كابا ودلتا: ما نعرفه عن سلالات فيروس كورونا

سلالات فيروس كورونا
صورة مجهرية لفيروس كورونا معزول من مريض — مصدر الصورة: المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية/ فليكر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كان هناك أمر مؤكّد في الحياة، فهو التغيّر، والفيروسات ليست استثناءً عن هذه القاعدة. ظهرت سلالات فيروس كورونا الجديدة في مناطق مختلفة من العالم، وفي حين أن هذا يبدو مخيفاً؛ إلّا أنه طبيعي تماماً، وحتى أنه «مكرور» كما تصفه إحدى الدراسات في دورية «نيتشر».

على الرغم من أن علماء الفيروسات تنبؤوا أن الفيروس الذي يتسبب بمرض كوفيد-19 سيحدث له طفرة؛ إلا أن ما لا يعلمه العلماء بالضبط بعد هو كم هي معدية، أو قاتلة هذه السلالات الجديدة، وعلى الرغم من أننا نعلم أن بعض السلالات انتشرت في الولايات المتحدة دون علم العوام؛ إلا أن بعض السلالات؛ وبالتحديد سلالتا «ألفا» و«بيتا» اللتان ظهرتا في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا على الترتيب، تتشارك بعض الميزات غير الاعتيادية التي تجعلهما أكثر قدرةً على العدوى.

إليكم بما تحتاجون معرفته عن السلالات الجديدة من فيروس كورونا، وعلاقتها بمرض كوفيد-19.

كابا ودلتا: السلالتان اللتان ظهرتا في الهند (بي1.6.17)

السلالتان الأكثر إثارةً للقلق حالياً هما سلالتا «دلتا» و«كابا»؛ اللتان نتجتا عن طفرة في سلالة بي.1.617؛ والتي ظهرت لأول مرة في الهند في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وانتقلت إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ومؤخراً إلى «إسرائيل». هذه السلالة هي الأكثر شيوعاً حالياً في الهند؛ والتي شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد الحالات أواخر شهر أبريل/ نيسان وأوائل مايو/ آيار.

تعد سلالة دلتا حالياً هي أكثر الأنواع شيوعاً في الولايات المتحدة، وقد ثبت أنها قابلة للانتشار بشكلٍ هائل، حتى أكثر من فيروسات نزلات البرد. قدّر العلماء أن الرقم التكاثري للسلالة الأصلية من فيروس كورونا يتراوح بين 1.5 و 3.5؛ مما يعني أن كل شخص مريض ينقل العدوى إلى 1-4 أشخاص آخرين في المتوسط. مع ذلك؛ يبدو أن سلالة دلتا أكثر قابلية للعدوى من ذلك. يقدر الباحثون أن كل مريض سوف ينقل العدوى إلى حوالي 7 أشخاص؛ هذا يجعل قابلية عدوى سلالة دلتا تبلغ أكثر من ضعف قابلية عدوى السلالة الأصلية، كما يجعلها معديةً بنفس درجة جدري الماء تقريباً.

لا يزال الخبراء يحاولون معرفة ما إذا كانت سلالة دلتا تتسبب في حالة مرضيّة أشدّ من السلالات الأخرى أم لا؛ ولكن الأغلبية الساحقة من حالات الدخول إلى المشفى والوفيات الناتجة عن هذه السلالة وقعت عند الأفراد الذين لم يتلقّوا اللقاح.

تقول «إنسي يلدرم»؛ أخصائية أمراض الأطفال المعدية وأخصائية اللقاحات في كلية الطب في جامعة «ييل»، في بيان صحفي: «مع تلقيح الفئات العمرية الأكبر سناً، سيكون الأشخاص الأصغر سناً وغير الملقحين أكثر عرضةً للإصابة بمرض كوفيد-19 الناتج عن أية سلالة»، وأضافت: «ولكن يبدو أن سلالة دلتا تؤثر على الفئات العمرية الأصغر أكثر من السلالات السابقة».

تُعرف العائلة التي تشمل سلالتي دلتا وكابا بطفرتين رئيسيتين؛ «إي 484 كيو» و«إل 452 آر»، وقد تساعد الأولى الفيروس في مقاومة الأجسام المضادة؛ وفقاً لصحيفة «ذا نيويورك تايمز».

