6 استراتيجيات فعالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة

كيف تتعلم بشكل أسرع؟ نصائح لإدارة التعلم وزيادة الإنتاجية
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سواء كنت ترغب بتعلم لغة جديدة، أو تعلم العزف على آلة موسيقية، أو اكتساب مهارة ما، ستحتاج في كل مرة تتعلم فيها شيئاً جديداً لاستيعاب المفاهيم والعمليات والعلاقات في عملية تدعى بـ “التعلم“. لذا، وقبل السماح لنفاذ صبرك بالوقوف عائقاً أمام وصولك لهدفك، عليك التعلم بشكل أسرع، ولحسن الحظ أن ذلك ليس صعباً مع اتباع بعض الخطوات والنصائح، ومنها:

1- التكرار يؤدي إلى التعلم بشكل أسرع

عندما نبدأ بتعلم شيء جديد، تتشكل بين الخلايا العصبية في الدماغ روابط جديدة. في البداية تكون تلك الروابط ضعيفة وبتكرار التعلم تزداد قوتها، حيث تزداد سرعة نقل المعلومات التي تحملها السيالات العصبية عبر الروابط العصبية، حتى يتم استحضارها تلقائياً في مراحل متقدمة من التكرار. هذا ما يمكن أن نلحظه من دروس تعلم قيادة السيارة، والتي تكون صعبة في البداية، ولكن مع التمرّن والتكرار تصبح عملية قيادة السيارة تلقائية. لذا إذا كنت ترغب في أن تتعلم بشكل أسرع، عليك أن تمنح مراجعة المعلومات وتكرارها الوقت الكافي.

لتوضيح أهمية التكرار، يمكن مقارنة الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ بالمسارات التي نرسمها بخطواتنا في الغابة، والتي نستدل بها على الطريق في كل مرة نمرّ بها، فكلما مشينا فوق تلك المسارات أصبح المرور بالغابة أسرع وأسهل، لكن بمجرد توقفنا عن استخدام تلك الممرات تنمو فوقها النباتات وتخفيها حتى يصبح من الصعب المرور في تلك الغابة.

2- قيلولة قصيرة تصنع معجزات كبيرة

بعد ساعاتٍ من التعلم، قد نشعر بالتعب والإرهاق على الرغم من أننا لم نبذل مجهوداً جسدياً يُذكر. السبب في ذلك أن عملية التعلم بحد ذاتها تستنزف الكثير من طاقتنا، وبشكل خاص لتعلم أشياء جديدة. هذه ما أكدته  دراسة أجراها عدد من الباحثين من جامعة ليون الفرنسية وجامعة فيلانوفا الأميركية.

قام الباحثون بتدريب 40 مشاركاً على حفظ مفردات أجنبية بشكل جيد في جلستين تفصل بينهما 12 ساعة، بحيث قُسم المشاركين لنصفين، أحدهما نال مشاركوه قسطاً كاف من النوم قبل الجلسة الثانية في حين لم ينم النصف الثاني قبلها. اختُبرت قدرة المشاركين على التذكر بعد أسبوع ثم بعد 6 أشهر، فكانت النتائج أن تضاعفت قدرة الذين ناموا على تذكر الكلمات مقارنة بالمشاركين الذين لم يناموا. إذاً، يعّد النوم بعد التعلم استراتيجية جيدة، لكن قيلولة الاستراحة بين جلستي تعلم هي استراتيجية أفضل.

اقرأ أيضاً: تعرف على قيلولة أديسون التي تساعدك على الإبداع

3- تدوين الملاحظات: أسلوب قديم الطراز لكنه ناجح

ربما ارتبط مصطلح عصر التكنولوجيا بكلمة السرعة، نظراً لما توفره التكنولوجيا من تسهيلات وحلول واختصارات، لكن هذا لا ينطبق على التعليم بسرعة.

أثبتت نتائج دراسات استطلاعية على الطلاب قام بها باحثون من جامعتي كاليفورنيا وبرينستون في الولايات المتحدة، أن تدوين الملاحظات رقمياً سواء كان على أجهزة الحواسيب الشخصية أو الهواتف المحمولة يعيق من سرعة عملية التعلم. لم تقتصر مساوئ التدوين الرقمي على تشتيت تركيز الطلاب وتعدد المهام وإلهائهم، فحتى لو استُخدمت لغاية كتابة الملاحظات وحدها فإنها تعيق عملية التعلم ومعالجة المعلومات التي يتلقاها الطالب، من خلال نسخه للمعلومات بشكل حرفي دون معالجتها وإعادة صياغتها بمفرداته الخاصة، ما يضر بعملية التعلم. إذا كنت تريد التعلم بشكل أسرع، فعليك بالورقة والقلم وأساليب التعليم التقليدية.

