كيف أدت محطات الصرف الصحي إلى وصول انبعاثات غاز الميثان إلى مستويات قياسية؟

كيف أدت محطات الصرف الصحي إلى وصول انبعاثات غاز الميثان إلى مستويات قياسية؟
غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عند الحديث عن تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة يتم غالباً تجاهل دور محطات معالجة مياه الصرف الصحي؛ لكن دراسة جديدة، أعدّها باحثون من جامعة برينستون (Princeton University) ونُشرت في مجلة “العلوم والتكنولوجيا البيئية” (Environmental Science and Technology journal) في الشهر الماضي، تكشف أن هذه المحطات تطلق كمية من غاز الميثان تمثل ضعفَي الكمية المقدّرة سابقاً.

التلوث الذي يسببه غاز الميثان

ووفقاً للدراسة التي تُعتبر الأكبر من حيث مناقشة التلوث الذي يسببه غاز الميثان الناتج عن محطات معالجة مياه الصرف الصحي في الولايات المتحدة، يُعد غاز الميثان من الغازات الدفيئة ذات التأثير القوي جداً، ويجب أن تكون محطات المعالجة جزءاً من أي خطة لتقليل تلك الانبعاثات.

يقول أحد مؤلفي الدراسة، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة برينستون، مارك زوندلو (Mark Zondlo): “تُعد محطات معالجة مياه الصرف الصحي مصدراً رئيساً للغازات الدفيئة في المدن، وعلينا البدء في التعامل معها على هذا الأساس”.

فحص العلماء 63 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في كاليفورنيا والساحل الشرقي، وأظهرت نتائج البحث أن غاز الميثان الناتج عن هذه المنشآت تجاوز تقديرات وكالة حماية البيئة الأميركية (Environmental Protection Agency) بما يعادل 5.3 مليون طن متري من غاز ثاني أوكسيد الكربون.

اقرأ أيضاً: البول سماد فعال للغاية ولكن هل هو آمن؟

الانبعاثات من محطات معالجة مياه الصرف الصحي

إذ يستخدم العلماء مكافئ ثاني أوكسيد الكربون معياراً لقياس انبعاثات أنواع مختلفة من الغازات الدفيئة. ووفقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية (EPA)؛ تشير التقديرات السابقة إلى أن نسبة الانبعاثات من محطات معالجة مياه الصرف الصحي تُقدَّر بنحو 6.3 مليون طن متري من غاز ثاني أوكسيد الكربون، بينما تقدّر الدراسة الانبعاثات الحالية بنحو 11.6 مليون طن متري من ثاني أوكسيد الكربون.

يقول المؤلف المشارك في الدراسة، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية، جيونغ جيسون رين (Zhiyong Jason Ren): “لدينا أكثر من 1.5 مليون كيلومتر من قنوات الصرف في الولايات المتحدة، مليئة بالمواد العضوية التي قد تسبب انبعاثات غاز الميثان؛ لكننا لا نعرف الكثير عن مدى انتشارها”.

بدأت الحكومات التركيز على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة منذ فترة وجيزة فقط، على الرغم من أن غاز الميثان كان مصدر قلق للعلماء وخبراء البيئة منذ وقت طويل، ويمكن أن يؤدي خفض انبعاثات غاز الميثان في أسرع وقت ممكن إلى تقليل معدل ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل كبير.

لماذا ينبعث غاز الميثان من محطات معالجة مياه الصرف الصحي؟

وتُعد الحاويات المقبّبة (Domed Containers) أو ما يسمَّى بـ “خزانات الهضم اللاهوائي” (Anaerobic Digesters) التي تُستخدم في نهاية عملية المعالجة، أحد أكبر أسباب انبعاثات غاز الميثان من محطات معالجة مياه الصرف الصحي؛ حيث تحتوي هذه الخزانات على ميكروبات صغيرة مثل الجراثيم يمكن أن تعمل من دون أوكسجين وتساعد على تحلُّل الميكروبات الضارة في النفايات. وعلى الرغم من أن هذه العملية تصدر غاز الميثان بشكل طبيعي، فقد قلل العلماء في الماضي من شأن التسريبات في هذه الخزانات التي يُفترض أنها مُحكمة الإغلاق؛ ما أدى إلى ارتفاع نسبة الانبعاثات بشكل لا يمكن إحصاؤه.

وقد وضعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)؛ وهي منظمة تتبع الأمم المتحدة وتنشر تقاريرَ عن تغيُّر المناخ كل بضع سنوات، إرشادات تستخدمها وكالة حماية البيئة لتقدير انبعاثات غاز الميثان. لكن هذه المبادئ فشلت في تفسير التباين الكبير في كمية الانبعاثات المسجّلة من محطة إلى أخرى، واكتشف باحثو جامعة برينستون أن العامل المشترك في اكتشاف حجم الانبعاثات العالية هو استخدام الهضم اللاهوائي.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الإجهاد الحراري على قطاع منتجات الحليب؟

يقول زوندلو: “نعلم أن التوسع العمراني سوف يزداد، وأن المعالجة المركزية للنفايات ستزداد في العالم وفي الولايات المتحدة بطبيعة الحال، لذلك يجب أن نحاول التوصل إلى طريقة للقيام بذلك على النحو الصحيح، فهذا سيُسهم في الحفاظ على الماء والهواء من التلوث”.