عبرت سلالة دلتا أكثر من 60 بلداً، وتسببت بارتفاع كبير في عدد الإصابات في أماكن مثل المملكة المتحدة. في سنغافورة، وفقاً لشركة «بلومبيرغ»؛ كانت هذه الطفرة مسؤولةً عن 95% من عيّنات كوفيد-19 المحلية، وبالإضافة لذلك؛ يعاني المرضى المصابون بالمرض في الهند -حيث تنتشر هذه السلالة بشكلٍ خاص- من أعراض أكثر ندرةً؛ مثل: ألم المعدة، الغثيان، القيء، فقدان الشهية والسمع، وآلام مفصلية. أفاد «غانيش مانودهان»؛ طبيب قلب من مدينة مومباي لـ «بلومبيرغ»، إنه شهد ارتفاعاً في حالات الإصابة بـ «الخثرات الميكرَوية»؛ وهي خثرات تتشكل في الأوعية الدموية الدقيقة؛ والتي كانت شديدةً للغاية لدرجة أنها تسببت بالغرغرينا وكانت مهددةً للحياة.

قال مانودهان لبلمومبيرغ: «كشفت على 3 أو 4 حالات خلال السنة الماضية كلها، والآن؛ أصبح عدد الحالات يبلغ حالةً كل أسبوع».

هناك مخاوف أيضاً حول فعالية اللقاحات الحالية في مقاومة سلالة دلتا. بيّنت إحدى الدراسات أن تلقّي جرعتين من لقاح فايزر كان فعالاً بنسبة 88% في مقاومة هذه السلالة؛ وذلك مقارنةً بنسبة فعالية بلغت 93% في مقاومة سلالة ألفا؛ والتي نشأت في المملكة المتّحدة.

قال «أشيش جها»؛ عميد كلية الصحة العامة في جامعة براون في برنامج «ذا توداي شو» في 9 يونيو/ حزيران الجاري: «هذه السلالة هي السلالة الأكثر عدوىً من الفيروس؛ والتي شهدناها خلال الجائحة»، وأضاف: «تسببت هذه السلالة بارتفاع كبير في عدد الإصابات في الهند، كما أنها تتسبب بازدياد حقيقي في عدد الإصابات في المملكة المتحدة؛ على الرغم من انتشار اللقاحات فيها، لذا فهي تمثّل مشكلةً حقيقية».

دلتا بلس: سلالة فرعية من سلالة دلتا

هناك سلالة أخرى أثارت قلق علماء الفيروسات مؤخراً، وهي تُعرف باسم سلالة «دلتا بلس». وفقاً لصحيفة ذا نيويورك تايمز؛ يصف العلماء هذه السلالة بأنها سلالة فرعية من سلالة دلتا؛ مما يعني أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه السلالة، ومن المحتمل أن تكون قد تطوّرت منها. تحتوي سلالة دلتا بلَس على طفرة على بروتين سبايك لاحظ الباحثون وجودها أيضاً في سلالة بيتا (الموصوفة أدناه).

من المحتمل أن تكون هذه السلالة قد نشأت في الهند؛ ولكنها انتشرت الآن إلى أكثر من 12 دولةً؛ ومنها الولايات المتحدة. في 4 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت وكالة مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية أنها وثّقت حالتين على الأقل من المرض ناتجتين عن سلالة دلتا بلس، وذلك وفقاً لصحيفة «ذا واشنطن بوست».

اقرأ أيضاً: ما تود معرفته عن متغيّر «دلتا بلس» وهل يمكن أن يفلت من اللقاحات؟

يعتقد بعض الخبراء أن هذه السلالة أكثر قابلية للانتقال من سلالة دلتا شديد القابلية للانتقال والتي تنتشر حالياً في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم؛ على الرغم من وجود حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك. قال «شهيد جميل»؛ عالم الفيروسات ومدير كلية «تريفيدي» للعلوم البيولوجية في جامعة «أشوكا» في مدينة سونيبات في الهند، لصحيفة ذا نيويورك تايمز في أواخر يونيو/حزيران الماضي: «من المرجح أن تكون هذه السلالة قادرةً على مقاومة المناعة»، وأضاف: «يعود هذا لأنها تتسبب في جميع الأعراض التي تتسبب بها سلالة دلتا وأيضاً بعض الأعراض التي تتسب بها سلالة بيتا».

