مواقد الغاز المنزلية قد تسبب الربو للأطفال

موقد الغاز المنزلي يضر بصحتك: إليك كيف تحمي نفسك
ألسنة اللهب تتصاعد من موقد غاز منزلي. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

شاع استخدام مواقد الغاز للطهي في منازل الأميركيين منذ القرن التاسع عشر، ولا تزال نحو 40 مليون عائلة تستخدمها بعد قرن من إدخالها. مع ذلك، تعرضت هذه الأجهزة الشائعة إلى انتقادات متزايدة على مدى عقود بسبب آثارها الصحية والبيئية.

مواقد الغاز تسبب ربو الأطفال

كشفت دراسة نُشرت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2022 في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة أن 12.7% من حالات الربو عند الأطفال في الولايات المتحدة قد تكون ناتجة عن مواقد الغاز في المنازل، حيث يقدر الباحثون، وهم من الولايات المتحدة وأستراليا، أن 650 ألف شخص دون سن 18 عاماً يمكن أن يتأثروا.

ويحذّرون من أن مواقد الغاز قد تصدر مستويات خطيرة من أول أوكسيد الكربون والميثان والبنزين وثاني أوكسيد النيتروجين، خاصة إذا ما تم استخدامها في أماكن مغلقة ولم تتم صيانتها بشكلٍ صحيح. ووفقاً لدراسة نُشرت في يناير/ كانون الثاني عام 2022، قد يتسرب منها غاز الميثان (أحد غازات الدفيئة) حتى عند إيقاف تشغيلها.

تقول المؤلفة المشاركة للدراسة ومديرة برنامج المباني الخالية من الكربون في مؤسسة “آر إم آي” (RMI) غير الربحية التي تهدف لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة وتحسين الحياة، برادي سيلز، لصحيفة الغارديان إن مواقد الغاز تسبب حالات الربو بالقدر نفسه الذي يسببه التدخين السلبي تقريباً، ووصفت هذه النتائج بالصادمة، وأضافت: «كنا نعرف أن مواقد الغاز تمثل مشكلة، لكننا لم نكن نعلم مدى سوءها. تبين هذه الدراسة أنه إذا تخلصنا من مواقد الغاز، سنتجنب 12.7% من حالات الربو بين الأطفال، وهذا ما يريده الناس بالفعل».

اقرأ أيضاً: لماذا لم يتم تطوير لقاح للفيروسات الأنفية حتى الآن؟

استخدمت الدراسة بيانات من التعداد العام لسكان الولايات المتحدة لعام 2019 لتحديد نسبة الأطفال المعرضين للتلوث من مواقد الغاز، مستعيرة هذه الطريقة من تحليل أُجري عام 2018 ووجد أن مواقد الطهي بالغاز في أستراليا يمكن أن تكون وراء 12.3% من حالات الربو بين الأطفال. كما استخدم الفريق بيانات من تحليل أجري عام 2013 ووجد أن الأطفال الذين يعيشون في منازل بها مواقد غاز كانوا أكثر عرضة بنسبة 42% للإصابة بأعراض الربو.

وقد قالت سيلز لصحيفة واشنطن بوست إن مواقد الغاز في المنازل أشبه بعادم محرك السيارة، والأطفال هم ممن يقضون معظم وقتهم في المنزل، جنباً إلى جنب مع كبار السن، وبالتالي يكونون أكثر عرضة لها.

يشير المؤلفون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها في هذا التحليل تستند إلى افتراضات متعددة، بالتالي فقد تكون المخاطر أعلى أو أقل، ناهيك عن أن طريقة تحليل العوامل الرئيسية (PAF) لا تخلو من العيوب.

ادعاءات غير دقيقة

كما انتقد قطاع الغاز هذه الدراسة، حيث قالت “جمعية الغاز الأميركية” (American Gas Association) إن الدراسة استخدمت نهجاً يهدف لجذب الاهتمام ويفتقر إلى الدقة العلمية، وأن الادعاءات الواردة فيها تستند إلى نماذج وافتراضات بسيطة قائمة على المناصرة بدلاً من استخدام أساليب التحليل الحديثة المعمقة التي يجب أن يتبعها العلم السليم.

كما عارضت جماعات الضغط في قطاع الغاز والهيئات التشريعية التي يقودها الجمهوريون بشدة خطط التخلص التدريجي من استخدام مواقد الغاز. حظرت بعض الولايات والمدن، مثل نيويورك، استخدام تمديدات الغاز في المباني الجديدة، بينما لم تحظرها ولايات أخرى.

في ديسمبر/ كانون الأول عام 2022، أعلن رئيس “لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية” (US Consumer Product Safety Commission)، ريتشارد ترومكا، أن الوكالة ستتقدم بطلب رسمي للحصول على معلومات حول المخاطر المرتبطة بمواقد الغاز والحلول الممكنة بحلول شهر مارس/ آذار.

اقرأ أيضاً: أنزيم مركب يأكل البلاستيك ويخلصنا من النفايات 

ويقول ترومكا: «تجب مناقشة إخضاع مواقد الغاز إلى التنظيم، إما للحد من انبعاثاتها إلى حد كبير أو حتى حظرها كلياً. وأعتقد أنه يجب أخذ خيار حظر مواقد الغاز بعين الاعتبار، حيث يمكن أن يكون استراتيجية قوية بين أدواتنا المتاحة ويمكن تطبيقها بالفعل».

تتماشى هذه الخطوة مع الجهود المبذولة لمساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض والمستأجرين في استبدال مواقد الغاز، حيث يمكنهم الاستفادة من الخصم الذي يقدمه قانون “الحد من التضخم لعام 2022” (Inflation Reduction Act of 2022)، والذي يصل حتى 840 دولاراً لشراء أجهزة الطهي بالحث الكهربائي.