ما هو مرض «فلورونا» الجديد؟ وما هي طرق الوقاية منه؟

لإلورونا
حقوق الصورة: كمال إيشبانديان/ شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مرةً أخرى، يتصدر الفيروس التاجي عناوين الأخبار مثيراً الذعر حول العالم، فبعد أن تم الإبلاغ عن العديد من الحالات حول العالم لمرضى مصابين بالإنفلونزا وكوفيد-19 معاً، بدأت الأفكار والذعر بشأن “فلورونا” بالانتشار.

ونظراً لأن حالات العدوى بالفيروس التاجي تتزايد مع انتشار متغير “أوميكرون” شديد الانتقال، فإن احتمالات الإصابة بكل من الإنفلونزا وكوفيد-19 ستكون أعلى بالطبع، كما يحذر الخبراء. لكن لا داعٍ للفزع؛ فإذا تم تطعيمك ضد كل من الإنفلونزا وكورونا، فمن غير المرجح أن تتأثر بشكلٍ كبير بالمزيج المؤلف منهما. 

لكن الأطباء يقولون إن أولئك الذين لم يتم تلقيحهم ضد الإنفلونزا وفيروس كورونا يجب أن ينتبهوا للمخاطر المتأتّية على صحتهم جرّاء الإصابة بالمزيج بينهما.

ما هو فلورونا؟

“فلورونا”، هو المصطلح الذي يجمع بين كل من “الإنفلونزا” (Flu) و”الفيروس التاجي” (Corona)، فهو ليس مرضاً منفصلاً، وليس مفهوماً جديداً تماماً، إذ لوحظت الإصابة بمرضين مختلفين من أمراض الجهاز التنفسي في آنٍ واحد في وقتٍ مبكر من عام 2020. ومع اقتراب خريف عام 2021، بدأ الأطباء والخبراء في التحذير من “وباء” محتمل يجمع بين كل من الإنفلونزا وفيروس كورونا إذا لم يتم تطعيم الناس ضد كليهما.

ويُذكر أن معدلات الإصابة بالإنفلونزا كانت منخفضة في عام 2020، بسبب التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة وقيود الإغلاق في ذلك العام. وعادةً ما تحث مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الناس على التطعيم ضد الإنفلونزا بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول. وفي موسم الإنفلونزا الأخير، توقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “موسم إنفلونزا مبكر وربما شديد” بسبب نقص مناعة السكان منذ بدء الإجراءات الوقائية لكوفيد-19 في مارس/آذار 2020.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن المرضين ينتشران بنفس الطريقة؛ عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتكلم أو يتنفس، يمكن أن يصيب الرذاذ الآخرين القريبين منه. ويمكن للأطباء اختبار كلاً من الإنفلونزا وكورونا لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بكليهما أو بأحدهما.

 اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تؤثر اللقاحات على تطوّر فيروس كورونا؟

فلورونا حول العالم

سُجلت الحالات الأولى مع نهاية عام 2021 في بلدان عدة مثل البرازيل والولايات والمتحدة والفليبين، وكانت الحالة الأولى لامرأة حامل لم تتلقَ اللقاح. لكن المصادر قالت إن الحالة خفيفة، وخرجت من المستشفى في اليوم نفسه في حالةٍ جيدة.

ووصلت مخاوف العدوى المزدوجة إلى الولايات المتحدة عندما أعلن مستشفى تكساس للأطفال في 3 يناير/كانون الثاني 2022 أن لديه حالة طفل مصاب بفيروس كورونا والإنفلونزا معاً. وقال الدكتور جيم فيرسالوفيتش، أخصائي علم الأمراض ورئيس مركز كوفيد-19 في المستشفى لصحيفة “يو إس إيه توداي” (USA Today): “هذه أول حالة مؤكدة. وبالطبع، سنعمل مع زملائنا في جميع أنحاء البلاد لمعرفة ما إذا كان هناك المزيد من الحالات وما إذا كنا سنرى نمطاً مميزاً يساعدنا في تتبّع هذه الحالات”.

