فشل أول عملية إطلاق تاريخية لأقمار صناعية في المملكة المتحدة

لم تجر عملية الإطلاق كما كان مخططاً لها وفقاً لما قالته شركة فيرجين أوربيت. فيرجين أوربيت

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

وفقاً لشركة فيرجين أوربيت، حققت محاولة الإطلاق الفضائية التاريخية إلى مدار الأرض التي جرت مؤخراً من ميناء كورنوال الفضائي- أول ميناء من نوعه في المملكة المتحدة- العديد من الإنجازات المهمة، ومثّلت خطوة مهمة إلى الأمام لتقديم خدمة إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة.

ولكن العديد ممن شاهد البث الحي الخاص لعملية الإطلاق لا يتفق مع ما قالته الشركة في بيانها، مشيرين إلى الفشل الكامل لنظام صاروخ “لانشرر ون” (LauncherOne) في تحقيق هدفه المتمثل في إيصال 9 أقمار صناعية إلى مدار الأرض المنخفض.

وقد وصف موقع “أرس تيكنيكا” الحادث المؤسف الذي تعرضت له فيرجين أوربيت بأنه ليس مجرد فشل كامل في الاتصالات واللوجستيات وحسب، ولكنه أيضاً انتكاسة و”فشل إطلاق مدمر“. حتى إن بعض خبراء التحليل المالي جادل بأن الحدث ينذر ببداية النهاية لشركة “فيرجين جالاكتيك” التي يملكها الملياردير السير ريتشارد برانسون وتعاني مصاعب مالية.

فشل ذريع لعملية الإطلاق

وفقاً لعدة مصادر إعلامية، بدأ إطلاق يوم الاثنين بسلاسة قبالة ساحل جنوب غرب أيرلندا. بعد وقت قصير من إقلاعها، أطلقت طائرة بوينغ 747 مخصصة تُدعى “كوسميك غيرل” (Cosmic Girl) صاروخ لانشر ون الذي يبلغ طوله 21 متراً فوق منطقة إسقاط محددة فيما يُعرف بعملية الإطلاق الأفقي، حيث تم في هذه المرحلة بدء تشغيل المرحلة الأولى من نظام الصاروخ بنجاح. بعد الاشتعال الكامل، بدأت المرحلة العليا للصاروخ بالاشتعال أيضاً كما هو مخطط لها لمدة 5 دقائق تقريباً قبل أن يدخل الصاروخ في مرحلة اندفاع ذاتية لفترة طويلة.

من هناك، ولسوء الحظ، بدا أن ما حدث غامض بعض الشيء. على الرغم من أن المؤشرات التي كانت تبث مباشرة عبر الويب أظهرت انخفاضاً مفاجئاً وكبيراً في الارتفاع، أرجع مضيف البث المباشر المشكلة إلى قراءات خاطئة محتملة. بعد ذلك بوقت قصير، غردت فيرجن أوربيت على حسابها الرسمي على تويتر قائلة إن الصاروخ والأقمار الصناعية التسعة وصلت إلى المدار بنجاح.

بعد نحو 35 دقيقة من الإطلاق الأولي، عادت فيرجين أوربيت ونشرت تغريدة قالت فيها: «يبدو أن الصاروخ واجه مشكلة منعته من الوصول إلى المدار. نقوم حالياً بتقييم الموقف»، وحذفت التغريدة السابقة التي أفادت بنجاح العملية. وذكر موقع “أرس تيكنيكا” أن البث استمر لمدة نصف ساعة أخرى بعد ذلك دون مزيد من التوضيح حول فشل عملية الإطلاق. في غضون ذلك، كان طاقم طائرة بوينغ 747 قد عاد إلى الأرض بسلام.

أسباب مجهولة لفشل عملية الإطلاق الأولى للشركة في المملكة المتحدة

لا يزال من غير الواضح طبيعة الخطأ الذي حدث بالضبط في مهمة “ستارت مي أب” (Start Me Up) المرتقبة منذ زمن طويل، والتي سُميت على اسم أغنية كانت قد أطلقتها فرقة الروك البريطانية “ذي رولينغ ستونز” عام 1981. كان من المفترض أن يكون الإطلاق علامة فارقة في تاريخ البلاد، حيث قيل إن تذاكر حضور الإطلاق قد نفدت بسرعة فاقت سرعة مبيع تذاكر مهرجان غلاستونبري، المهرجان السنوي الرئيسي للموسيقى في البلاد.

حضر عملية الإطلاق نحو 2500 شخص إلى جانب عدة مسؤولين في حكومة المملكة المتحدة. على الرغم من نجاح جميع عمليات الإطلاق الأربع السابقة لشركة فيرجين أوربيت، فإنها جميعاً جرت في الولايات المتحدة، وقد كان من المفترض أن يكون الإطلاق من ميناء كورنوال الفضائي يوم الاثنين الأول من بين سلسلة من المشاريع اللاحقة التي ستنُفذ في المملكة المتحدة.

كان نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية، إيان أنيت، قد قال في مؤتمر صحفي قبل الإطلاق بيوم واحد: «تبني بريطانيا أقماراً صناعية أكثر من أي دولة أخرى خارج الولايات المتحدة، ما يساعد في تطوير قدرة شاملة تمكننا من القيام بكل شيء».

وجاء في البيان الصحفي لشركة فيرجين أوربيت عقب فشل المهمة: «على الرغم من أن المهمة لم تصل إلى مدارها النهائي، فإنها ومن خلال وصولها إلى الفضاء وتحقيق العديد من الإنجازات المهمة لأول مرة، تمثل خطوة مهمة إلى الأمام». هناك قاعدتان فضائيتان أخريان على غرار ميناء كورنوال التابعة لشركة فيرجين أوربيت في اسكتلندا على وشك إنهاء التحضيرات لإطلاقات أصغر في وقت لاحق من هذا العام، مع ذلك، لم نعرف بعد تأثير كارثة هذا الأسبوع على تلك الخطط. كان سعر سهم الشركة قد انخفض بنسبة 17% تقريباً حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.