دراسة جديدة: حبتا أفوكادو أسبوعياً يمكنهما تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب

دراسة جديدة: حبتا أفوكادو أسبوعياً يمكنهما تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
حقوق الصورة: شترستوك
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يفيد تناول الأفوكادو في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، هذا ما وضحه فريقٌ بحثي في جامعة هارفارد الأميركية في دراسة نُشرت في دورية “جمعية القلب الأميركية” (Journal of the American Heart Association). بينت الدراسة أن تناول حبيتين من الأفوكادو أسبوعياً يحمي من الإصابة بمرض الشريان التاجي بنسبة 21% للأفراد الذين تناولوه مقارنة بالأفراد الذين لم يتناولوا الأفوكادو.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية من المسببات الرئيسية للوفاة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومرض الشريان التاجي، إذ تقتل سنوياً ما لا يقل عن 17.9 مليون شخص حول العالم. تشكل العوامل الوراثية أحد العوامل الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن لنمط الحياة أيضاً دوراً في رفع نسبة الإصابة، مثل ممارسة الرياضة والنظام الغذائي، إذ تقول “لورينا باتشيكو”، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة في جامعة هارفارد: “يسلط البحث الضوء على مدى تأثير الدهون المشبعة الضارة، كما في الزبدة والجبن واللحوم المصنعة، على القلب”.

اقرأ أيضاً: التمارين الرياضية يمكنها مساعدتك إذا كانت جيناتك تعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب

تحليل بيانات الدراسة: ربط السجلات الطبية بالأنماط الغذائية

لمعرفة تأثير الأفوكادو على صحة القلب، تابعت باتشيكو وفريقها أكثر من 100 ألف مشارك خالٍ من السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية على مدى 30 عاماً، واستخدموا بيانات 62 ألف امرأة من “دراسات الصحة للممرضات” (Nurses’ Health Studies) (NHS)، و41 ألف رجلاً من “دراسة متابعة المهنيين الصحيين” (Health Professionals Follow-Up Study) (HPFS). كلتا الدراستين بدأتا منذ عام 1986 و1976 على التوالي، ومازالتا مستمرتين حتى الآن.

أجاب المشاركون عن أسئلة حول نظامهم الغذائي بشكل عام في بداية الدراسة، ثم كل 4 سنوات. تضمنت الأسئلة المتعلقة بتناول الأفوكادو في الاستبيان عدد المرات التي تناولوا فيها الأفوكادو وكميته، حيث لم يكن قد لاقى رواجاً وشعبيةً آنذاك، لذا أفاد عدد قليل من المشاركين بتناول الأفوكادو.

في نهاية الدراسة، وبعد فحص السجلات الطبية للمشاركين، وجد الباحثون 14 ألف حالة إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك 9 آلاف حالة إصابة بأمراض الشرايين التاجية، و5 آلاف حالة إصابة بسكتات دماغية.

كما لاحظ الفريق البحثي ميل المشاركين الذين تناولوا الأفوكادو بكميات كبيرة إلى اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات ومنتجات الألبان.

بعد ربط العوامل الغذائية بالسجلات الطبية، تبين أن تناول حصتين أو أكثر من الأفوكادو في الأسبوع، أي ما يعادل حبة كاملة، قلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 16% وبنسبة 21% لأمراض القلب التاجية، لكن لم يجدوا فروقاً ذات دلالة إحصائية في حدوث السكتة الدماغية.

اقرأ أيضاً: ماذا تفعل بالجزء الأكثر فائدة من ثمرة الأفوكادو؟

الأفوكادو: بديل صحي للدهون الحيوانية

تقول باتشيكو إنه بسبب طبيعة الدراسة: “لا يمكن إثبات السبب والنتيجة”، لكن ربط الباحثون بين نمط استهلاك الأفوكادو وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حيث إنه ليس من المستغرب أن يكون للأفوكادو هذا التأثير، لأن الأفوكادو غني بالعناصر الغذائية الضرورية والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة، إذ تحتوي حبة أفوكادو متوسطة الحجم على 13 غراماً من حمض الأوليك، أي ما يعادل ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون، وهو من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة LDL (الضار) مع الحفاظ على مستويات الكوليسترول عالي الكثافة HDL (الجيد). بالإضافة إلى ذلك، يوفر الأفوكادو جزءاً من الاحتياجات اليومية المُوصى بها لما يلي:

  • %20 من الاحتياجات اليومية من الألياف.
  • %15 من الفولات.
  • %5 من المغنيزيوم، و10% من البوتاسيوم؛ حيث يدعم البوتاسيوم والمغنيزيوم وظيفة العضلات، بما في ذلك عضلة القلب.
  • فيتامينات سي وهـ (إي E) وك وب 6.

كانت النتائج مهمة لأن نمط الغذاء الصحي هو العامل الأساسي في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية. ووفقاً لأخصائية التغذية في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية وغير المشاركة في الدراسة، “دانا إليس هونيس” فإنه: “عند تناول الألياف والبوتاسيوم والمغنيزيوم معاً، والتي تعتبر بمفردها صحية للقلب، بالإضافة إلى الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تعتبر صحية للغاية للقلب وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، فإنها تشكل غذاءً مفيداً وصحياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

كما لم يُظهر استبدال الأفوكادو بكمية معادلة من زيت الزيتون والمكسرات والزيوت النباتية الأخرى أي فائدة إضافية. لذا تقول باتشيكو: “تقدم دراستنا دليلاً إضافياً على أن تناول الدهون النباتية غير المشبعة يمكن أن يحسن جودة النظام الغذائي وهو جزء مهم من الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية”.

بناءً على نتائج الدراسة، يوصي فريق الباحثين باستبدال الأغذية المحتوية على الدهون مثل الزبدة والجبن والمارجرين واللحوم المصنعة بالأفوكادو.

اقرأ أيضاً: هل تناول المزيد من الدهون يضر صحتنا؟

قد لا يقدم هذا النوع من الدراسة القائم على الملاحظة دليلاً قاطعاً على أن تناول الأفوكادو يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً للباحثين، إلا أن نظاماً غذائياً يعتمد على الكثير من الخضروات والفواكه كالأفوكادو، وعلى القليل من اللحوم والمنتجات الحيوانية، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، أثبت قدرته على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.