الدائرة الأكثر تهديداً من قبل «كوفيد-19»: كيف يتأثر المرضى ناقصو المناعة بالجائحات والأوبئة العالمية؟

الدائرة الأكثر تهديداً من قبل "كوفيد-19": كيف يتأثر المرضى ناقصو المناعة بالجائحات والأوبئة العالمية؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الجهاز المناعي الضعيف كفيلٌ بتحويل أبسط الأمراض إلى خطيرة، ناهيك عن الجائحات والأوبئة. أحد مشكلات هذه الجائحة هي توسع انتشار مرض “كوفيد-19” بشكل غير مُسيطر عليه في جميع أنحاء العالم وإصابته للبالغين والأطفال ذكوراً وإناثاً. إلّا أن المشكلة الكبرى تكمن عند الأفراد المصابين بأمراض ضعف جهاز المناعة إذ يكونون في خطر أكبر لتطوير المضاعفات، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى اتخاذ إجراءات احترازية إضافية عند ناقصي المناعة. كما أورد بيان صحفي نشرته “أسترازينيكا” دعت فيه الحكومات والمؤسسات الطبية للعمل على تلبية الحاجات غير الملباة للمرضى ذوي المناعة المنقوصة، إذ يشكل “كوفيد-19” وغيره من الأوبئة مصدر تهديد مستمر لصحتهم. 

اقرأ أيضاً: أمراض المناعة الذاتية: عندما يبدأ جسمك بمحاربتك

من هم ناقصو المناعة؟

يعاني 4 من بين كل 10 أفراد من اضطراب وخلل في عمل جهازهم المناعي، وتتراوح المسببات بين أمراض القلب والإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والإصابة بالسرطان أو أمراض المناعة الذاتية التي تتطلب المعالجة مدى الحياة بالأدوية المُثبطة للمناعة.

تكمن الخطورة بأن الشخص الذي يعاني من نقص المناعة لا يتصدى بالشكل المطلوب عند الإصابة بالإنتانات أو مسببات الأمراض، بمعنى أن الجسم يبقى عاجزاً ولا يمكنه محاربة أبسط الإصابات كنزلة البرد مقارنةً بالشخص ذو الجهاز المناعي الصحيح. الأمر سيان عند إسقاط هذه النقطة على الجائحات الأكبر مثل “كوفيد-19” حيث سنجد أنه من الضروري اتخاذ الاحتياطات الإضافية لتأمين الحماية التي لا يستطيع الجهاز المناعي للفرد تقديمها.

اقرأ أيضاً: ما هي أحدث توصيات الوقاية من كوفيد-19؟

كيف تتشكل الاستجابة المناعية ضد “كوفيد-19” عند ناقصي المناعة؟

تعد تجربة “أوكتاف” واحدة من أهم التجارب في العالم التي بحثت في الاستجابة للتطعيم ضد مرض “كوفيد-19” عند المرضى ناقصي المناعة، حيث قارنت استجابة 600 مريضاً ممن يعانون من العوز المناعي مع مجموعة الأصحاء لتلقي لقاحات كوفيد لدراسة تباين عمل الخلايا البائية.

تضمنت التجربة مرضى مصابين بسرطان الدم وأمراض الكليتين والكبد وزرع الأعضاء وأمراض المناعة الذاتية وغيرهم. تم نشر النتائج على موقع “لانسيت” والتي أظهرت أن 89% فقط من المرضى ذوي العوز المناعي طوروا أجساماً مضادة في المصل خلال 4 أسابيع من جرعة اللقاح الثانية، بينما طور الأصحاء هذه الأجسام المضادة بنسبة 100%.

وبالتالي فشل 11% من المرضى ناقصي المناعة في إنتاج أي أجسام مضادة، وخاصةً عند المرضى المصابين بالتهاب الأوعية الدموية أو ممن يُعالجون بـ “ريتوكسيماب” الذي يستهدف الخلايا البائية، الأمر الذي يُسلط الضوء على أهمية الخلايا البائية في تحقيق الاستجابة المناعية ضد لقاحات “كوفيد-19” وغيرها من اللقاحات.

اقرأ أيضاً: هل يمكن تقوية الجهاز المناعي؟

تدابير تؤمن الحماية لناقصي المناعة في ظل رفع الإجراءات الاحترازية

عدم استجابة بعض المرضى للقاحات “كوفيد-19” يضعنا جميعاً تحت مسؤولية أكبر، ففي الوقت الذي تؤمن فيه اللقاحات حماية لنا، قد لا تؤدي دورها عند المرضى ناقصي المناعة. ولذلك يشكل رفع القيود الاحترازية، الذي سُعدنا فيه نظراً لأنه أشار إلى عودة الحياة الطبيعية، عاملاً سلبيّاً بالنسبة لنوعية حياة المرضى ناقصي المناعة.

النقطة الأهم هي عدم إيقاف الأدوية المثبطة للمناعة حتّى عندما يكون النقص المناعي ناجماً عنها، إذ قد يتسبب إيقاف الدواء دون استشارة مقدم الرعاية الصحية بالدخول إلى المستشفى. ومن التدابير التي يجب على المرضى تطبيقها بعد رفع القيود والإجراءات الاحترازية:

  • تقليل عدد مرات مغادرة المنزل قدر الإمكان، وهذا لا يعني عدم الخروج مطلقاً وإنما فقط تجنب ما هو غير ضروري منها. إضافةً إلى البقاء على بعد 6 أقدام من الآخرين في الأماكن العامة كمراكز التسوق وغيرها، حيث يعتبر التباعد الاجتماعي أحد أفضل الحلول وأكثرها وقايةً.
  • اتخاذ احتياطات وتدابير وقائية عند الذهاب إلى المستشفى أو عند زيارة الطبيب.
  • تغطية الفم والأنف واستخدام القناع الوجهي عند الخروج من المنزل.
  • الحفاظ على مسافة 1.5 متراً ممن يتظاهرون بالسعال والعطاس.
  • تعلم تقنية الجراحين في غسل اليدين، أي غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون لمدة 20 ثانية عند العودة إلى المنزل أو عند الاحتكاك بأسطح غير معقمة أو بأشخاص محتمل حملهم للفيروس.
  • تعقيم اليدين بمعقم يحتوي على نسبة 60-70% من الكحول في حال لم يكن غسيل اليدين بالماء والصابون متاحاً.
  • تعقيم الأشياء التي تستخدم بشكل متكرر مثل مفاتيح السيارة والهاتف المحمول ومقابض الأبواب.
  • تجنب التواجد بنفس الغرفة مع مرضى مصابين.
  • تجنب لمس العينين أو الفم وحتّى كامل الوجه إلى أن تسمح الفرصة بغسيل اليدين والتعقيم.
  • الحفاظ على نظام غذائي متوازن والحرص على توفير كامل المواد المغذية التي يحتاجها الجسم.
  • الحفاظ على النشاط قدر الإمكان.
  • محاولة الخروج في الهواء الطلق عندما تسنح الفرصة بذلك، لكن مع الحفاظ على إرشادات التباعد الاجتماعي وتجنب المناطق المزدحمة.
  • يُنصح بتجنب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين. وعلى الرغم من أن هذا لا يزال مثيراً للجدل، إلا أن منظمة الصحة العالمية أوصت بعدم استخدام هذه الأنواع من الأدوية نظراً لأنها تزيد من مضاعفات “كوفيد-19”.

اقرأ أيضاً: كيف تجعل من غذائك اليومي معززاً لجهازك المناعي؟