هل تمثّل أحواض الاستزراع المؤتمتة مستقبل تربية الحيوانات البحرية؟

هل تمثّل أحواض الاستزراع المؤتمتة مستقبل تربية الحيوانات البحرية؟
التصميم المقترح لصندوق الروبيان الخاص بشركة أتارايا. شركة أتارايا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتناول الأميركيون الروبيان الآن أكثر من أي وقت مضى. وبالنسبة لعشاق المأكولات البحرية، تعتبر هذه الحيوانات (والتي تتألف في معظمها من البروتينات والماء) إضافة رائعة للأطباق سواء كانت مشوية أو مقلية مع القليل من رقائق الفلفل الحار والثوم والليمون. لكن رواج الروبيان يثير أسئلة حول مدى استدامة تربيتها أو اصطيادها. إذ يمكن أن يصبح الصيد العرضي مشكلة عندما تلتقط شباك الصيادين الروبيان البري. كما أن مزارع الروبيان لها آثار سيئة للغاية على الأنظمة البيئية التي تعيش فيها أشجار الأيكة الساحلية.

صناديق الروبيان

تحاول شركة تحمل اسم أتارايا (Atarraya) تطبيق فكرة جديدة، وهي تصميم صناديق الروبيان. يمكن وضع هذه الصناديق التي يبلغ حجمها حجم حاويات النقل في أي مكان، وستحتوي على كل المكونات اللازمة لتربية الروبيان داخلها. حسب ما أفاد به موقع تيك كرانش (TechCrunch)، تم الإعلان عن هذه الشركة المكسيكية بعد عامين من التستر عليها. وهي تمتلك الآن مكتباً جديداً في الولايات المتحدة في مدينة إنديانابوليس.

اقرأ أيضاً: لا تُضحّي بمأكولاتك المفضّلة: هكذا يمكنك تناول الطعام الصحي بشكل مستدام

يحتوي صندوق الروبيان على نظام إطعام آلي ونظام لإدارة النفايات ونظامين للتهوية وخزّانين وغرفة تحكّم لمراقبة ما تقوم به حيوانات الروبيان. كما أنه يحتوي على نظام لإزالة الكتل الحيوية والذي يحافظ على نظافة المياه من خلال تعزيز نمو البكتيريا المفيدة والمجتمعات الميكروبيّة. يتم التحكّم بكل صندوق بشكل شبه آلي باستخدام برامج حاسوبية تستطيع مراقبة الخزانات، والتي تحتوي بدورها على حساسات تقيس تراكيز الأوكسجين وثنائي أوكسيد النتروجين والنترات والأمونيوم ودرجة الحرارة ودرجة الحموضة ودرجة عكر المياه وقلويتها. يستطيع مستخدمو هذه الصناديق إطعام الروبيان عن بعد أو تعديل بعض الإعدادات بناءً على البيانات التي يتلقّونها. تهدف الشركة إلى إنشاء بنى تحتية يسهل تعلّم استخدامها بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون بتربية الروبيان. كما يمكن دمج هذه الصناديق القابلة للتعديل والنقل لتشكيل مزرعة روبيان.

الاستزراع المائي

تزعم شركة أتارايا أن التكنولوجيا التي تستخدمها لتربية الروبيان “تخفّض معدل تبادل المياه إلى الصفر تقريباً” و”تلغي الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية والمواد الكيميائية الأخرى”. ما يمكّنها من تشغيل هذه المزارع في أي مكان في العالم.  

تخوض الشركة الآن مفاوضات مع ولاية إنديانا الأميركية لتركيب أول مزرعة للاستزراع المائي في هذه الولاية. توجد بالفعل بعض الأنواع من أحواض الاستزراع المائي للروبيان في ولاية إنديانا، ومن ضمنها مزرعة آر دي إم للاستزراع المائي، وهي تنتج 250 ألف روبيان شهرياً. وفقاً لموقع تيك كرانش، يُتوقّع أن تُفتتح مزرعة شركة أتارايا في أواخر عام 2022، وستتخصص في العروض التجريبية والتدريب. يتم تجميع نماذج أخرى من صندوق الروبيان في مدينة أواكساكا في المكسيك.

شركة أتارايا ليست الأولى التي خططت لإنتاج المأكولات البحرية في الأماكن المغلقة. إذ بحثت شركة سنغافورية ناشئة أخرى تحمل اسم فيرتيكال أوشنز (Vertical Oceans) في تربية الروبيان في بيئات معزولة. نظراً لأن الأنظمة الغذائية التقليدية أصبحت أكثر عرضة للخطر بسبب التغير المناخي، يتجه الكثيرون في هذا القطاع إلى تطبيق آليات أكثر إبداعية. منذ بداية العقد الثاني من القرن الجاري، ظهرت في الولايات المتحدة مزارع الاستزراع النباتي المركّب التي تمت فيها تربية أسماك ونباتات المياه العذبة ضمن أنظمة دائرية. يروّج الخبراء لاستخدام الاستزراع المائي، أو مزارع الأسماك، كطريقة ذات فاعلية في إنتاج البروتين لتغذية البشر الذين يستمر عددهم بالازدياد. ساهمت التطورات التكنولوجية والإعدادات المبتكرة التي تستخدم للحفاظ على نقاء مياه الخزانات في ازدهار مجال الاستزراع المائي في البيئات المعزولة. لكن تعتبر بعض المسائل مثل الأمن الغذائي ومعالجة النفايات وتكلفة التشغيل المرتفعة من التحديات التي ستواجهها هذه الشركات في أثناء عملها في هذا المجال.

يمكنك إلقاء نظرة على صندوق الروبيان الخاص بشركة أتارايا أدناه: