كل ما تود معرفته عن جرعات لقاحات كورونا المُعزِّزة

لقاحات كوفيد-19 المعززة لقاحات كورونا المعززة تأثير اللقاحات على تطور فيروس كورونا
shutterstock.com/ insta_photos
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يبدو أننا تلقّينا اللقاح منذ زمن قصير، ومع ذلك فقد حان الوقت بالفعل للتحدث عن جرعات لقاحات كورونا المعززة. أعلنت الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة عن خطة للبدء في منح جرعات إضافية ابتداءً من هذا الخريف، وذلك بناءً على بيانات ودراسات أجرتها شركتا «موديرنا» و «فايزر-بيونتك». لكن نظراً لأن العديد من الأشخاص قد حصلوا للتو على الجرعات الأولى من اللقاحات، فليس من الغريب وجود العديد من الأسئلة العالقة.

اقرأ أيضاً: 6 إجابات موجزة لأبرز الأسئلة المتعلقة بلقاحات كوفيد-19 المعززة

هل هناك حاجة لتلقّي جرعة معززة؟

نعم و لا. توفر جميع اللقاحات الحالية؛ ومنها لقاح شركة «جونسون آند جونسون»، وقايةً عاليةً ضد حالات المرض الشديدة والوفاة المرتبطة بكوفيد-19، حتى بعد عدة أشهر من تناول أول جرعة. حتى في هذا الخريف، يتوقع الخبراء أن أي شخص تلقّى اللقاح بالكامل (أي جرعتين من لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) أو جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون (J&J) سيظل يتمتّع بالوقاية من التداعيات الخطيرة للمرض.

التوصية بالحصول على جرعة معززة ليست ناتجةً عن كون آليات التلقيح الحالية غير فعالة؛ بل لأنه حتى أفضل اللقاحات ستضعف فعاليتها بمرور الوقت. مثلاً؛ تُظهر بيانات شركة فايزر-بيونتك أن فعالية لقاحها ضد أعراض كوفيد-19 انخفضت بنحو 6% كل شهرين (على الأقل خلال فترة الدراسة التي استمرت 6 أشهر)؛ لكن هذه اللقاحات لا تزال تقي من 97% من الإصابات الشديدة. وجدت الشركة أيضاً أن منح جرعة ثالثة بعد 5-8 أشهر أدى إلى ارتفاع كبير في مستويات الأجسام مضادة مقارنةً بمنح جرعتين فقط. قدمت شركة جونسون آند جونسون نتائجَ مماثلةً حول الجرعات المعززة التي تلي الجرعة الأولى بـ 6 أشهر، ولاحظ الخبراء ارتفاعاً كبيراً في مستويات الأجسام المضادة بعد تلقّي الجرعة المعززة. ليس من الواضح حتى الآن مقدار الوقاية الإضافية التي قد توفرها هذه الجرعات المُكمّلة؛ إذ أن فعاليتها الحقيقية لم تُقدّر بعد.

كل هذا يعني أنك إذا تلقّيت اللقاح بالكامل، فستكون محميّاً للغاية من الإصابة بحالة خطيرة من كوفيد-19؛ تلقّي جرعة معززة لاحقاً يظل فكرة جيدة. نظراً لمدى سرعة انتشار فيروس كورونا، فلا ضير من الحصول على وقاية إضافية. إذا كنت تعاني من نقص المناعة بطريقة ما، فإن خبراء الصحة العامة يوصون بشدة بالحصول على جرعة إضافية، نظراً لأن أجهزة المناعة الضعيفة تواجه صعوبة في الاستجابة للقاحات بشكل ملائم.

لقاح أسترازينيكا أم فايزر لقاحات مختلفة
shutterstock.com/ Yuganov Konstantin

متى يجب الحصول على جرعة مُعزّزة؟

في الوقت الحالي؛ يوصي مركز السيطرة على الأمراض الأميركي الأشخاص الذين تلقّوا لقاح شركة فايزر أو موديرنا بالحصول على جرعة معززة بعد 8 أشهر من تناول الجرعة الثانية.

هل يجب تلقّي جرعة معززة بعد تلقّي لقاح جونسون آند جونسون؟

لا يزال مركز السيطرة على الأمراض ينتظر البيانات من شركة جونسون آند جونسون؛ والتي تبيّن ما إذا كانت الجرعة المُعزّزة ستكون ضروريةً ومفيدة، ومن المتوقع أن يتم طرح خطة لتوزيع الجرعات المُعززة بمجرد ورود هذه المعلومات. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت المدة التي تفصل الجرعتين (الوحيدة والمُعززة) ستكون أيضاً 8 أشهر؛ ولكن نظراً لأن هذا اللقاح لم يحصل على إذن الاستخدام الطارئ حتى نهاية فبراير/ شباط الماضي، فلا يزال هناك وقت أمام مركز السيطرة على الأمراض لتقييم البيانات قبل اتخاذ القرار.

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث في جهاز المناعة عند تلقّي لقاحات مختلفة لنفس المرض؟

ما مقدار الوقاية التي توفّرها الجرعات المعززة؟

ليس من المؤكد حتى الآن مقدار الوقاية التي يمكن أن توفرها الجرعات المعززة؛ وذلك من حيث الوقاية من العدوى أو الإصابة بالمرض الشديد أو الوفاة. نظراً لأن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال («إم آر إن أيه» اختصاراً) لا تزال توفر وقايةً عاليةً جداً ضد التداعيات الأكثر خطورةً للمرض، فمن غير المرجح أن تزيد الفعالية في هذه المناحي كثيراً. الهدف الرئيسي من الجرعات المعززة هو زيادة الوقاية ضد الأعراض الخطيرة، أو تقليل احتمال الإصابة بالعدوى في المقام الأول. الحد من هذه الحالات الأقل خطورةً لا يزال أمراً بالغ الأهمية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يساعد على إبطاء انتشار المرض بشكلٍ عام. كلما استغرق جسمك وقتاً أطول للتخلص من الفيروس (وكلما زاد العطس أو السعال)، زاد احتمال انتقال الفيروس للآخرين.

هناك أيضاً نقاش مستمر حول ما إذا كان تناول مزيج من اللقاحات قد يوفر وقاية إضافية: فهل إذا تلقّيت لقاح أم آر أن أيه مثلاً، فإن تناول جرعة من لقاح جونسون آند جونسون سيكون خياراً حكيماً أو العكس؟ وذلك لأنك ستكون قد تلقّيت نوعين مختلفين من اللقاحات. تكمن الفكرة أساساً في أنه نظراً لأن اللقاحات تعمل بشكلٍ مختلف، فإن تلقّي أنواع متعددة من اللقاحات يمكن أن يوسع استجابتك المناعية. إذْ تميل لقاحات الفيروسات الغديّة (مثل لقاح جونسون آند جونسون أو لقاح «أسترازينيكا» الخاص بجامعة أوكسفورد) إلى إنتاج مستويات مرتفعة من الخلايا التائية (أحد أنواع الخلايا المناعية)، في حين أن لقاحات الـ إم آر إن أيه؛ مثل لقاحيّ فايزر و موديرنا أكثر كفاءةً في تحفيز استجابة الأجسام المضادة.

أُجريت بعض الدراسات في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وأشارت إلى أن تناول أكثر من لقاح قد يكون فعالاً في الواقع؛ لكن كل هذه الدراسات بحثت حتى الآن في الاستجابات المناعية فقط، وليس في فعالية الوقاية من المرض. يبدو أن التنويع في اللقاحات قد يكون مفيداً بالفعل في النهاية – خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على لقاح من جرعة واحدة.

هل هناك حاجة لتلقّي أكثر من جرعة معززة؟

كانت هناك بعض التكهنات (بشكل رئيسي من قبل الرؤساء التنفيذيين لشركات الأدوية) بأن لقاحات مرض كوفيد-19 ستصبح مثل لقاحات الإنفلونزا أو ربما لقاح الكزاز (التيتانوس)؛ والتي يُنصح بتلقّيها كل سنة أو كل 10 سنوات، على الترتيب؛ لكن من غير المؤكد في هذه المرحلة ما إذا كان هذا الأمر سينطبق على لقاحات فيروس كورونا أم لا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذا يعتمد على الكثير من العوامل؛ ومنها مدى تراجع فعالية اللقاحات، ومدى انتشار الفيروس وسرعة تحوّره، وعدد الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح. ستؤثر كل هذه العوامل وغيرها على ما إذا كنا بحاجة إلى تلقّي الجرعات المعززة أكثر من مرة أم لا.

هذا المقال من «بوبيولار ساينس»، علماً أن المقال المنشور باللغتين (العربية والإنجليزية) محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.