اقرأ أيضاً: دراسة: عدم تلقّي لقاح كورونا يزيد من خطر الوفاة 11 مرة

ما قول الخبراء في فلورونا؟

يقول الخبراء إن العدوى المزدوجة لدى الأفراد الأصحاء، وخاصةً أولئك الذين تم تطعيمهم، قد لا تجعل حالة الإصابة -إن حدثت- أسوأ. وفي تصريح للدكتور فرانك إسبر، الطبيب في مركز الأطفال في “عيادة كليفلاند” (Cleveland Clinic) للأمراض المعدية عند الأطفال: “أتوقع أن أرى الكثير من حالات العدوى المزدوجة في المستقبل، لكنني لا أرى أي شيء يشير إلى أنه يزيد عدوى كورونا العادية سوءاً”.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الفئة العمرية الأكثر عرضةً للعدوى المزدوجة هي الأطفال، فوفقاً لإسبر: “إن العامل الأول للإصابة بأكثر من فيروس واحد في نفس الوقت هو صغر العمر، وذلك يشمل الأطفال دون سن الخامسة”.

لكن على الجانب الآخر، لا يزال الخبراء يحذرون غير المطعّمين، أو من يعانون من مشاكل مناعية أو تنفسية، من أن الإصابة المزدوجة بأمراض الجهاز التنفسي يمكن أن تكون “كارثية” على جهاز المناعة. ووفقاً للدكتور أدريان بوروز، طبيب الأسرة والأستاذ المساعد في جامعة سنترال فلوريدا الأميركية لشبكة “سي إن إن” في سبتمبر/أيلول من العام المنصرم: “أنا بالتأكيد أكثر قلقاً في عام 2021 مما كنت عليه قبل عام، والسبب هو الإجهاد الكبير من مرض كوفيد-19 الموجود حاليّاً بين الناس”.

وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن كوفيد-19 والإنفلونزا، وكلاهما من التهابات الجهاز التنفسي، يمكن أن يسبّبا الحمى والسعال وضيق التنفس وآلام العضلات والإسهال والصداع والتهاب الحلق والتعب. ويقول الأطباء إن الإصابة بكليهما يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وفي هذا يقول الدكتور مايكل ماثي، أستاذ الطب وأخصائي العناية المشددة في جامعة كاليفورنيا- سان فرانسيسكو، لشبكة “سي إن إن” كذلك: “من المؤكد أن الاثنين معاً يمكن أن يكونا أكثر ضرراً للرئتين وأن يسبّبا المزيد من مشاكل الجهاز التنفسي”.

اقرأ أيضاً: كورونا يمنحنا فرصةً للتنفس: الإغلاق أدى إلى تحسينات سريعة في جودة الهواء 

الوقاية من فلورونا

يقول الأطباء إن أسهل الطرق وأكثرها فعالية والتي يمكنك من خلالها منع الإصابة بفلورونا هي الحصول على لقاحات الإنفلونزا وكوفيد-19. ووفقاً للدكتور مارك روزنبرغ، رئيس الكلية الأميركية لأطباء الطوارئ: “يجب أن نتخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسنا وأحبائنا من أيّ من الفيروسين. إن التطعيم هو أحد أفضل الطرق لتجنب الضربة المزدوجة للإنفلونزا وكوفيد-19”.

لسوء الحظ، مع كل شكلٍ جديد يتخده الفيروس التاجي، تنتشر المعلومات الخاطئة. ويزداد خطر الإصابة بأي من الفيروسين أو انتشارهما مع رفض المزيد من الأشخاص لبروتوكولات الصحة العامة المثبتة، إذ يعد ارتداء الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، والسعال في ثنية المرفق أيضاً، طرقاً للمساعدة في منع انتشار كلاً من فيروسي كورونا والإنفلونزا.