساسية، ونمط الحياة الصحي.