هكذا دبت الحياة على الأرض بعد الانقراض العظيم

الانقراض العظيم
الصورة: أكاديمية كاليفورنيا للعلوم
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

دراسة دولية، توضح بالتفصيل كيف تعافت الحياة على الأرض بعد «الانقراض العظيم»، وذلك بمقارنته بحدثي انقراض أصغر منه. ونُشرت الدراسة في دورية «بروسيدنج أوف ذا رويال سوسايتي» العلمية أمس الأربعاء.

على مدار تاريخ الأرض، دمرت العديد من أحداث الانقراض الجماعي النظم البيئية، بما في ذلك الانقراض الذي قضى على الديناصورات. لكن لم يكن أي منها مدمراً مثل «الموت العظيم»، الذي حدث قبل 252 مليون سنة، نهاية العصر «البرمي».

سعى الباحثون إلى فهم سبب عدم تعافي المجتمعات بعد الموت العظيم نهاية العصر البرمي بالسرعة التي تتعافى بها حالات الانقراض الجماعي الأخرى. كان السبب الرئيسي هو أن هذا الانقراض الجماعي أكثر قسوة بكثير من أي انقراض جماعي آخر، بسبب الانهيار الكبير في التنوع. فقد انقرض 19 نوعاً من كل 20 نوعاً. ومع بقاء 5% فقط من الأنواع، تم تدمير النظم البيئية، وهذا يعني أنه كان على المجتمعات البيئية البداية من الصفر.

للتحقيق، في كيفية عودة الحياة والمجتمعات البيئية على الأرض، أعاد الباحثون بناء الشبكات الغذائية لسلسلة من 14 مجموعة من مجموعات الحياة من العصرين البرمي والترياسي، أُخذت هذه المجموعات من شمال الصين وقدمت لمحة سريعة عن كيفية استجابة منطقة واحدة على الأرض للانقراض. ومن خلال دراسة الحفريات والأدلة من أسنانهم ومحتويات المعدة والفضلات، تمكن الباحثون من تحديد من أكل من، و بناء شبكة غذائية دقيقة. وذلك بعد أن طبق الباحثون أساليب النمذجة البيئية، ما سمح لهم بالنظر في شبكات الغذاء القديمة وتحديد مدى استقرارها أو عدمه، حيث يعطل النموذج شبكة الغذاء، ويقضي على الأنواع ويختبر الاستقرار العام.

تتكون شبكات الغذاء من النباتات و الرخويات والحشرات التي تعيش في البرك والأنهار، وكذلك الأسماك والبرمائيات والزواحف التي تأكلها. يتراوح حجم الزواحف من حجم السحالي الحديثة إلى آكلات الأعشاب بوزن نصف طن وبرؤوس صغيرة و أجسام ضخمة تشبه البراميل وغطاء واقٍ من الحراشف العظمية السميكة. كما جاب «الجورجونوبس» ذو الأسنان الحادة، و كان بعضها كبير وقوي مثل الأسود وله أنياب طويلة لاختراق الجلود السميكة. 

عندما ماتت هذه الحيوانات أثناء الانقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي، لم يحل شيء محلها، تاركة أنظمة بيئية غير متوازنة لعشرة ملايين سنة. بعد ذلك، بدأت الديناصورات والثدييات الأولى في التطور في العصر الترياسي، على مدار حوالي 10 مليون سنة. كانت الديناصورات الأولى صغيرة، وتأكل الحشرات وذات قدمين ويبلغ طولها حوالي متر واحد، لكنها سرعان ما أصبحت أكبر ومتنوعة وآكلة لحوم ونباتات.