شارك
الرئيسية
يتضمن التصوير الفوتوغرافي العديد من القواعد التي تعتبر مجرّد مبادئ عامة. معظم هذه القواعد هي عبارة عن إرشادات تستحق أن تفهمها، وليست قوانين يجب عليك أن تتبعها بحرفيتها. سنتكلم في سلسلة أساسيات التصوير الفوتوغرافي هذه عن الحالات التي يجب عليك اتباع هذه القواعد فيها، وتلك الحالات التي يمكنك فيها خرق القواعد. مع ذلك، علينا أولاً أن نذكر بعض أهم أساسيات التكوين الفوتوغرافي.
قاعدة الأثلاث
تعتبر قاعدة الأثلاث واحدة من أكثر أساسيات التكوين الفوتوغرافي شيوعاً. كما أنها أكثر قاعدة يساء فهمها. تكمن الفكرة في تقسيم إطار الصورة إلى أثلاث رأسياً وأفقياً. يجب عليك بعد ذلك أن تضع العناصر المهمة للصورة التي تريد التقاطها على أحد هذه الخطوط التي قمت بتقسيم الإطار باستخدامها. والأفضل من ذلك أن تضع هذه العناصر عند واحد أو أكثر من التقاطعات الأربعة للخطوط الرأسية والأفقية، تماماً كما تم وضع الشاحنة في الصورة أعلاه.
على الرغم من أن قاعدة الأثلاث لا تكفي لجعل صورك ممتازة، فإنها تعتبر طريقة فعّالة في تجنّب بعض الأخطاء الأساسية المتعلقة بتكوين الصورة. إذا اتبعت هذه القاعدة، فستتمكن بشكل طبيعي من وضع العناصر الأكثر أهمية للصورة في الإطار بشكل ملائم دون أن تكون هذه العناصر أقرب إلى المركز من اللازم.
إذا كان لديك سبب مقنع لتجاهل قاعدة الأثلاث، فلا تترد في ذلك. بخلاف ذلك، تعتبر هذه القاعدة مفيدة كمبدأ تكويني أساسي يمكنك الانطلاق منه.
اقرأ أيضاً: 5 أسباب مقنعة لكل مصور اعتاد التصوير الرقمي لتجربة التصوير التقليدي
النسبة الذهبية
تشبه قاعدة النسبة الذهبية (أو الحلزون الذهبي) قاعدة الأثلاث من الناحية التكوينية. ولكنها غريبة قليلاً وتتعلق بالرياضيات.
في حين أن قاعدة الأثلاث تنص على تقسيم إطار الصورة إلى 6 أقسام متساوية، تنص قاعدة النسبة الذهبية (أو حلزون فيبيوناتشي) على وضع خط إطار رأسي بالقرب من مركز الإطار، ما يقسمه إلى ربعيّتين الأولى أكبر قليلاً من الثانية. (الربعية هي ربع الدائرة). في كل مرة يتم فيها تقسيم الإطار أفقياً، سيتم أيضاً تقسيم الجزء الأصغر رأسياً باستخدام نفس النسبة. يتم تكرار هذه العملية عدة مرات، ما يقسّم إطار الصورة إلى أجزاء تقل مساحتها تدريجياً كما هو مبين أعلاه.
مع ذلك، على الرغم من أن هذه النسبة تظهر بشكل متكرر في الأعمال الفنية العظيمة وبعض الظواهر الطبيعية، فإننا لم نرَ بعد أي صورة يؤدي فيها استخدام هذه النسبة إلى تكوين أفضل مقارنة بالصورة التي تم استخدام قاعدة الأثلاث فيها؛ إذ إن الطريقتين متشابهتان للغاية. على الرغم من أنه قد يكون من المسلي تطبيق قاعدة النسبة النسبية الذهبية، إلا أنها ليست من القواعد التي يتحتّم عليك الالتزام بها دائماً.
اقرأ أيضاً: نصائح وحيل لالتقاط صورٍ أفضل بواسطة الهاتف الذكي
التناظر
يجعل التناظر الصورة لافتة للنظر للغاية. غالباً ما يكون إنشاء التكوينات المتناظرة باستخدام الانعكاسات أمراً سهلاً، كاستخدام انعكاس المياه السطحية أو البنى من صنع الإنسان كما هو مبيّن أدناه.
إن التناظر هو أحد المبادئ التكوينية التي يعتبر خرقها ممتعاً؛ إذ يمكن أن تكون الصور التي تحتوي على مزيج من العناصر المتناظرة وغير المتناظرة فاتنة للغاية.
الألوان المتمِّمة
هل تتذكّر عجلة الألوان التي تعلّمت عنها في صفوف الفنون في المدرسة؟ في الواقع، تنطبق نفس قواعد التلوين والرسم على التصوير الفوتوغرافي. تبدو الألوان المتقابلة على عجلة الألوان أكثر سطوعاً عند وضعها جنباً إلى جنب أو بالقرب من بعضها. لذلك، فإن الصور التي تحتوي على اللونين الأحمر والأخضر مثلاً (أو الأصفر والأزرق، والبنفسجي والبرتقالي) أكثر حيوية وبروزاً. يمكنك استخدام هذه الحقيقة لجعل صورك أكثر تميّزاً.
