دراسة من سوريا: هل أصبحت أساليب الوقاية من كوفيد-19 تشكل خطراً على الصحة؟

الجانب المظلم للمنظفات: هل أصبحت أساليب الوقاية من كوفيد-19 تشكل خطراً على الصحة؟
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ما تزال الجائحة العالمية مستمرة بالتفشي حيث أصاب فيروس كورونا أكثر 500 مليون شخص حول العالم حتى هذه اللحظة. وعلى الرغم من أهمية تطبيق العلاج الصحيح عند تشخيص الإصابة، إلّا أن الوقاية كانت أفضل الاستراتيجيات المقترحة لتقليل عدد الإصابات وبالتالي تقليل الحاجة للاستشفاء وأخذ العلاج.

قبل انتشار حملات التطعيم وقبل وجود علاج موجه ضد الفيروس، تمحورت الوقاية حول التباعد الاجتماعي والحجر الصحي واستخدام مواد التعقيم والمنظفات بمحاولة منا لاستئصال الفيروس من على أيدينا وأسطح أثاثنا. ولكن بالمقابل، كان للاستخدام المفرط وللمزج الخاطئ لهذه المطهرات والمنظفات مع بعضها آثار سلبية عديدة على الجلد والجهاز التنفسي والعينين، ما دفع إلى التساؤل “أهذا تعريف الوقاية الصحيحة؟”.

لهذا السبب قيّمت هذه الدراسة، التي قام بها قسم الكيمياء الحيوية والأحياء الدقيقة في كلية الصيدلة في جامعة الأندلس للعلوم الطبية السورية بالتعاون مع قسم علم الوراثة لكلية العلوم الطبيعية والزراعية في جامعة فري ستيت في جمهورية جنوب إفريقيا، تأثير استخدام المنظفات والمطهرات وسط عينة من المجتمع السوري لتحديد الآثار الجانبية الناتجة عن التعرض المزمن والمكثف لها.

اقرأ أيضاً: ما مدى قبول حملات التطعيم ضد “كوفيد-19” بين العرب؟

أكثر المنظفات والمطهرات استخداماً في سوريا

شارك 3024 فرداً من أفراد المجتمع السوري بهذا الاستبيان الإلكتروني، وتضمنت بنود الاستبيان كل من عمر المشارك والمحافظة التي يقطن بها (دمشق، ريف دمشق، حلب، حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس، درعا، الحسكة، القنيطرة، إدلب، السويداء، دير الزور، الرقة)، والمطهرات والمنظفات التي يستخدمها المشاركون لتنظيف الأسطح والأيدي وسمح بإدراج أكثر من نوع، إضافةً إلى وجود أي آثار جانبية عانوا منها نتيجة لاستخدام هذه المطهرات والمعقمات، وفي حال تطبيق أي علاجات للتخفيف من الآثار الجانبية هذه.

كانت نسبة المشاركين من الفئة العمرية 25-34 تعادل 37.2%، وتراوحت باقي الأعمار بين 15-24 بنسبة 33.9% و35-44 بنسبة 18.4% و45-54 بنسبة 7%، بينما شكلت النسبة المئوية لمن تراوحت أعمارهم بين 65-97 عاماً 3.5%.

أشارت نتائج الاستبيان إلى أن “هيبوكلوريد الصوديوم” كان المطهر الأكثر استخداماً لتنظيف الأسطح وذلك لدى 2.423 من المشاركين بنسبة 75.6%، تلاه الإيثانول لدى 1.226 وبنسبة 38.3%، واستخدم 1.054 شخصاً الصابون لتنظيف الأسطح بنسبة تعادل 32.9%، والديتول بنسبة 19.2% أي ما يعادل 614 شخصاً، وتم إدراج باقي مواد التنظيف والتعقيم تحت مسمى “غيره” والتي شكلت نسبة 16.4%.

أما بالنسبة لأكثر مطهرات اليدين استخداماً فكانت النتائج كالتالي: استخدام الماء والصابون لدى 2.991 شخصاً بنسبة 93.3%، تلاه الإيثانول لدى 1.683 شخصاً بنسبة 52.2%، تلى ذلك الجيل مطهر اليدين لدى 880 شخصاً بنسبة 27.5%، وشكلت نسبة المطهرات والمنظفات الأخرى نسبة 13.5% أي لدى ما يعادل 433 شخصاً.