اقرأ أيضاًك كيف تختلف أعراض متغير دلتا عن فيروس كورونا الأصلي؟

لامدا: السلالة التي نشأت في البيرو (سي.37)

اعتباراً من 14 يونيو/ حزيران الماضي، صنّفت منظمة الصحة العالمية سلالة لامدا على أنها «سلالة مثيرة للاهتمام». يشك بعض الخبراء في أن هذه السلالة قد تكون أكثر خطورةً من سلالة فيروس كورونا الأصلي؛ وهو أمر يثير القلق لأن هذه السلالة ظهرت في 29 دولةً حول العالم. تضررت البيرو، حيث نشأت السلالة، بشدة من الفيروس؛ إذ مات 596 من كل 100.000 شخص بسبب مرض كوفيد-19؛ وهو رقم يبلغ تقريباً ضعف عدد الوفيات في ثاني أكثر البلدان تضرراً.

تم الإبلاغ عن هذه السلالة لأول مرة في أغسطس/ آب 2020، وبحلول ربيع عام 2021، كانت السلالة مسؤولة عن 97% من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في البيرو. أظهرت النتائج الجديدة أن لقاحات مثل «فايزر» و «موديرنا» و «كورونا فاك» أقل فعاليةً في مقاومة هذه السلالة من السلالة الأصلية؛ لكنها تبقى فعّالةً بما يكفي لإبطال تأثيرها. مع ذلك؛ يجب إجراء الكثير من الأبحاث لفهم هذه السلالة.

قال «بابلو تسوكاياما»؛ عالم الأحياء الدقيقة في جامعة «كايتانو هيريديا» في البيرو، لصحيفة ذا نيويورك تايمز: «لا أعتقد أن هذه السلالة ستكون أسوأ من أية سلالة أخرى شهدناها»، وأضاف: «كل ما في الأمر أننا نعرف القليل جداً عنها لدرجة تفسح المجال للكثير من التكهّنات».

ألفا: السلالة التي ظهرت في المملكة المتحدة (بي.1.1.7)

السلالة التي اكتُشفت لأول مرة في المملكة المتحدة؛ والتي تعرف باسم بي.1.1.7، حُددت في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2020، ودفعت السلطات إلى تشديد قواعد الحجر ورقابة الحدود داخل المملكة وبين البلدان الأخرى. ظهرت هذه السلالة بكثافة أكثر في جنوب إنغلترا، وتبين للباحثين أن لها عدد كبير من الطفرات؛ والتي وصل عددها إلى 23 طفرة على فيروس كورونا الذي ظهر في ووهان في أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول 2019.

انتشرت هذه السلالة عبر الولايات المتحدة، وتضاعف عدد المصابين بها مرة كل 10 أيام منذ شهر يناير/ كانون الثاني؛ وذلك وفقاً لإحدى الدراسات التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران.

في حين أن العلماء يعتقدون أن لقاحات كوفيد-19 التي تُوزّع حالياً لا تزال فعالة في مقاومة هذه السلالة، وأنه لا يوجد اختلاف في شدة المرض التي تسببها مقارنةً بالسلالة الأساسية؛ إلا أن هذه السلالة معدية أكثر. وفقاً لوكالة« بي بي سي»؛ تستطيع هذه السلالة أن تنتشر بسرعة أكبر بنسبة 50-70% مقارنة بالسلالات السابقة؛ مما يعني أننا قد نضطر لزيادة قسوة الحجر والطرق الأخرى للوقاية من انتشارها.

يقول «نيل فيرغيسون»؛ أستاذ علم الأوبئة في جامعة «ذا إمبيريال كوليج لندن» في تصريح: «السلالة الجديدة للفيروس تنتشر بشكلٍ فعال أكثر مقارنةً بالسلالة التي سبقتها؛ وهذا يعني أن آليات السيطرة على الانتشار التي كانت فعالةً من قبل، قد لا تكون فعالةً في المستقبل».

لا يعلم أحد بثقة ما السبب الذي يجعل هذه السلالة تتسبب بالعدوى أكثر. يعتقد البعض أن لها سمات خاصةً تسمح للفيروس بالدخول إلى الخلايا البشرية بسهولة أكبر. تشير بعض الدراسات الأولية إلى أن أجسام الأشخاص المصابين بهذه السلالة قد تحتوي على عدد أكبر من نسخ الفيروس في الأذنين والأنف والحنجرة؛ مقارنةً بالأشخاص المصابين بالسلالة الأساسية أو السلالات الأخرى.

منذ منتصف فبراير/شباط 2021، ظهرت سلالة بي.1.1.7 في أكثر من 70 بلد و 33 ولاية.

