سعودي مبدع يجمع مياه الأمطار في أحواض من الصخور لاستخدامها في زراعة البن

بطريقة إبداعية: سعودي يجمع مياه الأمطار في أحواض من الصخور
حقوق الصورة: العربية. نت.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كشف «محمد عبد الهادي الغامدي»، أحد أبناء منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية، للعربية.نت عن طريقةٍ ابتكرها لجمع مياه الأمطار والاستفادة منها في ري مزارع البُن الخاصة به، بعد أن شارفت على الانقراض في موقع يعاني الجفاف بسبب ندرة الآبار وقلة مياهها.

منطقة الباحة

منطقة الباحة هي إحدى المناطق الإدارية الـ 13 التي تتكون منها المملكة العربية السعودية. تقع في الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية، على جبال الحجاز، ضمن نطاق المناخ القاري الجاف، إلا أن ارتفاع الجبال عن سطح البحر وتعرضها لرياح رطبة قادمة من سهول تهامة الضيقة غرب الجزيرة العربية قد شكل جواً معتدلاً صيفاً وبارداً ممطراً شتاءً. وتتميز المنطقة بهطول الأمطار على مدار العام كما تتميز بكثرة الضباب بالمنطقة ودرجات حرارة منخفضة صيفاً وشتاءً.

تنقسم تضاريس المنطقة إلى سهول منخفضة، وجبال الحجاز البركانية المغطاة بأشجار صنوبرية محلية وأشجار مثمرة وغابات ونباتات وشجيرات صغيرة وأزهار. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر على سفوحها مصاطب ومدرجات زراعية يزرع فيها سكان المنطقة النباتات التي يعتمدون عليها في غذائهم مثل الذرة البيضاء والقمح والدخن، والخضروات المحلية، والبن.

اقرأ أيضاً: منحدرات للتزلج على الجليد في مدينة نيوم بالسعودية

الباحة تنافس عالمياً في زراعة البن

تشتهر منطقة الباحة بـ «البُن الشدوي» بفعل مناخها الخاص الذي يساعد في انتشار زراعة هذا النوع، ويصل الإنتاج على حدّ قول السكان المحليين إلى ما يقرب من 1000 مدّ سنوياً. (المد هو وحدة قياس للأوزان تعادل 650 غراماً تقريباً).

تمتد زراعة البُن إلى 3 سنوات، تبدأ في أواخر فصل الصيف على أن يكون قِطافه في بداية صيف السنة الرابعة، ومن ثم يتم تجفيف وفرز مكونات ثمرة البُن، ويُنقل بعدها إلى أسطح المنازل لنشره وتجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة 3 أيام. ثم يُجمع البن ويُبعد عن أشعة الشمس ليومين داخل البيوت، ثم يُعاد نشره مرة أخرى فوق السطوح لـ 5 أيام، عندها يتحول لون حبات البن من الأحمر إلى الأسود في حين يخف وزنه نتيجة فقدانه الرطوبة والماء جراء التجفيف.

تعرضت بعض محافظات منطقة الباحة في السنوات الأخيرة للجفاف، ما دفع البعض لابتكار طرق للحصول على الماء اللازم لسقاية المحاصيل، والمحافظة على زراعة البن.

اقرأ أيضاً: ضمن مبادرة السعودية الخضراء: 250 ألف شجرة «غضا» ستُزرع في الصحراء

أحواض من الصخور لجمع مياه الأمطار

كشف محمد عبد الهادي الغامدي عن فكرة ابتكرها لجمع مياه الأمطار والاستفادة منها في ري مزارع البُن الخاصة به، بعد أن شارفت على الانقراض في موقعه الذي يعاني من الجفاف بسبب ندرة الآبار وقلة مياهها.

يقول الغامدي إن: “فكرة إنشاء مصائد لمياه الأمطار خطرت لي من خلال استثمار التضاريس الصخرية المتوافرة في محيط موقعي، وعمل أحواض ضخمة يتم فيها حفظ المياه لأطول مدة ممكنة، بعد جمعها بطريقة هندسية بسيطة تقوم على أساس الحد من تبخرها بسرعة وحفظها في أحواض من الصخور، لتكون بمثابة الخزانات الحافظة لمياه كانت تجري من جوارنا بكميات عالية، لكن لا يوجد ما يمكننا من حفظها والاستفادة منها”.

كما أضاف: “عملت بمفردي في إنشاء أول خزان صخري قبل 3 عقود. واليوم لدي 11 خزاناً، أغذي من خلالها منزلي ومحاصيلي”، لافتاً إلى أن هذا الأمر “حقق لي الاكتفاء الذاتي من أهم عنصر غذائي في الحياة، لأواصل ما بدأه الآباء والأجداد من زراعة البُن الذي يحظى باهتمام واسع في منطقتنا”. وعن سعة كل واحد من هذه الأحواض، يقول أن “كمية المياه تتجاوز الـ 700 طناً في كل حوض”.

لم يقبل الغامدي أن تكون هذه الطريقة حكراً عليه فقط، بل بات ينقل تجربته وخبراته حولها لغيره من المزارعين، من أجل تعميمها على أوسع نطاق بالمناطق الجبلية. وأصبحت تجربته تحظى باهتمام العديد من المزارعين وتطبيقاتهم في الأعوام الأخيرة.

بالإضافة إلى الأحواض، يريد الغامدي الاستفادة من الكهوف الموجودة في مزرعته، حيث أكد أن مزرعته تضم 7 كهوف، 5 منها جاهزة للاستثمار، وتتميز بتشكيلاتها الجيولوجية الفريدة.

وأردف قائلاً: “هي عبارة عن تجويفات واسعة داخل الصخور الجرانيتية التي اتخذها الإنسان القديم مسكناً له، كما أنها تختلف عن ما يسمى بـ “الدحول” التي تنشأ في الأراضي ذات الصخور الرسوبية، ما أكسبها تفرداً متميزاً قل أن تجد مثيله”، آملاً أن يأتي اليوم الذي تكون فيه هذه الكهوف الخيار الأول لكل سائح وزائر لمنطقة الباحة.