ما تأثير اللقاحات على عدوى كوفيد-19 طويل الأمد؟

ما تأثير اللقاحات على عدوى كوفيد-19 طويل الأمد؟
من الواضح أن لقاحات كوفيد-19 توفر الوقاية من الدخول إلى المستشفى والوفاة. حقوق الصورة: بيكساباي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تبين دراسة جديدة أن لقاحات مرض كوفيد-19 قد لا تكون فعالة للغاية في الوقاية من عدوى كوفيد-19 طويل الأمد بعد الإصابة بعدوى اختراقية، على الرغم من أنها فعالة في الوقاية من الدخول إلى المستشفى والوفاة.

دراسات حول تأثير لقاحات كوفيد

راجع علماء الأوبئة التابعين لوزارة شؤون المحاربين القدماء في الولايات المتحدة السجلات الطبية لـ 13 مليون فرد معظمهم من المحاربين القدماء البيض الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً وسطياً. ومنهم ما يقرب من 34000 ممن عانوا من عدوى كوفيد-19 الاختراقية بعد تلقّيهم اللقاح. وأفاد الباحثون في ورقتهم البحثية التي نشرت في 25 مايو/أيار 2022 في مجلة “نيتشر ميديسن” أنهم وجدوا أنه في حين أن تلقي اللقاح يقلل بشكل كبير من خطر الدخول إلى المستشفى والوفاة، إلا أن اللقاحات تقلل من خطر الإصابة بالمرض طويل الأمد بنحو 15% فقط.

اقرأ أيضاً: متى يمكن القول إنك تحتاج إلى جرعة معززة ثانية من لقاح كوفيد-19؟

تمتّع الأفراد الذين أصيبوا بالعدوى الاختراقية والذين تلقوا اللقاح بوقاية من بعض الأعراض مثل تشكّل الجلطات الدموية والاضطرابات الرئوية. لكن لم يكن هناك فرق بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وأولئك الذين لم يتلقّوه عندما يتعلق الأمر بمخاطر العدوى طويلة المدى والتي تشمل المشكلات العصبية وأعراض الجهاز الهضمي والفشل الكلوي وحالات أخرى.

قال “زياد العلي”، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة ورئيس خدمات الأبحاث والتطوير في مستشفى “في أيه سانت لويس هيلث كير سيستم” لصحفية “واشنطن بوست“: “هذه النتائج مخيبة للآمال”، وأضاف: “كنت آمل أن تكون الوقاية التي توفرها اللقاحات أكبر خصوصاً نظراً لأنها الوسيلة الدفاعية الوحيدة التي نمتلكها اليوم”.

كان 32% من المحاربين القدماء الذين تلقوا اللقاح يعانون من أعراض كوفيد-19 طويل الأمد لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد إصابتهم بالعدوى الاختراقية. بينما بلغت نسبة المحاربين القدماء الذين لم يتلقوا اللقاح والذين عانوا من هذه الأعراض لنفس المدة 36%. أصدر مركز السيطرة على الأمراض الأميركي تقريراً في 24 مايو/أيار 2022 قدّر فيه الباحثون أن “خطر إصابة الناجين من كوفيد-19 بالانسداد الرئوي أو أمراض الجهاز التنفسي يبلغ ضعف الخطر” الذي يواجهه الأشخاص الذين لم يعانوا من الإصابة.

معدلات عدوى غير مؤكدة

قال العلي أيضاً لوكالة “أسوشيتد برس” أن مؤلفي الدراسة قاموا بإجرائها قبل توفر الجرعات المعززة لعوام الناس وقبل انتشار سلالة أوميكرون. لذلك من المرجح أن يكون معدل العدوى الاختراقية أعلى من النسبة التي بلغت %1 والتي أشارت إليها دراستهم، كما أنه من غير الواضح كيف تؤثر الجرعات المعززة على خطر الأعراض طويلة المدى. مع ذلك، يجدر الذكر أن اللقاحات تقلل من خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 طويل الأمد لأنها تقلل خطر الإصابة بالفيروس في المقام الأول.

ذكر العلي أيضاً أن العدوى الاختراقية وأعراض كوفيد-19 طويل الأمد كانت أكثر شيوعاً بين أولئك الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح “جونسون آند جونسون” مقارنة باللذين تلقوا جرعتين من لقاح “موديرنا” أو “فايزر“.

اقرأ أيضاً: أفضل الطرق للتحدّث إلى شخص متردد بأخذ لقاح كوفيد-19

لا تزال أسباب العدوى طويلة الأمد وعلاجاتها المحتملة غير معروفة. قال العلي لموقع مجلة نيتشر إنه تم توثيق أكثر من 83 مليون إصابة بمرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة وحدها، وحتى لو عانت نسبة صغيرة فقط من المصابين من العدوى طويلة الأمد، فسيكون “عدد الأشخاص المتأثرين بمرض لا يزال غامضاً كبيراً بشكل مذهل”.

على الرغم من أن هذه الدراسة تقدّم معلومات قيّمة، إلا أن التقارير التي استخدمت فيها تعود لفترة مبكرة للغاية من جائحة كوفيد-19 (من شهر يناير/كانون الثاني إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021 عندما كنت سلالة دلتا هي المسيطرة)، ما يعني أن النتائج قد لا تصح تماماً حالياً. قال “ستيفن ديكس”، الباحث في فيروس نقص المناعة البشرية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة لمجلة نيتشر: “ليس لدينا بيانات حول ما إذا كانت سلالة أوميكرون تتسبب بعدوى كوفيد-19 طويل الأمد”، وأضاف أن النتائج الجديدة “تنطبق على جائحة تغيرت بشكل كبير”.

قال ديكس أيضاً: “ليس لدينا تعريف أو مؤشرات حيوية أو اختبارات تصويرية للكشف عن العدوى طويلة الأمد، ولا نعرف آلية انتشارها وليس لدينا علاج لها”، وأضاف: “كل ما لدينا هو التساؤلات”.

اقرأ أيضاً: هل من الآمن السفر بعد الحصول على لقاح كوفيد-19؟

إن إزالة الغموض عن كوفيد-19 طويل الأمد من خلال إجراء الأبحاث التي تهدف تحديداً إلى اكتشاف أسبابه وإيجاد التدخلات الطبية المحتملة أمر ضروري للغاية بالنسبة لأولئك الذين يعانون حالياً من الأعراض طويلة الأمد. قال “غريغ فانيشكاكورن”، مدير برنامج إعادة تأهيل نشاطات ما بعد كوفيد-19 التابع لعيادة “مايو” في مدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، لشبكة “إن بي سي” الإخبارية: “يجب إجراء أبحاث مستمرة حول كوفيد-19 طويل الأمد على وجه التحديد حتى نتمكّن من تطوير علاجات خاصة به”. توجد حالياً طريقة واحدة فعالة في الوقاية من الإصابة بكوفيد-19 طويل الأمد، إذ يقول فانيشكاكورن: “الطريقة الأفضل لتجنّب الإصابة بعدوى طويلة الأمد هي تجنّب الإصابة بالمرض في المقام الأول”. وإحدى أفضل الطرق لتحقيق ذلك هي تلقي اللقاح.