بيتا: السلالة التي ظهرت في جنوب إفريقيا (بي.1.351)

بعد بضعة أيام من اكتشاف سلالة ألفا، ظهرت سلالة أخرى اسمها بي.1.351 في جنوب إفريقيا يبدو أنها نتجت عن طفرات مشابهة. بينت الأبحاث أن هذه السلالة تنتشر أكثر من السلالات السابقة عبر البلاد، كما أنها استبدلت السلالات الأقدم تقريباً في مقاطعات كيب الشرقية والغربية وكوازولو-ناتال.

بشكلٍ مشابه لسلالة ألفا، فالإصابة بسلالة بيتا لا تعني أن المرضى يعانون من حالة مرضيّة أكثر شدّةً؛ ولكنها تبدو بالتأكيد أكثر قدرةً على الانتشار. في الواقع؛ بينت دراسة حديثة أن سلالة بيتا لا تتسبب بأعراض سريرية غريبة.

قال «ريتشارد ليسيل»؛ باحث سريري في مركز «ذا أفريكا سنتر فور هيلث آند بوبيوليشن ستاديز»، لصحيفة «ذا أسوسياتد بريس»: «لسنا عاجزين في وجه هذه السلالة»، وأضاف: «يمكننا تغيير سلوكنا لإبطاء انتشار هذا الفيروس».

على عكس سلالة ألفا؛ يشعر بعض العلماء بالقلق من أن سلالة بي.1.351 قد تكون أكثر مقاومةً للّقاحات الحالي، نتيجةً لاحتوائها على اختلافات كبيرة في بروتينات «سبايك». تُسخّر لقاحات الـ «أم آر أن أيه» الحالية لمرض كوفيد-19 هذه البروتينات بهدف تدريب أجسامنا على التعرف على الفيروس ومقاومته.

أُجريت العديد من الأبحاث خلال الأشهر الماضية بهدف اختبار فعالية اللقاحات في مقاومة هذه السلالة، ووفقاً لوكالة رويترز، وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، فقد أفاد العلماء من شركة «بيونتيك» -وهي شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية التي تشاركت مع شركة فايزر في تطوير أحد اللقاحات التي تُستخدم اليوم- أنهم يختبرون فعالية اللقاحات في مقاومة السلالات الجديدة، وأنهم سيُجرون تعديلات يمكن أن تستغرق 6 أسابيع إذا كانت هناك حاجة لذلك. مع ذلك؛ ليس من الواضح إذا كان هناك حاجة لتعديل اللقاحات.

منذ بداية شهر يونيو/ حزيران الجاري، تم منح اللقاح لأقل من 1% من سكان جنوب إفريقيا، ووفقاً لوكالة «أسوشيتد برس»، فقد قال الرئيس «سيريل رامافوسا» في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن اللقاح سيصل إلى 10% من سكان البلاد بحلول الأشهر الأولى من سنة 2021.

ظهرت سلالة بيتا في 5 بلدان أخرى منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول؛ وهي: المملكة المتحدة، فنلندا، سويسرا، اليابان وأستراليا، وانتشرت منذ ذلك الحين إلى 86 بلد على الأقل.

غاما: السلالة التي ظهرت في البرازيل (بي.1)

أصيب . مثل سلالة بيتا؛ بيّنت الدراسات عدم وجود أية أعراض غريبة لهذه الطفرة.

نتجت هذه السلالة –وهي قريبة من سلالة بيتا– عن طفرات مشابهة؛ ومنها طفرة أطلق عليها علماء الفيروسات اسم «إي 484 كاي»؛ وهي تؤثر على بروتين سبايك، ومن الممكن أن تخفف فاعلية بعض اللقاحات، ووفقاً لمنظّمة «ناشيونال ببلك راديو»؛ إحدى مصادر القلق الكبيرة الأخرى هي معدّلات تكرر الإصابة. عدد الطفرات التي طرأت على هذه السلالة يمكن أن تساعد الفيروس نظرياً على مقاومة استجابة الأجسام المضادة، وهذا يمكن أن يكون السبب الذي جعل هذه السلالة تنتشر مجدداً في مدينة ماناوس في البرازيل؛ على الرغم من انتشارها بشكل كبير من قبل منذ سنة.