اقرأ أيضاً: نحن بحاجة للالتزام بإجراءات الوقاية من كوفيد-19 مجدداً

الآثار الجانبية لاستخدام هذه المنظفات والمطهرات على المجتمع السوري؟

أظهرت النتائج أن 39.6% من المشاركين أي ما يعادل 1.269 شخصاً لم يظهروا أية أعراض أو آثار جانبية، بالمقابل عانى 60.4% منهم من بعضها، إلا أن 66.1% من هذه الحالات صُنفت على أنها خفيفة و1.6% منها كانت حادة، أما بالنسبة للحالات المتوسطة والشديدة فكانت نسبتها 27% و5.2% على التوالي.

كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لهيبوكلوريد الصوديوم والصابون جفاف الجلد بنسبة 26.77% واحمرار الجلد والحكة الجلدية بنسبة 14.8%، إضافةً إلى حدوث تهيج بالأغشية المخاطية بنسبة 13.81%. وعانى قليل من المشاركين من تهيج وألم في الحلق وذلك بنسبة 11.5%، بينما كانت حصة الأعراض العينية من تهيج وحكة ودماع 5.1%.

أما بالنسبة للأعراض التنفسية فكانت النسب المئوية للأشخاص الذين عانوا منها كالتالي: السعال 9.85% وضيق النفس 6.74% والتشنج القصبي 4.12% والصفير 1.61%، وأخيراً حصلت الحساسية الجلدية الشديدة والطفح الجلدي على نسبة 3.9%، وأما باقي الأعراض فاندرجت تحت تصنيف “آثار جانبية أخرى” وكانت نسبتها 1.8%.

اقرأ أيضاً: ما هي أحدث توصيات الوقاية من كوفيد-19؟

كيف عالج المشاركون هذه الآثار الجانبية لاستخدام المنظفات والمطهرات؟

كانت نسبة المشاركين الذين عالجوا أعراض الحساسية الجلدية والطفوح الجلدية بالكريمات المرطبة 53.54%، وتحسن بعض المشاركين باستخدام هذه المرطبات التي تحتوي الصبار ومرممات الجلد من البانثينول وفيتامين E. استخدم البعض المرطبات الحاوية على أكسيد الزنك والستيروئيدات القشرية، وعلى الرغم من إدارته الجيدة للأعراض الجلدية التهيجية إلا أن استخدامه طويل الأمد يتسبب بهشاشة الأوعية الدموية الجلدية وتضرر الجلد.

أما بالنسبة للمشاركين الذين عانوا من أعراض تنفسية، فقد لجأ 26.08% منهم لاستخدام الأقنعة الجراحية التي تؤمن أكسجة عالية واحتاج 9.03% منهم لاستخدام الأدوية المُحسنة للوظيفة التنفسية. والجدير بالذكر أن 18.84% من المشاركين لم يتلقوا أي علاج.

اقرأ أيضاً: الدائرة الأكثر تهديداً من قبل «كوفيد-19»: كيف يتأثر المرضى ناقصو المناعة بالجائحات والأوبئة العالمية؟

علاوة على ذلك، عند السؤال عما إذا كان المشاركون كانوا قد استفادوا من تلك العلاجات، لوحظ أن الفائدة كانت بين نسبة 36.80%، بينما البقية لم تظهر أي تحسن أو استفادة.

ختاماً، ساعدت استبيانات هذه الدراسة في توضيح أن الإفراط في استخدام أساليب الوقاية أو استخدامها بشكل غير صحيح لا يخدم الغرض الذي استخدمناها من أجله بالدرجة الأولى. ومع ذلك نحتاج في المستقبل من هذه الدراسات أن تكون أشمل وذات نطاق أوسع وذلك لمقارنة مزايا وعيوب المنظفات والمطهرات المتوفرة في الأسواق ومساعدة القطاعات الصحية في وضع مجموعة من التوصيات والتوجيهات لتعزيز الاستخدام المتوازن للمطهرات والمنظفات للوقاية من عدوى كوفيد-19.