خطوط التوجيه
تنجذب أعيننا إلى الخطوط البارزة في الصور. يجعل ذلك استخدام العناصر مثل قضبان التوجيه (الدرابزين) على الجسور أو حتى طريق في صورة لمنظر طبيعي طريقة فعّالة في توجيه نظر المشاهدين إلى الأجزاء الأكثر أهمية في الصورة.
لا تعتبر قاعدة خطوط التوجيه قاعدة تكوينية يمكنك خرقها بقدر ما تعتبر أحد المبادئ التي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار إذا كنت لا ترغب بتطبيقها. إذا احتوت الصور التي تلتقطها على خطوط واضحة، فستجذب انتباه المشاهدين. وإذا كنت لا تريدهم أن ينظروا إلى النقاط التي توجههم الخطوط إليها، فيجب عليك تغيير إطار الصورة.
اقرأ أيضاً: لست بحاجة إلى أن تكون محترفاً حتى تبيع صورك على شبكة الإنترنت
احرص على ملء الإطار
ملء الإطار هو مقاربة تكوينية تنص على ضرورة أن يشغل موضوع الصورة (أو تشغل مواضيعها) أكبر مساحة ممكنة من الإطار. في حالة الصور الشخصية، تعني هذه القاعدة تقريب الصورة بطريقة تجعل وجه الشخص الذي تصوره أو جسده يملأ إطار الصورة بشكل كامل. يؤدي ذلك إلى إزالة الخلفية. ونتيجة لذلك، ستتم إزالة السياق من موضوع الصورة، ما يؤدي عادة إلى بعض النتائج الدراماتيكية. يمكن تطبيق المبدأ نفسه عند تصوير مجموعة من الأشخاص، كما هو مبين أعلاه.
على الرغم من أن هذه القاعدة تعتبر مقاربة تتعلق بالأسلوب مفيدة في العديد من أنواع التصوير الفوتوغرافي، فإن هناك العديد من الحالات التي يجب فيها ألا تملأ إطار الصورة بموضوعها. على سبيل المثال، لا يجب عليك تطبيق هذه القاعدة إذا كنت تحاول توضيح حجم العنصر الأساسي في الصورة مقارنة بمحيطه، أو إذا كنت تحاول أن تجعله يبدو معزولاً.
لا تجعل الإطار يقطع العناصر
أحد المبادئ الشائعة التي يوصى بها في العديد من كتب التصوير الفوتوغرافي هي تجنّب جعل الإطار يقطع أطراف وجذوع الأشخاص الذين تصورهم، أو الأجزاء الضرورية الأخرى للصورة. ليس صعباً فهم سبب وضع هذه القاعدة، إذ إن منظر الأشخاص يبدو مضحكاً إذا كانت أيديهم مقطوعة. مع ذلك، يمكن أن يكون تطبيق هذه القاعدة صعباً، وخصوصاً عند تصوير مشاهد السفر أو تلك التي تحتوي على الشوارع.
تمتلك جميع الصور حدوداً معينة تنتهي عندها. وعلى الرغم من أنه يجب عليك أخذ التفكير في حدود الصورة بعين الاعتبار، فإنك ستضطر دائماً لاتخاذ القرار بقطع شيء ما من الصورة. (مع ذلك، حاول الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الأطراف الكاملة في الصورة).
اقرأ أيضاً: 7 حيل تقنية لتصوير فيديو بجودة عالية بكاميرا جوبرو
احرص على احتواء الحدث المهم في الإطار
أحد المبادئ التي يجب تطبيقها هو احتواء الحدث بالكامل في الإطار، وخصوصاً عند تصوير الأحداث الرياضية أو الأنواع الأخرى من الأحداث الحركية. يعني ذلك أنه إذا كان العنصر الذي تريد تصويره يتحرك إلى اليمين، فيجب عليك وضعه في يسار الإطار حتى تبين الصورة أنه يتحرك تجاه المساحة المفتوحة.
هذه القاعدة هي من القواعد التي يمكن تطبيقها في الكثير من المواقف، والتي يمكن خرقها عند الحاجة. على سبيل المثال، يمكنك خرق هذه القاعدة إذا كنت تصور سباقاً يبلغ طوله 100 متر وأردت إظهار المسافة بين المتسابق الأول والأخير.
قواعد مفيدة، ولكنها ليست مطلقة
التصوير الفوتوغرافي هو مزيج جميل بين العلم والفن؛ إذ إنه على الرغم من أن التقاط الصور يعتمد على قوانين الفيزياء والرياضيات، فإن تكوين الصورة هو عملية فنية بحتة. على الرغم من أساسيات التكوين الفوتوغرافي تتضمن بعض القواعد الرائعة، إلا أنه من الأفضل التفكير فيها على أنها أساسيات تساعدك على تجنّب ارتكاب الأخطاء بدلاً من قوانين لا يجب خرقها.