قال «جيريمي لوبان»؛ خبير الفيروسات في جامعة ماساتشوستس، لمنظّمة ناشيونال ببلك راديو: «إذا سُئلت الآن ما هو الأمر الأكثر قلقاً؛ سيكون جوابي هو أن التقارير تفيد بارتفاع مفاجئ في عدد الإصابات في ماناوس»، وأضاف: «أُصيب 75% من سكان هذه المدينة بالمرض [في ربيع السنة الماضية]».

إيتا: سلالة أخرى ظهرت في المملكة المتحدة (بي.1525)

وصف تقرير نشره باحثون من جامعة إدنبرة في اسكتلندا في 15 فبراير/ شباط الماضي سلالةً أخرى ظهرت في المملكة المتحدة تعود لشهر ديسمبر/ كانون الأول 2020. منذ شهر فبراير/ شباط، ظهرت هذه السلالة في 11 بلداً مختلفاً؛ مثل كندا، الدنمارك، الولايات المتّحدة، غانا وأستراليا، ومثل سلالتيّ ألفا وبيتا؛ تحتوي هذه السلالة على طفرة إي 484 كاي في بروتين سبايك؛ والتي يمكن أن تؤثّر على فاعلية اللقاحات.

يقول «سايمون كلارك»؛ أستاذ مساعد في علم الأحياء الخلوية الدقيقة في جامعة ريدينغ، لصحيفة «ذا غارديان»: «لا نعلم بعد مدى قدرة هذه السلالة [الجديدة] على الانتشار؛ ولكن إذا كانت ناجحةً، فيمكن افتراض أن المناعة الناتجة عن أي لقاح أو إصابة سابقة ستضعف».

إبسيلون: السلالة التي ظهرت في شمال كاليفورنيا (بي.1.427، بي.1.429)

في يناير/ كانون الثاني، بدأ علماء الفيروسات في دراسة سلالة أصبحت الآن الأكثر انتشاراً في كاليفورنيا. الطفرة وراء هذه السلالة؛ والتي تدعى أل 452 آر، ليست حديثةً تماماً، وقد كشف الباحثون هذه السلالة لأول مرة في الدنمارك في مارس/ آذار 2020، وانتشرت بسرعة لبلدان أخرى؛ ومنها الولايات المتحدة.

مع ذلك، فقد ارتفع عدد حالات الإصابة المرتبطة بهذه السلالة في شمال ولاية كاليفورنيا. كشف الباحثون هناك عن وجودها في 25% من العيّنات التي جُمّعت بين منتصف ديسمبر/ كانون الأول وأوائل يناير/ كانون الثاني؛ وهي نقلة كبيرة عن نسبة 4% التي سُجّلت في الأسابيع الثلاث التي سبقت ذلك؛ وذلك وفقاً لصحيفة «ذا واشنطن بوست».

شملت العديد من حالات الانتشار الواسعة؛ والتي وقعت في يناير/ كانون الثاني في مقاطعة سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، هذه السلالة؛ وذلك وفقاً لتصريح أصدرته سلطات المقاطعة. وجدت الأبحاث الحديثة أن هذه السلالة أكثر فعاليةً بنسبة 40% في إصابة الخلايا البشرية مقارنةً بالسلالات الأخرى، كما يمكنها أن تقاوم الجهاز المناعي؛ وذلك وفقاً لصحيفة «ذا نيويورك تايمز». بُنيت الأبحاث الحديثة على دراسات لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، وستُنشر على الإنترنت قريباً.

يقول «تشارلز تشيو»؛ عالم فيروسات وأستاذ في الطب المخبري في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في التصريح الأخير: «تحمل هذه السلالة 3 طفرات -ومن ضمنها أل 452 آر- في بروتين سبايك؛ وهو البروتين الذي يستعمله الفيروس للارتباط بالخلايا والدخول إليها، ويستهدفه اللقاحان المتوفّران حالياً في الولايات المتحدة»، ويضيف: «الآن بما أننا بتنا نعلم أن هذه السلالة تنتشر في مجتمعاتنا المحلية، فنحن نركّز عليها في الدراسات. سيستطيع الباحثون في جامعة كاليفورنيا وغيرها إجراء تجارب مخبرية حاسمة لتحديد ما إذا كان الفيروس أكثر أو أقل قدرةً على العدوى، أو إذا كان يؤثّر على فعالية اللقاحات».

مع ذلك، فهناك بعض الشكوك حول ما إذا كانت سلالتي بي.1.427 و بي.1.429 بنفس خطورة سلالة بي.1.117؛ والتي وصلت إلى ولاية كاليفورنيا في ديسمبر/ كانون الأول.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً