الفيزياء تحلّ جريمةً ظلت لغزاً غامضاً لأكثر من 10 سنوات

مصدر الصورة: جامعة إلينيوي في شيكاغو الأميركية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في عام 2009، أُدين المنتج الموسيقي الشهير «فيل سبيكتور» بقتل الممثلة «لانا كلاركسون»؛ التي عُثر عليها ميتةً من طلق ناري واحد في فمها من مسافة قريبة في قصر «سبيكتور» في كاليفورنيا – الولايات المتحدة.

خلال المحاكمة، جادل المحامي بأن سبيكتور لم يكن من الممكن أن يكون مطلق النار، لأن سترة العشاء البيضاء التي يرتديها كانت تحتوي على عدد قليل من قطرات الدم، فإذا كان هو من أطلق النار على كلاركسون، فإن السترة كانت ستكون مغطاةً بالدماء.

بعد مشاهدة فيلم عن المحاكمة، أثارت القضية اهتمام الباحثين في جامعة ولاية أيوا الأميركية بالأسئلة العلمية التي طرحتها، وبدؤوا في البحث عن بقع الدم، وأظهرت أوراقهم البحثية الأخيرة المنشورة في دورية «فيزيكس أوف فلويدس» كيف يمكن أن يكون سبيكتور مطلق النار، ويظل خالياً نسبياً من آثار قطرات الدم.

اكتشف الباحثون أن الغازات المنبعثة من فوهة البندقية تهرب في سلسلة من الحلقات الدوامية المضطربة؛ مما يتسبب في ظاهرة تسمى «تناثر الدم»؛ الدم الذي ينتقل عائداً نحو مطلق النار، لتعكس الاتجاه بعيداً عنه.

وفي إطلاق نارٍ قصير المدى، تتداخل غازات الفوهة مع تناثر الدم في الظهر، وتحرف القطرات عن مسارها الأصلي تجاه المُطلق. لقد أجرى الباحثون عمليات محاكاة للعملية، ووجدوا أن هناك سيناريوهات يمكن أن تدور فيها القطرات تماماً وتهبط خلف الضحية، وأكدت تجارب الباحثين الأخيرة هذا التنبؤ.

بالإضافة إلى ذلك؛ أشار الباحثون إلى أن مطلق النار يمكن أن يقف في وضعٍ معين أو بزاويةٍ محددة حيث سيتم عكس اتجاه كل بقع الدم المبعثرة؛ مما يحافظ على نظافة مطلق النار.

هذا يُثبت بشكلٍ أساسي أن مطلق النار قد يكون مذنباً، وهناك تفسيرٌ لكيفية ظهور ملابسه بشكلٍ نظيف، والتفسير منطقيٌّ جداً من الناحثية الفيزيائية.

يريد الباحثون الذهاب أبعد من ذلك بكثير؛ إذ يتم التخطيط لمواصلة التحقيق في بقع الدم أثناء فحصهم لمجموعة متنوعة من المواقف والمتغيرات المثيرة للاهتمام.

فبحسب أحد الباحثين: «لديك تأثيرٌ على الجلد، قد لا يكون بهذه الأهمية؛ لكن تأثير العظام المحيطة يمكن أن يكون مهماً للغاية، فالجرح القحفي لا يؤدي إلى تناثر فوري؛ بل يتأخر».

هناك اهتمامٌ كبيرٌ بالظواهر المرتبطة بهذه الأنواع من الجروح، ويودّ الباحثين دراستها وفهمها بشكلٍ أفضل، لأنه قد يكون هناك عدة موجات من الدم والدماغ المتناثر من هذه الجروح.