متى يجب أن تحدِّث الآيفون الخاص بك؟

هل يجب أن تحدِّث جهازك أم أن تخبئ قرشك الأبيض ليوم أسود؟
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تطلق آبل وغيرها من شركات تصنيع الأجهزة الخلوية الهامة إصدارات جديدة برَّاقة من أجهزتها سنوياً، ولكنك -على الرغم من كل هذر حملات التسويق- لست مضطراً لتحديث جهازك في كل مرة.

وقد أقام المديرون التنفيذيون في آبل مؤخراً حفلاً بهيجاً في مسرح ستيف جوبز في كوبرتينو من أجل الإعلان عن ثلاثة أجهزة جديدة: آيفون إكس إس؛ وهو نسخة أسرع وبنفس حجم الشاشة من جهاز آيفون إكس الذي أُعلن عنه السنة الماضية، وآيفون إكس إس ماكس؛ وهو نسخة أكبر من نفس الجهاز، وآيفون إكس آر؛ وهو يعتبر أقل سعراً إلى حد ما من الأجهزة الأخرى. ويتمتع الطراز الأخير -والذي لن يتوافر في الأسواق قبل أكتوبر- بنظام التعرُّف على الوجه مثل إخوانه الأعلى سعراً، ولكنه مزوَّد بهيكل خارجي من الألمنيوم وشاشة عرض بالكريستال السائل LCD، بدلاً من هيكل خارجي من الفولاذ وشاشة عرض بالديودات العضوية المصدرة للضوء “أوليد OLED” كما في طرازي إكس إس وإكس إس ماكس.

ولكن المسألة تتجاوز مجرد شراء جهاز جديد برَّاق؛ حيث توجد الكثير من الأسباب العملية والموجِبة للتفكير جدياً في التحديث وشراء جهاز آيفون جديد، إذا لم تكن من أنصار أجهزة أندرويد مثل جوجل بيكسل أو سامسونج جالاكسي. كما توجد من ناحية أخرى بعض الأسباب التي تدعوك إلى الانتظار.

لنبدأ بالأسباب التي قد تُفرحك وتؤلم محفظتك:

السأم من نظام التعريف الذي يعتمد على اللمس

بدأت آبل بوضع مستشعر لبصمة الإصبع في أجهزتها منذ آيفون 5 إس؛ وهو يعمل في أغلب الأحيان، على الرغم من أن البعض اكتشفوا أنه لا يعمل إذا كان الإصبع رطباً من التعرق أو العمل في المطبخ، ويتوجب حينها استخدام كلمة المرور، وبطبيعة الحال فإنه لا يعمل أيضاً عند ارتداء القفازات في الشتاء. والجيل الثاني من أنظمة الحماية بالقياسات الحيوية على هذه الهواتف هو نظام التعرف على الوجه، وقد ظهر السنة الماضية في آيفون إكس، وتقول آبل إنه أكثر أماناً من التعرف باللمس إلى حد كبير؛ حيث يبلغ معدل الفتح الخاطئ للجهاز واحداً في المليون، مقارنة بواحد في 50,000 لنظام التعرف باللمس، كما أنه يعمل في أغلب الأوضاع، حتى لو كانت أصابعك رطبة، طالما أن وجهك ليس مغطى. وإذا كنت تستخدم آيفون 7 أو 8، فإن التحديث يمكِّنك من الحصول على هذا الخيار.

الرغبة في استخدام الشحن اللاسلكي

صحيح أن الشحن اللاسلكي ظهر في أجهزة أندرويد منذ فترة، كما أن أجهزة آيفون 7 و8 اكتسبت هذه الميزة السنة الماضية، ولكن إذا كنت تستخدم أي جهاز آيفون يعود إلى ما قبل 2017، فلا بد لك من استخدام الشحن السلكي (وهو بالمناسبة أسرع من الشحن اللاسلكي)، أما إذا رغبت في أن تضع جهازك على لوح للشحن اللاسلكي من بيلكن أو موفي، فيمكنك أن تختار آيفون 8 أو أياً من الأجهزة التي أعلنت عنها آبل حديثاً، ومن الجدير بالذكر أن لوح الشحن اللاسلكي من آبل “أيرباور” لم يُطرح في الأسواق بعد.

يداك صغيرتان، وترغب في شاشة أكبر وأجمل

كان جهاز آيفون إس إي -الذي توقف إنتاجه- يتمتع بشكل ممتاز -بطول 12.37 سنتمتر فقط- لمن لا يرغبون في حمل جهاز بحجم اللوح الذكي في أيديهم الصغيرة، ولكن مع إطلاق آيفون إكس في العام الماضي، حصل عشاق آبل على جهاز صغير نوعاً ما (بطول 14.86 سنتمتر) ولكن بشاشة يبلغ طول قطرها 14.73 سنتمتر، مما يجعلها أكبر من شاشة جهاز آيفون 8 بلس الأكبر حجماً، ويعني هذا أنه إذا كنت تستخدم جهازاً يعود إلى ما قبل إطلاق آيفون إكس في العام الماضي، فبإمكانك أن تفكر في شراء آيفون إكس إس الذي أُعلن عنه مؤخراً، وهو يتمتع بمعالج أسرع من الجيل السابق، كما أن طوله يبلغ 14.35 سنتمتر، وشاشته التي من نوع أوليد -والمعروفة بارتفاع نسبة التباين والألوان الزاهية الدقيقة بفضل نظام المجال الديناميكي المرتفع- يبلغ قطرها 14.73 سنتمتر، تماماً مثل إكس.

الرغبة في المزيد من سعة التخزين

إذا كان جهازك ممتلئاً عن آخره بالصور والتطبيقات والأفلام التي حملتها من الإنترنت حتى أصبحت مساحة التخزين عملة نادرة عندك، فقد ترغب في الحصول على جهاز جديد يفيض بالمساحة. ويتمتع جهازا إكس إس وإكس إس ماكس بخيار سعة 512 جيجا بايت، وهذا كثير بالطبع، ولذلك فإن سعر إكس إس ماكس بهذه السعة هو 1,449 دولاراً، مما يعني أن بإمكانك أن تحسِّن من مساحة التخزين على جهازك الحالي بحذف التطبيقات غير المستخدمة، واختيار “تحسين مساحة تخزين آيفون” في قسم الصور من إعدادات الجهاز، وهو ما يعني أن الجهاز سيحتفظ داخله بنسخٍ أصغر من الصور، ويرسل بالصور الكاملة إلى السحابة الإلكترونية.

الرغبة في مزيد من السرعة

يتمتع جهازا آيفون 8 وآيفون إكس اللذين أُعلن عنهما العام الماضي بشريحة أسرع من الأجهزة التي تعود إلى العام الذي قبله؛ أي الشريحة أيه 11 بيونيك مقابل الشريحة أيه 10 فيوجن، أما هذه السنة فتتمتع الأجهزة بمعالجات أسرع -كما كان متوقعاً- وهي أيه 12 بيونيك؛ فإذا كنت تستخدم حالياً آيفون 7 أو آخر أقدم منه، فإن بإمكانك أن تستبدل به جهازاً أحدث، وأن تحصل على شريحة تلي ما لديك بجيلين. ومن المتوقع بطبيعة الحال أن تكون هواتف 2019 نفسها أسرع من هواتف 2018، وستلاحظ فرق السرعة في المهام التي تتطلَّب الكثير من المعالجة؛ مثل استخدام الواقع المعزز.

الرغبة في بطارية أطول عمراً (بقليل)

إذا كنت تستخدم جهاز آيفون من العام 2017 فإن الإعلانات عن النسخ الأحدث تقول إن عمر بطاريتها أطول؛ حيث يتمتع آيفون إكس إس ببطارية شوارد ليثيوم يفترض أن تدوم “لفترة تصل إلى 30 دقيقة أكثر من آيفون إكس”، كما أن جهاز إكس إس ماكس الأكبر يفترض به أن يدوم أكثر من آيفون إكس بفترة تصل إلى ساعة ونصف، ويَعِد جهاز إكس آر بفترة إضافية تبلغ 90 دقيقة فوق عمر البطارية المثير للإعجاب من آيفون 8 بلس.

الأسباب التي تدعوك للامتناع عن التحديث

بطبيعة الحال، إذا كان جهازك يعمل بشكل جيد فلا داعي لتبذير النقود حالياً، ومن السهل أن تنتظر.

