شارك
الرئيسية
إذا كان الطوفان الأخير من الخلافات حول فيسبوك يجعلك على استعداد لإزالة التطبيق أو حذف حسابك، فأنت لست وحدك. هناك الكثير من الطرق الجيدة حول كيفية القيام بذلك بشكل صحيح. حتى فيسبوك يجعل من السهل جداً فهم الفروق الدقيقة في عبارة «أراك لاحقاً» عند (إلغاء تنشيط الحساب) أو «عدم التحدث إليّ مرة أخرى» (عند حذف الحساب نهائياً).
لكن قبل أن تذهب، قد ترغب في التفكير في هذا السؤال: ماذا سيحدث لقصص حياتي التي أنشأتُها في هذا العالم الافتراضي؟
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يوجد عقد أو أكثر من التحديثات والتعليقات والصور والرسائل والعلامات والنكات والمجموعات والتفاعلات داخل هذه المساحة الرقمية المحددة. ويريدك فيسبوك أن تتذكر ذلك. كما قال أحد الكتاب: «فيسبوك مهووس بالذكريات. إنه يحب أن يجعلك تشعر بالحنين إلى الماضي، ويذكّرك بمدة استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي».
بصفتي باحثاً يدرس قصص الحياة على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلم أن هذا تقييم دقيق. دفعت هذه الاستراتيجية فيسبوك إلى بناء أداة سرد قوية وفريدة من نوعها للحياة. استثمر الملايين من الناس المليارات من الساعات الجماعية في بناء ما يسميه العلماء «قصة حياة متشابكة»، إذ «يشترك» الناس في بناء هويتهم الاجتماعية من خلال تفاعلهم مع بعضهم بعضاً.
ربما لم تفكر مطلقاً في كيفية تجميع وأرشفة تلك اللحظات الصغيرة من حياتك في سردٍ كبير عن نفسك. أو كيف يمكن للتفاعلات من عائلتك وأصدقائك وزملائك وغربائك أن تخلق أبعاداً ذات مغزى لتلك القصة.
تعطيل حسابك على فيسبوك أو حذفه نهائياً
ماذا يحدث إذا قررت أن تفعل أي من ذلك؟ إذا قمت بإلغاء تنشيط حسابك في فيسبوك، فهذا يشبه وضع هذه القصة في رسوم متحركة معلقة. الكثير مما فعلته وقلته ستتم إزالته أو تعتيمه. إذا قمت بإعادة تنشيطه في يوم من الأيام، ستتم استعادة معظمه.
من ناحية أخرى -وفقاً لفيسبوك- فإن حذف الحساب نهائياً يعني أنه «سيتم حذف ملفك الشخصي وصورك ومشاركاتك ومقاطع الفيديو وكل شيء آخر أضفته». لن تكون قادراً على استرداد أي شيء أضفته.
إذا كانت كل تلك الذكريات التي قمت بتخزينها تهمّك فعلاً، فإن فرصتك الأخيرة للاحتفاظ بها قبل حذفها هي تنزيل معلوماتك. أقترح عليك القيام بذلك من حينٍ لآخر على أي حال، لأنه يكشف الكثير عن كيفية تتبعك، وكيف تستهلك الوسائط على التطبيق، وكيف تصرفت على الموقع على مر السنين.
إنها أيضًا مجموعة رائعة جدًا من الملفات التي يمكنك عرضها في وضع عدم الاتصال إما من خلال نظام المجلدات أو باستخدام متصفح ويب في وضع عدم الاتصال عن طريق فتح ملف «index.html». يمكنك أيضًا الاطلاع على البيانات عبر الإنترنت من خلال فيسبوك.
اقرأ أيضاً: لماذا سبّب عطل فيسبوك مشكلة كبيرة للملايين حول العالم؟
فقدان الارتباط بشبكتك على فيسبوك
ولكن إلى درجة كبيرة وبشكلٍ مفاجئ، فإن مشاركاتك ومعلوماتك التي يتم تنزيلها يتم «فك ارتباطها بالشبكة»؛ ماذا أعني بذلك؟
- يتم تنظيم مشاركاتك حسب التاريخ والوقت، ولكن لا تحتوي على التفاعلات والتعليقات التي تلت ذلك. هذا ينطبق أيضاً على الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها.
- يحدث الشيء نفسه بالنسبة للتعليقات التي كتبتها على منشورات الآخرين؛ فلا توجد إشارة إلى ما كنت تعلّق عليه لأن هذه من الناحية الفنية ليست بياناتك.
- لا تحتوي الاستطلاعات التي قمت بالتصويت عليها على محتوى الاقتراع نفسه، بل إجاباتك فقط.
- الدعوات (invitations) التي تلقيتها مُدرجة بالاسم فقط.
- يوجد سجل لجميع الأشخاص الذين تفاعلت معهم على تطبيق فيسبوك، ولكنه مجرد سجل بالأسماء والتواريخ والأوقات.
- هناك تواريخ مرتبطة بكل شيء تقريباً، لكن لا يوجد سياق لتلك الأشياء (المنشورات) التي تم نشرها. فكّر في الأخبار الشخصية والاجتماعية التي قمت بنشرها، ستجدها لكن لا يوجد لها سياق واضح.
- هناك استثناءات. أولاً، تُترك رسائلك في سياقها بحيث يمكنك رؤية المحادثات التي أجريتها. استثناء آخر هو أن «الأحداث/ المناسبات» (Events) مرتّبة حسب استجابتك للحضور. ولديّ تحذير واحد: أنا أجمع هذه المعلومات من بياناتي الخاصة، لذلك قد تكون هناك استثناءات أخرى لا يمكنني رؤيتها.
- انظر حولك قبل الخروج من الباب (بمعنى: تأكد من كل شيء قبل أن تقرر إنهاء وجودك في فيسبوك).
ومع ذلك، فإن ما تقوم بتحميله في النهاية يبدو وكأنه دعامة لحياتك وذكرياتك التي تنشط من خلال عقلك مع تذكّرها. قد يكون ما تحتفظ به كافياً بالنسبة لك.
إذا كان ثراء روايتك الافتراضية يعني لك شيئاً ما، فمن ناحية أخرى، تمهل. خذ بعض الوقت للتمعن في حسابك للمرّة الأخيرة، احفظ الردود التي تعتز بها، واحتفظ بالسياقات التي تهمّك إن استطعت ذلك قبل أن تقول وداعاً لفيسبوك للأبد.
اقرأ أيضا: طريقة البحث عن ملف في ويندوز 10.