4- تعلم بشكل أسرع بأن تصبح مدرس نفسك

في دراسة أجراها فريق باحثين من جامعات واشنطن وكاليفورنيا وويليامز في الولايات المتحدة الأميركية عام 2014، تم تقييم تأثير تدريس المعلومات على سرعة تعلّمها. بدأت الدراسة بتهيئة مجموعتين من المشاركين لدراسة وتعلم معلومات محددة، بحيث أُخبر قسم منهم بأنه سيُختبر بالمعلومات، في حين سيُدرّس القسم الثاني المعلومات، ولكن في نهاية الدراسة اختُبر جميع المشاركين ولم يقم أي منهم بتدريس المعلومات.

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين يتوقعون تدريس المعلومات أظهروا استرجاعاً وتنظيماً أفضل للمعلومات، وكانت إجاباتهم أفضل من القسم الآخر. علل الباحثون السبب في تركيز المشاركين على المحتوى المهم في المعلومات وبنيتها. أي أن غرس فكرة توقّع تدريس وتعليم المعلومات يرفع من كفاءة وسرعة التعلم، لذا عليك بجعل تعليم ما تتعلمه واعتماد الآخرين عليك  كمدرس لفهمه دافعاً لك لتتعلم بشكل أسرع.

5- تعلم وحدات تعليمية قصيرة عوضاً عن التعلم لفترة طويلة

في بداية التعلم، نحتفظ بالمعلومات لفترة أطول وبشكل أوضح، ولكن بعد أكثر من 45 دقيقة من التعلم المتواصل يفقد الدماغ البشري القدرة على التركيز، فتدخل في مرحلة تعلم غير فعالة. بناءً على ذلك، يوصي الخبراء بأخذ استراحة ذهنية بعد كل 45 -50 دقيقة، لتخفيف الجهد العقلي والجسدي الذي يتعرضون له، وإعادة التزوّد بالطاقة لفترة تعليمية أخرى.

تتضمن فترات الاستراحة ممارسات ذهنية لتحويل انتباه الذهن، مثل تمارين اليوغا والتي تشي (Tai Chi)، أو الاستماع للموسيقى أو حتى ممارسة تمارين رياضية خفيفة. لذلك يجب أن نختار تقسيم الوقت لوحدات زمنية قصيرة ومتكررة، للتعلم بشكل أسرع كبديل عن ممارسة التعلم المكثف لفترات طويلة.

اقرأ أيضاً: نصائح ضرورية لتنظيم وقت كل طالب

6- قل لا لتعدد المهام

إن كنت من النوع الذي يشاهد عرضاً تقديمياً ويكتفي بالعبارات الرئيسية ورؤوس الأقلام، للانتقال إلى مهمة تالية، فسيخبرك العلماء أن هذا ما قد يجعلك بطيئاً في التعلم وفقاً لدراساتهم. كشف فريق علمي من قسم علم الاجتماع والإرشاد الأكاديمي في جامعتي لوك هافن وألاباما عن دراسة نُشرت في دورية ساينس دايركت عن تأثير تعدد المهام على الأداء الأكاديمي.

في زمن انتشار وتعدد تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، يتلقى الفرد زخماً وكماً كبيراً من المعلومات في آن واحد، لذلك قد يلجأ أحدنا لإتباع إستراتيجية تعدد المهام لإدارة المعلومات. ووفقاً للدراسة انعكس تعدد المهام على التقييم الأكاديمي للطلاب سلباً، بحيث أدى تشارك المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الفورية إلى تشتت الأفكار خلال المعالجة المعرفية للمعلومات، ما أعاق التعلم العميق. لذلك للتعلم بشكل أسرع يجب التركيز على وحدات التعليم بشكل كامل.

 إن عاداتك التعليمية والدراسية، هي ما ستحدد مدى كفاءة استثمارك للوقت، وقدرتك على التغلب على ما ستواجهه من عقبات. هي إجراءات صغيرة للتعلم بشكل أسرع، ولكنها ترسم نجاح مستقبلك.