من المرجح أن نظام التشغيل الأحدث سيعمل على جهازك

إضافة إلى الأجهزة الجديدة التي تعلن عنها آبل سنوياً، فإنها تطلق -سنوياً أيضاً- تحديثاً جديداً ومجانياً لنظام التشغيل، وقد أُطلق التحديث الحالي في 17 سبتمبر تحت اسم آي أو إس 12، وقد وصفت آبل هذه النسخة من نظام التشغيل بأنها “أسرع” و”أكثر استجابة”؛ مما يعني أنها لم تركِّز هذه السنة على إضافة ميزات جديدة، بل على تحسين الأداء، ولمزيد من المعلومات حول هذا التحديث، يمكنك الاطلاع على هذه الصفحة. أما الخبر الجيد فهو أن هذا النظام سيعمل حتى على الأجهزة القديمة التي تعود إلى 2013، مثل 5 إس وإس إي؛ إذن فإذا كنت متردداً حول مسألة التحديث، فجرِّب أولاً نظام التشغيل الجديد.

أجهزة السنة القادمة ستكون أفضل

عادة ما تتبع آبل نمطاً من مرحلتين في إطلاق أجهزتها؛ حيث تطلق طِرازاً ثورياً جديداً في سنة، ومن ثم تطلق النسخة المصقولة والأسرع في السنة التالية، وهكذا دواليك. وهذه السنة كانت سنة التعديل والصقل (أي النوع الثاني)، والتي عادة ما يشار إليها بسنة إس؛ حيث تسمى الأجهزة بأسماء أجهزة العام الماضي مع إضافة حرف إس، وذلك للدلالة على أنها نسخ محدَّثة ولكن مشابِهة لطرازات العام الماضي، ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست قاعدة دائمة، حيث لم تُطلق جهاز آيفون 7 إس، بل أطلقت جهازي آيفون 8 وإكس العام الماضي.

و يمكنك على أي حال أن تكون شبه متأكد من إطلاق أجهزة جديدة في العام المُقبل، وإذا بقي هذا النمط سائداً، فيمكنك أن تتوقع أنها ستكون أدوات ثورية، وستتمتع غالباً بمعالجات أسرع مرة أخرى، لكن هل سيحمل الجهاز الجديد اسم آيفون 11؟ لا أحد يعرف، ولكن يمكنك أن تعتمد إستراتيجية ذكية؛ وهي أن تحدِّث جهازك مرة واحدة في كل سنتين، وتستفيد منه لأقصى حدٍّ طوال هذين الرحلتين حول الشمس.

الهواتف الذكية مصممة لتدوم فترة طويلة

تصنع الهواتف الذكية -مثل آيفون- من مواد مثل الفولاذ والألمنيوم، وعلى سبيل المثال فإن الأجهزة الأحدث مزودة بزجاج “هو الأقوى حتى الآن في مجال الهواتف الخلوية” وفقاً لآبل؛ وبالتالي فإذا لم يكن جهازك مشققاً بشكل يدعو للرثاء، وكان يعمل بشكل جيد، فبإمكانك أن تعتبره كسيارة موثوقة تستمر في قيادتها حتى تصبح في حاجة ماسة إلى سيارة جديدة.

وأخيراً فكِّر في الخيار الأنسب من الناحية المالية أيضاً، وقد يفيدك أن تعرف أن آبل أطلقت برنامج تحديث خاص للأشخاص الذين يرغبون بشدة في تبديل أجهزتهم سنوياً، وعلى سبيل المثال فإن آبل تتقاضى 49.91 دولار شهرياً عن آيفون إكس إس، ولكن يمكنك -بعد استخدامه لسنة كاملة- أن تحصل على الجهاز الجديد إذا سدَّدت جميع دفعاتك المالية.

كما يمكنك أيضاً أن تقايض هاتفك بشكل مباشر مع الشركة مقابل خصم جزء من ثمن جهاز آخر، بالإضافة إلى أن شركات الأجهزة الخلوية تقدم خدمات تقسيط خاصة بها أيضاً، وتقدم شركة أيه تي أند تي -على سبيل المثال- خيارات تسمى “Next and Next Every Year” (بمعنى الحصول على الجهاز الجديد سنوياً)، وذلك عن طريق تقسيم تكلفة الجهاز إلى 30 دفعة، ويمكنك -بعد دفع 80% من قيمته- أن تحدِّث الجهاز وتجدِّد الدفعات، أو تستمر في الدفع حتى تحصل عليه.

ولكن إذا كان جهازك ملكاً لك بشكل كامل دون وجود أي أقساط، فإن التحديث سيشكِّل ضربة إضافية تتعرض لها محفظتك، وقد يكون من الأفضل أن تنتظر حتى السنة المقبلة إن كنت راضياً بما لديك.